أسرة شهيد بورسعيد تريد الثأر
28/2/2011
محمود جمعة-القاهرة
"لن تهدأ نفسي حتى آخذ الثأر ممن قتلوا ابني محمد وأرى أجسادهم ممزقة كما فعلوا بابني". بهذه الكلمات تحدث إلينا والد محمد أحمد التميمي الذي استشهد فى ثورة الغضب المصرية في مدينة بورسعيد شرقي البلاد.
ويضيف أبو الشهيد "أنا وأسرتى بعيدون عن السياسة وليس لي اهتمامات سوى العمل وأسرتي والاهتمام بأولادي ومشاكلهم حتى أولادي ليس لهم إلا الشغل والمنزل، وقدر ابنى أنه نزل ليلا إلى الشارع ليكون شهيد الظلم والفساد".
كان من المفترض أن يسافر محمد من بورسعيد إلى القاهرة الجمعة كي يحصل على شهادة إنهاء الخدمة العسكرية، لكن القدر لم يمهله، وكان محمد يصر على النزول إلى الشارع للمشاركة فى المظاهرات بشارع الثلاثيني في بورسعيد أول أيام الثورة. ورغم صرخات الأسرة لثنيه فإنه أصر على رأيه، وظل يراقب عن كثب سير المظاهرات في بورسعيد. وبينما كان في طريقه لإحضار بعض الحاجيات لوالده، شاهد قوات الأمن تطلق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين.
وتقول أم الشهيد السيدة هانم فتيح "رفضت سفر محمد وسط هذه الأجواء وأحسست بانقباض شديد فى قلبي ولم أكن أعرف أبدا أن الموت سيلاقيه بدون سفر". وتضيف "كنت قلقة عليه للغاية وظللت أهاتفه باستمرار، وفي آخر اتصال قال لي: أنا بخير لكن الغاز المسيل للدموع عمى عيني وطلب مني ألا أغضب منه وظل يقول، يا أمي أنا أحبك كثيرا".
وتتابع "بكيت وقلت له ارجع يا ولدي لا تحرق قلبى عليك فقال لي: أنا حزين على البلد وعلى الشباب الذين يموتون من غير سبب، كل ذنبهم أنهم يسعون لعيشة مستورة".
أجلت التشاجر
خرج والد محمد -تضيف هانم- يبحث في المستشفيات وفي أقسام الشرطة حتى وقت الظهر، "واتصلنا بأحد المحامين الذي كان موجودا أمام مشرحة الأميري فابلغنا بوجود ثلاث وفيات منهم جثة مجهولة. فذهب والده إلى المشرحة وألقى نظرة على الجثث ولم تكن جثة ابني من بينها، فعاد إلى المنزل ليطمئنني".
وتمضي والدة الشهيد قائلة "اتصل بنا أحد أقاربنا وطلب منا أن نذهب للمستشفى لنرى جثة أخرى مجهولة الهوية، لم أتخيل أنه سيكون ابني. بعد أن شاهدته سقطت على الأرض. لم أستطع مشاهدته وفكه مدمر وجسده كله ثقوب من تأثير الرصاص".
طريقة بشعة
وتستكمل الأم المكلومة حديثها قائلة "وجدوا ابني بدون وثائق هويته الشخصية ونقود ومحمول كانوا معه. لقد تعبنا كثيرا أنا ووالده لنؤمن لأولادنا وخاصة محمد عيشة مستقرة وسط معاناة الشباب من البطالة ونقص الإمكانيات. كنت أقول له إنى سأصرف عليه طول عمري حتى بعد زواجه لأنه كان يعمل بمصانع ومرتبه ضعيف".
المصدر : الجزيرة