مخاوف بموريتانيا من تأثير الجفاف

مظاهر الجفاف في أجزاء متفرقة من البلاد

مظاهر الجفاف في أجزاء متفرقة من موريتانيا (الجزيرة)

أمين محمد-نواكشوط

أبدى مسؤولون كبار في موريتانيا مخاوف جدية من التأثيرات السلبية لظاهرة الجفاف ونقصان الأمطار المسجل بقوة هذا العام في البلاد وفي عموم منطقة الساحل، وذلك بعد أن ظل المسؤولون الرسميون يؤكدون أن الوضع تحت السيطرة ويبعثون برسائل تطمينية للرأي العام.

وتوقع محافظ البنك المركزي الموريتاني سيدي أحمد ولد الرايس أن يكون العام القادم أصعب بكثير على الاقتصاد نتيجة الجفاف والتأثيرات السلبية لتراجع منسوب الأمطار.

وأكد ولد الرايس في مؤتمر صحفي أن الحكومة الموريتانية اتخذت إجراءات عدة لمواجهة المصاعب الاقتصادية المنتظرة في العام القادم، من بينها إصلاحات في المجالات المالية والاقتصادية. 

ولد الرايس: الحكومة اتخذت عدة إجراءات  لمواجهة الجفاف (الجزيرة نت)
ولد الرايس: الحكومة اتخذت عدة إجراءات  لمواجهة الجفاف (الجزيرة نت)

نمو مرتفع
ورغم تلك المصاعب المنتظرة، إلا أن ولد الرايس قال إن الإجراءات المتخذة من قبل حكومته ستؤدي إلى زيادة نسبة النمو حتى تصل 5.5% العام القادم، مشيرا إلى أن البنك المركزي يبذل جهودا معتبرة لزيادة المخزون الوطني من العملات الصعبة حتى لا تضطر الدولة تحت ضغط الظروف لطلب المساعدة وتوفير السيولة من قبل البنوك الدولية.

كما قال ولد الرايس إن بلاده حققت نجاحات اقتصادية خلال العام المنصرم، بالمحافظة على نسبة نمو جيدة، وعلى مستوى تضخم منخفض في حدود 6%بالإضافة إلى التمكن من زيادة إنتاج الحبوب خلال العام المنصرم بنحو 16%.

ومن جهته، كشف وزير المالية الموريتاني اتيام جمبار أن حكومته وضعت برنامجا طموحا لمواجهة آثار الجفاف وقلة سقوط الأمطار، أسمته برنامج الأمل للعام 2012، سيكلف 45 مليار أوقية (في حدود 157 مليون دولار).

وأضاف الوزير أن الدولة الموريتانية ستوفر ضمن موازنة العام القادم نصف هذا المبلغ (نحو 78.5 مليون دولار ) بينما تنتظر من شركائها الدوليين وأصدقائها في مجال التنمية توفير باقي المبلغ.

وقال ممثل صندوق النقد الدولي في موريتانيا التيجاني ناجح إن هناك بشائر على تحسن الوضع الاقتصادي في موريتانيا بفضل الإجراءات والإصلاحات التي تنفذها الحكومة في المجالات الاقتصادية، وذلك ضمن ما وصفها بحالة تحسن في المستويات المعيشية ينتظر أن تشهدها منطقة الشرق الأوسط برمتها خلال الفترة القادمة.

ودعا المسؤول الدولي لتحقيق مزيد من الإصلاحات حتى تتمكن هذه الدول من جني ثمار التحولات التاريخية التي تعيشها المنطقة في الوقت الحالي، والتي أدت –وفقه- إلى حالة من عدم اليقين والضغوط الاقتصادية الناجمة عن جملة من العوامل الداخلية والخارجية.

وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد قدم هو الآخر قبل يومين حصيلة مطمئنة عن أداء حكومته الاقتصادي وعن المشاريع والإنجازات المتحققة خلال الفترة الماضية.

ولكن منسقية المعارضة التي نظمت يوم أمس ندوة سياسية تحت شعار "الحصاد المر لحكم ولد عبد العزيز" رأت أن الفساد والمحسوبية وسوء التسيير استفحل أكثر من أي وقت مضى رغم شعارات محاربة الفساد التي يرفعها النظام.

ندوة منسقية المعارضة رأت أن الفساد والمحسوبية وسوء التسيير استفحل أكثر(الجزيرة نت)
ندوة منسقية المعارضة رأت أن الفساد والمحسوبية وسوء التسيير استفحل أكثر(الجزيرة نت)

فساد
وقدم القيادي بمنسقية المعارضة أحمد ولد لفظل خلال الندوة ورقة عن الأداء الاقتصادي لنظام ولد عبد العزيز عرض فيها ما وصفه بنماذج من الفساد المستشري في جسم الدولة، ومن بينها صفقة إنشاء مطار جديد قال إنه تم منحها دون مناقصة معلنة.

وقال أحمد ولد لفظل إن موريتانيا ما زالت تعاني من نهب ثرواتها المعدنية حيث تنص الاتفاقيات الحالية الموقعة مع شركتي النحاس والذهب على حصولها على 3% فقط من هذه الثروة، بينما تنهب الشركات الغربية باقي الكمية، نافيا في الوقت ذاته ما تحدث عنه ولد عبد العزيز في خطابه قبل يومين من أن موريتانيا تحصل على نحو 30% من المعادن المستخرجة.

وقال ولد لفظل إن الأمر يتعلق باتفاقات مستقبلية وليس بالاتفاقيات التي يجري العمل بها حاليا والتي حصلت موريتانيا على ثلاث فرص لتغييرها دون أن تقوم بذلك، مما يعني في نظره أن هناك عمولات جهات أو أشخاص نافذين يحرصون على بقاء الأمور على حالها.

المصدر : الجزيرة