رفض شباب التحرير لتفويض سليمان

Anti-government protesters celebrate as a senior army soldier addresses the crowd inside Tahrir Square in Cairo February 10, 2011. Egyptian President Hosni Mubarak is on the verge of capitulating to protester demands to give up power but may still seek to hold on in a nominal capacity by giving presidential powers to his deputy or a joint leadership involving an army council.
شباب التحرير أجمعوا على رفض تفويض مبارك سلطاته لسليمان (رويترز)

الجزيرة نت-القاهرة



"لا مبارك ولا سليمان.. مش عاوزينك أنت كمان.. ومش ها نمشي من الميدان". بهذه الهتافات المدوية ارتفعت أصوات غالبية من تجمعوا في ميدان التحرير الخميس (نحو ثلاثة ملايين مصري)، رافضين تفويض الرئيس المصري حسني مبارك سلطاته لنائبه عمر سليمان لأنهم لا يثقون في هذا الأخير، كما أجمعوا.
 
وفي استطلاع بسيط للرأي أجرته الجزيرة نت بين خمسين من الموجودين في ميدان التحرير، أجمعت آراء 45 منهم على رفض التفويض، بينما أكد خمسة من المستطلعة آراؤهم أنه يمكن إعطاء سليمان فرصة زمنية لتنفيذ الوعود التي قطعها على نفسه هو ورئيسه.
 
فرصة
زهراء محمد تقول إنها تقترح إعطاء سليمان فرصة لا تقل عن ثلاثة أشهر، يتم فيها إلغاء حالة الطوارئ، وعقد محاكمة عادلة لوزير الداخلية السابق حبيب العادلي، فضلا عن محاكمة ناهبي أموال الشعب، وإجراء التعديلات الدستورية.
 
لكن القبطي أشرف رسمي يرفض تفويض سليمان لأنه ينتمي إلى المؤسسة الأمنية، ولأنه رجل غامض و"لا نعرف عن أدواره إلا القليل، فضلا عن تصريحاته التي هدد فيها بالحوار أو الانقلاب، وقوله إن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية".

ومتفقا معه يقول محمد عبد الحميد (محاسب) إن مبارك وسليمان أبناء مؤسسة عسكرية واحدة، وسليمان رجل إسرائيل وأميركا الأول، كما أنه المستشار الوحيد الذي ظل يحظى بثقة مبارك.
 

بعض المتظاهرين اعتبروا أن لا فرقبين مبارك وسليمان (الجزيرة)
بعض المتظاهرين اعتبروا أن لا فرقبين مبارك وسليمان (الجزيرة)

انعدام ثقة
ويتساءل كريم شوقي (محام): كيف يفوض رئيس غير شرعي نائبا عيّنه بإجراء غير دستوري؟
 
ويقول عبد الله إبراهيم (مدير مدرسة) إن "الشعب لا يرى فرقا بين مبارك وسليمان، فهما وجهان لعملة واحدة هي عملة الفساد والاستبداد، ونحن موجودون في ميدان التحرير حتى التحرير وإسقاط النظام كاملا".
 
خالد بهيج (محام) يقول بدوره "إن هناك انعدام ثقة تاما بين الشعب وكل رموز نظام مبارك"، وأضاف أن "من يقومون بنصف ثورة إنما يحفرون قبورهم بأيديهم، ولا بديل أمامنا إما الشهادة أو سقوط النظام".
 
ويتابع "نرفض جميع رموز النظام لأننا نريد محاكمة المفسدين، بينما ما يفعله مبارك مجرد شراء خواطر، ولذلك مطلوب نظام جديد لإجراء هذه المحاكمات".
 
ويحذر المحامي بهيج من أن تسويف مبارك في الرحيل يؤدي إلى استنزاف مقدرات الدولة وتهريب الأموال إلى الخارج.
 
ويشير إلى أن سليمان لم يأسف لدماء الشهداء حتى الآن، علما بأنه مسؤول عنها باعتباره أحد أركان النظام، مشددا على أن تصريحات مبارك ونائبه مستفزة للغاية.
 
نظام جديد
"كل ما يصدر عن نظام مبارك مرفوض، ونحن كأقباط نريد نظاما جديدا يحاسبه على جرائمه في حق الأقباط والمسلمين". الكلام لعادل كرم (قبطي)، مضيفا "لا أستبعد أن تكون الأجهزة الأمنية والمخابرات وراء حادث تفجير كنيسة القديسين".
 
"نظام مبارك فقد شرعيته، ومن ثم لا بد من تشكيل حكومة انتقالية".. هكذا يقول عبد الجواد عامر (محام)، مشددا على أنها لا بد أن تكون من الكفاءات التكنوقراطية وغير مسيسة.
 
وينتقد الشاب أحمد إبراهيم تصريحات سليمان التي قال فيها إن الشعب المصري لم يصل إلى المرحلة التي تؤهله لاستحقاق الديمقراطية، بما يؤكد أنه لا يقل دكتاتورية عن مبارك، كما يقول.
 
ويتابع أن سليمان "شخص غير مريح في كلامه وخطاباته، ويعطيني إحساسا بأنه (هيعمل) فينا حاجة".
 

متظاهر اعتبر سليمان مهندس حصار غزة (الجزيرة)
متظاهر اعتبر سليمان مهندس حصار غزة (الجزيرة)

مهندس حصار غزة
من جهته، يقول الشاب أحمد مصطفى إن عمر سليمان مهندس حصار غزة وتصفية القضية الفلسطينية، ويضيف "نستهدف تغيير أنظمة يمثلها أشخاص، كما نريد التغيير من تحت إلى فوق، وليس العكس".
 
ومتفقا معه، يقول محمد عبد السلام (صاحب شركة حاسوب) إن النظام المصري يحتاج إلى تغيير كامل، وهو يعطي انطباعا بأنه قوي مع أنه لا يملك أي شرعية.
 
وتقول هالة رسمي "لن نُحكَم بالجهاز الأمني بعد الآن"، مؤكدة أن سليمان لا مصداقية لديه ولا شفافية، وتضيف "نريد حكما مدنيا، وكأمهات مصريات أتساءل: هل أصبنا بالعقم حتى لا ننجب من يستحق قيادتنا؟".
 
أما كريم عبد الرحمن فيرى أن "الطينة من نفس العجينة"، وأن الميدان هو "الضمان الوحيد لتنفيذ مطالب الثورة".
 
ويقول عادل ريحان إن 25 يناير/كانون الثاني هو عيد الثورة المصرية لأنها ثورة الشعب كله، ويجب أن يكون عطلة رسمية.

المصدر : الجزيرة