رسائل تطمين من الإسلاميين للعالم

رسائل تطمين من الإسلاميين للعالم - محمد النجار – عمان

الندوة ناقشت قضية الإسلاميين والحكم في زمن الثورات العربية لتطمين العالم (الجزيرة نت)

محمد النجار-عمان

خلصت ندوة بالأردن ناقشت قضية "الإسلاميين والحكم" في زمن الثورات العربية إلى أن ترسل حركات إسلامية من دول الثورات العربية رسائل تطمين للعالم وللشعوب العربية والإسلامية.

وشهدت الندوة التي نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط في عمان يومي السبت والأحد الماضيين نقاشات مهمة على مدى ست جلسات بين قيادات إسلامية ومفكرين وباحثين ينتمون لعشر دول عربية شهدت ثلاث منها سقوط الأنظمة الحاكمة وصعود القوى الإسلامية التي كانت تعاني قمع هذه الأنظمة.

وشارك في الندوة 150 قياديا إسلاميا ومفكرا وباحثا منهم قياديون في حركة النهضة الفائزة بالانتخابات التونسية، وقيادات من جماعات الإخوان المسلمين في مصر وليبيا ودول عربية أخرى.

وأوصت الندوة بضرورة أن يرسل الإسلاميون "رسائل تطمين" لمصلحة إنجاز أهداف الثورات وحركات الإصلاح منها تطمين الشعب الذي اختار الإسلاميين من أجل تمثيله تمثيلا حقيقيا، وهو ما ينطبق على مؤيدي الأنظمة المخلوعة ممن لم تثبت عليهم مسؤولية قانونية وفق أحكام القضاء.

من اليمين أحمد الفيتوري من ليبيا وناصر الصانع من الكويت وأحمد الأبيض من تونس(الجزيرة نت)
من اليمين أحمد الفيتوري من ليبيا وناصر الصانع من الكويت وأحمد الأبيض من تونس(الجزيرة نت)

كما دعت لإرسال رسائل تطمين للقوى السياسية الشريكة في الدولة بأنها شريك حقيقي في صياغة مستقبل البلاد وقيادة دفتها.

الأمن القومي
وخارجيا أكدت الندوة على إرسال تطمينات للدول العربية مفادها أن الحكم الجديد يعتبر الأمن القومي العربي جزءا من أمنه القطري، ويسعى إلى التكامل وتصفير الخلافات مع كل الدول العربية.

وأوصت ندوة "الإسلاميون والحكم" بإرسال تطمينات لدول الجوار غير العربية باستثناء إسرائيل, بأن الحكم الجديد يتبنى سياسة التعاون والانفتاح والتكامل مع الجوار.

ولم يغب عن التوصيات إرسال تطمينات لدول العالم بأن الحكم الجديد يحمل فكرا حضاريا منفتحا "لكنه يؤمن بالشراكة وليس بالتبعية الدولية، وأن له وجهة نظر ورؤى سيقدمها للنظام الدولي لتطوير وتعديل السياسات وحل القضايا والمشاكل المستعصية التي فشل النظام الدولي في التعامل معها".

ومن أهم ما خلصت له الندوة دعوتها لبلورة رؤية إستراتيجية ومشروع عربي لكيفية التعامل مع المشروع الصهيوني بأبعاده المختلفة مما يوفر لدول الثورات العربية رافعة وطنية وقومية وحدودية، إلى جانب الرافعة الحضارية الإسلامية التي تساعدها على العبور شعبياً في الإطارين القطري والقومي وتعزز قدرتها على الإنجاز بحكمة وانتماء على الرغم مما قد تواجهه من تحديات دولية.

وفي كلمته "المسجلة" في الندوة قال القائد التاريخي لحركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي إن "المنطقة تمر بمرحلة تاريخية ستنقل العالم إلى مرحلة جديدة".

القيادي بحركة النهضة التونسية أحمد الأبيض(الجزيرة نت)
القيادي بحركة النهضة التونسية أحمد الأبيض(الجزيرة نت)

يأس الشعوب
وأضاف أن الثورات العربية جاءت نتيجة يأس الشعوب من عملية إصلاح الأنظمة القائمة، ونبه الغنوشي "الأنظمة المستبدة التي ما زالت قائمة بأن قطار الثورات سيصلها إذا لم تقم بعمليات جراحية كبرى".

وأقر القيادي التونسي بأن الإسلاميين من أكبر المستفيدين من الثورات العربية "بسبب التضحيات التي قدموها خلال العقود الماضية".

وكانت رسالة الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمود حسين لافتة عندما طالب الولايات المتحدة الأميركية "بعدم الخلط بين المعتدلين والمتطرفين من الإسلاميين"، مشيرا إلى أن الرهان على إخفاق الإسلاميين المعتدلين سوف يدفع الكثيرين للتطرف.

ووجه حسين نصيحة للحركات الإسلامية بالتريث في التصدي لاستلام السلطة "حتى يتهيأ المناخ الداخلي والخارجي لذلك".

وتحدث القيادي بحركة النهضة التونسية أحمد الأبيض عن الثمن الذي دفعته حركته جراء إصرارها على حرية الشعب التونسي والذي كلفها ثلاثين ألف سجين وتشريد ثلاثة آلاف منهم.

مشروع تنموي
غير أنه أشار إلى أن الحركة انتقلت من المعارضة إلى طرح مشروع تنموي لتونس ما بين عامي 2011 و2016.

الأبيض قال في نقاش خلال إحدى الجلسات أن الرقيب على انحراف قيادات النهضة -إن حصل- هو الشعب التونسي الذي قام بالثورة على النظام المخلوع.

وأمطر الباحثون والمشاركون بالندوة من غير الإسلاميين المنتديين بالأسئلة والمداخلات التي رفعت وتيرة النقاش داخلها، لكن الدكتور غسان عبد الخالق دعا جماعات الإخوان المسلمين لميثاق شرف يختصر كل رسائل التطمين.

وقال عبد الخالق في ورقته بالندوة إن هلالا سنيا يتشكل على امتداد الساحل الجنوبي والشرقي للبحر الأبيض المتوسط وإن هذا الهلال أسلم زمامه للإخوان المسلمين.

ونصح الإخوان بإعلان ميثاق شرف يؤكد على استعدادهم ليكونوا واحدا من الخيارات العديدة التي يمكن أن تلجأ لها الدولة العربية الحديثة كي تستقر وتنمو، وأنهم لن يكونوا الخيار الوحيد، والاستعداد لمغادرة الحكم في حال الإخفاق في تحقيق الأمن والاستقرار والتقدم المطلوب.

ولفت عبد الخالق إلى ضرورة أن يقدم الإسلاميون إجابات واضحة عن قضايا الالتزامات الدولية للدول التي يحكمونها وقضايا المرأة وحرية التفكير والتعبير والنشر وقضايا الجنس والدين والسياسة.

المصدر : الجزيرة