علم استقلال ليبيا يطيح بالأخضر

r_Protestors wave flags during a demonstration against Libyan leader Muammar Gaddafi and the Italian government outside the Italian embassy in Bern February 22, 2011


يبدو أن أربعين عاما ونيفا لم تفلح في محو صورة علم استقلال ليبيا من ذاكرة الليبيين، بعدما طغى اللون الأخضر على غيره من الألوان بهذا البلد ليصبح رمزا ولونا للعلم والكتاب والصحف وغيرها.

فما إن اندلعت انتفاضة 17 فبراير/شباط 2011 من مدن الشرق الليبي كبنغازي والبيضاء، حتى بدأ هذا العلم في الظهور ليكون أبرز شعار على الإطلاق يرفعه المتظاهرون.

وبالإضافة إلى رفع علم الاستقلال في مجمل المدن الليبية الثائرة، تم رفعه على مباني البعثات الدبلوماسية الليبية في الخارج التي أعلن موظفوها انشقاقهم عن نظام العقيد والالتحاق بمطالب الشعب الليبي.

كما أصبح هذا العلم الصورة الرئيسية للعديد من حسابات الأشخاص والمجموعات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

ومن اللافت أن جل المتابعين يجمعون على أن شباب انتفاضة ليبيا تتراوح أعمارهم بين 17 و32 عاما تقريبا، مما يعني أنهم ولدوا وترعرعوا في ظل نظام العقيد ولونه الأخضر المميز، وهو ما يبعث على التساؤل عن سر فشل النظام في محو صورة علم الاستقلال بعد 42 عاما من السيطرة المطلقة والقطع مع كل رموز حقبة ما قبل الثورة.

التاريخ لا يمحى
وحول هذه المسألة يرى الإعلامي الليبي محمود شمام أن هذا العلم هو علم استقلال ليبيا وتحررها من نير الاستعمار الإيطالي عام 1951, وهو بذلك لا يرمز إلى نظام سياسي أو حقبة بعينها.

ويضيف شمام للجزيرة نت أن هذا العلم عاد بقوة مع بدء تخلخل أركان نظام القذافي، لأنه جزء من تاريخ ليبيا ولأن التاريخ لا يمكن محوه من ذاكرة الشعوب.

ويشير إلى أن التاريخ الشفوي للأسرة الليبية لعب دورا مهما في الحفاظ على صورة هذا العلم الذي يرمز إلى حدث مجيد في تاريخ ليبيا, من خلال تمرير هذه الصورة من جيل الأجداد والآباء إلى جيل الأبناء.

وينفي شمام وجود إعداد مسبق وتخطيط لرفع هذا العلم خلال المظاهرات, مؤكدا أن المسألة كانت عفوية حيث لم يجد الشباب شعارا لرفعه أكبر من رمز استقلال ليبيا، على حد قوله.

يذكر أن علم الاستقلال الليبي وضعته هيئة تشريعية ليبية عام 1951, وقد استمدت ألوانه من بيت الشعر الشهير للشاعر العراقي صفي الدين الحلي القائل "بيض صنائعنا سود وقائعنا.. خضر مرابعنا حمر مواضينا".

المصدر : الجزيرة