الإعلام حفز الثورات والشعوب فجّرتها

عبد الباري عطوان متحدثا في جلسة المنتدى عن دور الإعلام

عبد الباري عطوان متحدثا في جلسة المنتدى عن دور الإعلام في الثورات (الجزيرة)

منذر القروي-الدوحة

اتفق إعلاميون ومحللون في اليوم الثالث والأخير من منتدى الجزيرة السادس بالدوحة على أن وسائل الإعلام البديلة وأيضا التقليدية وعلى رأسها الجزيرة كانت محفزا قويا للثورات العربية التي صنعتها الشعوب, وكسرت حاجز الخوف من الأنظمة المتسلطة, وعلى أنه سيكون لها دور رئيس في البناء الديمقراطي في المرحلة المقبلة.

ورأى رئيس تحرير صحيفة القدس العربي في جلسة بعنوان "الإعلام محفزا للثورة" أن ما يصطلح عليه بالإعلام البديل أو الجديد متمثلا في الإنترنت وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي هو إعلام المستقبل بعدما ساهم بشكل فاعل في تفجير الثورات التي شهدتها تونس ومصر وتشهدها حاليا ليبيا, وفي الحراك الشعبي بدول عربية أخرى.

لكن عبد الباري عطوان شدد في المقابل على أن تصدَر الإعلام البديل في المرحلة المقبلة لا يعني بأي حال أن شبكات الإعلام التقليدي وعلى رأسها الفضائيات ستنتهي.

تمهيد للثورة
ووفقا لعطوان, فإن الجزيرة ووسائل الإعلام الأخرى مهدت للثورات العربية لكن الشعوب هي من فجرها.

وقال في هذا الإطار إن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك "مات" بالجزيرة وليس بالفيسبوك, مضيفا أن الجزيرة أرست في الخمسة عشر عاما الأخيرة ما سماه "فن الحوار", وكسرت طوق المحرمات في العالم العربي حين بدأت تثير قضايا الديمقراطية والفساد.

واعتبر عطوان أن الجزيرة كسرت أيضا حاجز الخوف من الأنظمة وهو الحاجز ذاته الذي كسره الشباب.

وعرض رأيين يقول أولهما إن الإعلام ينبغي أن يفجر الثورات بالمنطقة العربية التي وصفها بالآسنة, بينما يقول ثانيهما إن على الإعلام التحلي بالحياد, وهذا الرأي يتبناه الغرب المترف بالحيادية كما قال عطوان.

وأعلن عطوان انحيازه إلى القنوات التي تقف إلى جانب التغيير, وأبدى ثقته في أن الثورات ستغير وجه الإعلام العربي الذي يتعين عليه أن يكون في مستوى المسؤولية وفق رأيه.

وفي هذا السياق أيضا, تحدث مارك لينش أستاذ الجامعة المساعد بجامعة جورج واشنطن عن دور الإعلام المتقدم في الثورة التي تشهدها المنطقة, وأشار بهذا السياق إلى أن وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين راقبتا من خلال شبكة الجزيرة ماذا كان يجري بميدان التحرير بالقاهرة خلال أحداث ثورة 25 يناير.

لكن لينش تساءل في المقابل عن مدى تأثير الإعلام في صنع الثورات الشعبية بالمنطقة, وما إذا كان سيسهم في الإصلاح وبناء المؤسسات الديمقراطية, ويقول إن الإجابة ليست بالهينة.

فهمي هويدي: الإعلامي إذا لم ينتصر للحق فلا ينتصر للباطل, والمبدأ الرئيس هو الثقة في ذكاء القارئ أو المشاهد

من جهته, عرض المفكر المصري فهمي هويدي رؤيته لما ينبغي أن يقوم به الإعلام عامة قائلا إن الإعلامي إذا لم ينتصر للحق فلا ينتصر للباطل, وإن المبدأ الرئيس هو الثقة في ذكاء القارئ أو المشاهد.

وأضاف أن كل إعلامي مطالب بأن يقدم الحقيقة للمتلقي, وأن يكون مستعدا لدفع أثمان, وأن أي تسويف هو تفريط في شرف المهنة.

تغييرات سريعة
وفي سياق الحديث عن تأثير الإعلام في الحراك الشعبي الذي تشهده المنطقة, لاحظ أيمن محيي الدين الصحفي بالجزيرة أن الإعلام يسمح بتكثيف الثورات.

وأشار إلى أن ما ينبغي التفكير فيه هو سرعة الثورات التي استفادت من الإعلام الجديد منه والتقليدي.

وفي هذا الإطار أيضا, قال ديفد فوستر الصحفي بالجزيرة الإنجليزية إنه لم يلحظ تغييرات بهذا الحجم منذ بدأ عمله عام 1972.

المصدر : الجزيرة