إسرائيل تعاقب اليونسكو والفلسطينيين

Delegates applaud following the vote which admitted Palestinians to enter UNESCO as a full member on October 31, 2011 at the headquarters of the organization in Paris. Palestinians won a crucial vote to enter UNESCO as a full member on Monday, scoring a symbolic victory in their battle for statehood ahead of a similar vote at the UN General Assembly in New York. AFP PHOTO MIGUEL MEDINA

فلسطين فازت بعضوية اليونسكو نهاية الشهر الماضي (الفرنسية)

وديع عواودة-حيفا

تواصل إسرائيل انتقامها من السلطة الفلسطينية بعد قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) قبول فلسطين رغم الانتقادات الدولية لخطتها بتسمين مستوطنات القدس وسط صمت المثقفين الإسرائيليين.

وإزاء الانتقادات الدولية الواسعة، كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تبريرات قراره بحثّ سلطات التخطيط والبناء على إنشاء ألفي وحدة سكنية استيطانية في منطقة القدس وبيت لحم.

وأوضح أن الحديث يجري عن ألفي وحدة سكنية ستبنى في مناطق ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية في أي تسوية.

وزعم نتنياهو في الكنيست أن القرار بالبناء الجديد ليس عقابا بل هو "حق" أساسي لإسرائيل، منوها إلى أن "الواجب التاريخي والقومي يملي عليها ضمان ازدهار القدس كعاصمتها الأبدية". وتابع "القدس لن تعود لحالتها قبيل حرب 1967 وعلينا التذكر أن مهمة تعزيز المدينة مهمة لا تنتهي".

أموال الضرائب
وقررت الحكومة الإسرائيلية وقف تمويل اليونسكو وتجميد أموال الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية إلى حين البت بها في ظل جدل بين الوزراء حيال ذلك.

ومقابل معارضة وزير الدفاع إيهود باراك معاقبة السلطة الفلسطينية، اعتبر وزير المالية يوفال شطاينتس (ليكود) خلال زيارته مستوطنة "كريات أربع" الأربعاء الماضي أن استمرار إسرائيل المشاركة في تمويل اليونسكو بعد وقفه على يد الولايات المتحدة أمر "غريب".

وأضاف "إذا واصلت السلطة الفلسطينية خطها الحالي ليس لها أن تتوقع تعاونا من طرفنا".

ليبرمان: إسرائيل ملزمة بجباية ثمن من السلطة الفلسطينية على
ليبرمان: إسرائيل ملزمة بجباية ثمن من السلطة الفلسطينية على "حملاتها" المختلفة ضدها (الجزيرة نت-أرشيف)

انتقام جديد
وضمن عمليات الانتقام، قررت الحكومة الإسرائيلية تدارس إمكانية إلغاء تصاريح الدخول والخروج لكبار موظفي السلطة الفلسطينية، ومنع دخول وفود اليونسكو للأراضي الفلسطينية.

أما وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الذي يصعّد لهجته ضد السلطة الفلسطينية منذ توجه رئيسها للأمم المتحدة طالبا العضوية لفلسطين، فدعا لدراسة خيار قطع أي صلة معها.

وقال ليبرمان للإذاعة العبرية العامة إن إسرائيل ملزمة بجباية ثمن من السلطة الفلسطينية على "حملاتها" المختلفة ضد إسرائيل.

إرهاب دبلوماسي
واعتبر نائبه عامي أيالون أن اليونسكو تحولت إلى منظمة سياسية بعد ضم فلسطين إليها.

وقال في تصريح لإذاعة جيش الاحتلال اليوم على خلفية أنباء عن نية الفلسطينيين تقديم طلبات للانضمام إلى العديد من المنظمات الدولية، إن "تسييس المنظمات المهنية سيمس بالمنظمات نفسها قبل غيرها".

وقلل من أهمية القرار بالنسبة لبناء دولة فلسطينية، واتهم الرئيس محمود عباس بإدارة "إرهاب دبلوماسي وقانوني" ضد إسرائيل في المحافل الدولية، مشيرا إلى أن غياب عباس ليس نهاية العالم.

الطيبي: ليبرمان يتصرف كالأزعر (الجزيرة نت-أرشيف)
الطيبي: ليبرمان يتصرف كالأزعر (الجزيرة نت-أرشيف)

أسلوب المافيا
من جهته وصف النائب أحمد الطيبي ليبرمان بالأزعر الذي يمارس أسلوب المافيا ويريد الاقتتال بكل ثمن كي يكسب نقاطا لدى ناخبيه ليخفي خيبة أمله وإحباطه بعد فشل محاولاته لإحباط قرار اليونسكو.

وقال إن أموال الضرائب التي يسددها العاملون الفلسطينيون في إسرائيل ليست هدية منها، وذكّر بأنها تحصل على 3% كرسوم جباية، مؤكدا أنها بذلك تتصرف كالعصابات التي تجبي أموالا مقابل "الحماية".

"الدولة" و"الدولتان"
وردا على سؤال الجزيرة نت، يعتبر الطيبي أن قبول فلسطين في اليونسكو يقوي رؤية الدولتين، وأن الرد الإسرائيلي ببناء المستوطنات يقرب إمكانية حل الدولة الواحدة.

وهذا ما يراه الكاتب الصحفي غدعون ليفي الذي خرق صمت المثقفين الإسرائيليين حيال قرار اليونسكو وعمليات الانتقام الإسرائيلية التي اتبعتها، وتساءل عن الحكمة من الرد "السلبي والبلطجي والانتقامي" على ضم فلسطين لليونسكو.

ويعتبر ليفي في مقال نشرته صحيفة هآرتس اليوم أن قرار اليونسكو يخدم مصلحة إسرائيل أيضا ويوضح أن القرار يعني توجه الفلسطينيين للحلبة الدولية وترك "الإرهاب" والسير نحو تسوية "الدولتين".

ويرى أن اعترافا دوليا بالدولة الفلسطينية يجسّد محاولة أخيرة لإحباط تسوية الدولة الواحدة.

حركة حماس
كما أن القرار بالنسبة لليفي هو الاحتمال الوحيد للمحافظة على قوة السلطة الفلسطينية والحيلولة دون سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأنه "كان على إسرائيل لو أنها تتصرف بحكمة واستقامة أن تؤيد القرار وتباركه".

ويشير إلى أن تبعية بعض الدول الغربية للولايات المتحدة وإسرائيل في معاقبة السلطة الفلسطينية واليونسكو "أمر مرعب".

وتساءل ساخرا "كيف يبرر الرئيس الأميركي باراك أوباما رافع راية الحرية موقفه المريب وينتقد دول الغرب التي قصفت قوات العقيد الليبي معمر القذافي باسم الحرية وتؤيد استمرار الاحتلال الإسرائيلي عدو الحرية؟".

المصدر : الجزيرة