مرضى "الهيموفيليا" بفلسطين مهددون

مرضى الهيموفيليا بفلسطين.. معاناة متفاقمة - عوض الرجوب-الخليل

جمعية مرضى "الهيموفيليا" تتهم وزارة الصحة بالتقصير (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-الخليل

يشكو مرضى الهموفيليا بفلسطين من معاناة مستمرة نتيجة ما يقولون إنه تقصير رسمي في توفير العلاجات اللازمة لهم من قبل وزارة الصحة، وقلة الأطباء المختصين، وعدم إعداد سجل وطني للمصابين بهذا المرض.

ويعاني مرضى الهموفيليا -ويزيد عددهم بفلسطين على ألف مريض- من نزيف تلقائي للدم أو لأبسط الأسباب كالجروح مما يتطلب علاجات مخثرة لوقف النزيف الناتج عن نقص أحد مكونات الدم لدى الإنسان.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إنها لا تفرق يبن المرضى في توفير العلاجات اللازمة لهم، لكنها تشير إلى نقص بعض أنواع الأدوية في السوق الفلسطينية، مما يضطرها لتحويل الحالات الصعبة إلى الخارج.


عيد الهذالين ظل ينزف 20 يوما دون توفر العلاج اللازم (الجزيرة نت)
عيد الهذالين ظل ينزف 20 يوما دون توفر العلاج اللازم (الجزيرة نت)

اتهامات متبادلة
وفي ذات السياق، فتحت حالة مريض الهيموفيليا عيد الهذالين الباب أمام اتهامات متبادلة بين وزارة الصحة الفلسطينية وجمعية مرضى الهيموفيليا، فقد اتهمت الأخيرة في مؤتمر صحفي لها بمدينة البيرة -اليوم الثلاثاء- الوزارة بالتقصير في علاجه، بينما قالت الوزارة إنها سعت لتوفير الدواء دون أن تتمكن من ذلك، فقررت تحويله إلى الخارج.

فقد أوضح رئيس الجمعية جاد الطويل في حديثه للجزيرة نت، إن مرضى الهيموفيليا بفلسطين يعانون من نقص العلاجات وهي العوامل المخثرة للدم حسب البروتوكولات الدولية، إضافة لعدم توفر الرعاية لهؤلاء المرضى ولا سيما عند التعامل مع مضاعفات المرض.

وحول حالة الهذالين، قال رئيس الجمعية إنه يعاني من نقص العامل الثامن، من العوامل البروتينية المخثرة للدم وعددها 13 عاملا، وأصيب بنزيف دماغي قبل عشرين يوما، وزادت حالته تدهورا عندما لم يأخذ الدواء اللازم.

وأضاف الطويل أن أجسام بعض مصابي هذا المرض تقاوم المخثرات العادية وتحتاج إلى دواء جديد غير متوفر في أراضي السلطة، مشيرا إلى فشل محاولات الجمعية المتواصلة منذ سنوات لوضعه على قائمة الأدوية المهمة في وزارة الصحة.

ولفت إلى وجود نحو 1200 شخص في الضفة وغزة يعانون من نقص أحد العوامل المخثرة في الدم منهم نحو 480 شخصا يعانون من نقص العامل الثامن والتاسع، مؤكدا أن الوزارة توفر نحو أربعة ملايين وحدة "الفاكتر"، وهو العلاج الوحيد لمرضى نزف الدم للنوعين الثامن والتاسع من أصل عشرين مليون وحدة يجب أن توفرها.

الطويل: نحو 1200 شخص في الضفة وغزة يعانون من نقص أحد العوامل المخثرة في الدم(الجزيرة نت)
الطويل: نحو 1200 شخص في الضفة وغزة يعانون من نقص أحد العوامل المخثرة في الدم(الجزيرة نت)

تبرير رسمي
وفي رده على مطالب الجمعية أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة الدكتور عمر نصر أن العلاج متوفر وموجود في مستودعات وزارة الصحة، نافيا وصول أي شكاوى للوزارة بانقطاع العلاج في المستشفيات الفلسطينية خاصة مخثرات الدم للعوامل 8 و9.

وأضاف أن بعض الحالات الخاصة تقاوم الأدوية الموجودة والمتعارف عليها ولعدم توفر الدواء الحديث الخاص بهذه الحالات في السوق الفلسطينية يتم إعطاء المريض جرعة دوائية زائدة، أو تحويله إلى الخارج كما حدث مع المريض الهذالين الذي تم تحويله للعلاج في الأردن.

وبيّن نصر أن تكلفة الإبرة الواحدة من العلاج الجديد تصل إلى 25 ألف شيكل (ما يعادل ستة آلاف وسبعمائة دولار) ورغم محاولات وزارة الصحة لتوفيرها للهذالين خلال الأيام الأخيرة، فإنها لم تتمكن من ذلك.

وقال، في رده على مطالب جمعية الهيموفيليا بتوفير سجل وطني لهؤلاء المرضى، إن التسجيل والإحصاء ضروري للأمراض التي تشهد تزايدا في أعداد المرضى، مشيرا إلى أن عدد مصابي الهيموفيليا قليل ولوحظ تراجعه خلال السنوات الأخيرة.

وأكد نصر على التواصل المستمر بين الوزارة والجمعية لتوفير الأدوية والاحتياجات اللازمة للمرضى في إطار الإمكانيات المتاحة.

المصدر : الجزيرة