اهتمام ماليزي بتعلم العربية

صور لإحدى الدورات في تعلم اللغة العربية في أحد المراكز بكوالالمبور

سيدات يشاركن في إحدى دورات تعلم اللغة العربية بكوالالمبور (الجزيرة نت)

محمود العدم-كوالالمبور


عبرت الدعوة التي أطلقها رئيس الوزراء الماليزي السابق عبد الله بدوي إلى ضرورة إدخال مقررات اللغة العربية في مناهج التدريس الماليزية بما فيها المراحل الجامعية، عن الاهتمام البالغ الذي يوليه الماليزيون للغة القرآن الكريم.


وتكمن أهمية هذه الدعوة في أنها جاءت في افتتاح مؤتمر "الحضارة الإسلامية والهوية الملايوية" الذي اختتم أعماله أمس في مدينة ملقا –أول مدينة ماليزية استوطنها التجار العرب ونشروا فيها الإسلام- لتدلل على الارتباط الوثيق بين عرق الملايو واللغة التي تحتضن تعاليم دينهم.

 عبد الله بدوي (الجزيرة نت)
 عبد الله بدوي (الجزيرة نت)

سهولة
وقال بدوي في كلمته إنه يعتقد أن تعلم اللغة العربية وإدخالها المناهج التعليمية الخاصة بالملايو لن تشكل عبئا عليهم.

وعلل ذلك بأن لدى الأعراق الماليزية الأخرى لغات يتعلمونها إلى جانب الملايوية -التي تعد اللغة الرسمية للبلاد- مثل لغة المندرين للماليزيين من أصل صيني والتاميلية لذوي الأصول الهندية, إضافة إلى اللغة الإنجليزية.


وأضاف "لا مانع أن تكون اللغة العربية جزءا هاما من نظام التعليم الوطني في ماليزيا، فهي هامة جدا للملايو لكونها اللغة التي تحمل تعاليم دينهم الإسلامي, كما أن تعلمها سيضيف بعدا جديدا للعلاقات مع الدول العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية".


ورأى أن المشاكل التي تقف في وجه تعلم العربية كنقص الكادر التعليمي وقلة الوعي بأهمية اللغة العربية لدى الماليزيين لن تشكل عائقا كبيرا يصعب التغلب عليه, "ولن تكون ممارسة العربية صعبة علينا".

كتب تعليم العربية
كتب تعليم العربية

تجارب
من جهته أشار الدكتور عدلي حاج يعقوب المدرس بقسم اللغة العربية في الجامعية الإسلامية العالمية في ماليزيا إلى وجود تجارب سابقة لإدخال العربية إلى المناهج الماليزية في الصفوف الابتدائية في بعض المدارس خصوصا الدينية منها.

وأشار إلى أن عدم المتابعة والتركيز حال دون تطور التجربة التي اقتصرت فيما بعد على تعليم قراءة القرآن فقط والكتابة باللغة الجاوية القديمة التي كانت تعتمد الحرف العربي.


وأضاف في حديث للجزيرة نت أن معاودة المحاولة لإدخال العربية على المناهج الماليزية لن يكون مستحيلا, لكنه بحاجة إلى جهود متضافرة تتجاوز النواحي التعليمية إلى دور الإعلام والقنوات الفضائية وعمليات التبادل الثقافي وفتح المعاهد وإيفاد المدرسين وتبادل الخبرات, إضافة إلى توفر القناعة لدى الجانب الماليزي بضرورة الاحتفاء بالثقافة والحضارة العربية ممثلا للإسلام.


عقبات
وعن المشاكل التي يواجهها تعليم العربية في ماليزيا قال إن ذلك يكمن في عدم انتشار المعاهد المتخصصة لتدريسها, وإن وجدت فهي تعتمد مناهج ضعيفة وطرق تدريس قديمة, إضافة إلى عدم توفر الكفاءات التعليمية والوقت الكافي لغير الطلبة لتعلمها.

واعتبر الدكتور حاج يعقوب أن من العوامل المساعدة لتعلم العربية في ماليزيا وجود كم هائل من المصطلحات والكلمات العربية في اللغة الملايوية، وهو ما يجعلها لغة مألوفة لدى الماليزيين.

ماليزيون من أعمار مختلفة حريصون على تعلم العربية (الجزيرة نت) 
ماليزيون من أعمار مختلفة حريصون على تعلم العربية (الجزيرة نت) 

مفردات 
ويشير بعض الأكاديميين إلى وجود نحو 15 ألف كلمة ومصطلحا عربيا في اللغات المنتشرة في دول أرخبيل الملايو.

وقدر الدكتور عبد الرحمن بن شيك الكلنتني عدد المصطلحات العربية المستخدمة في ماليزيا بأكثر من 3300 كلمة ومصطلح.

وعزا ذلك إلى دخول الدين الإسلامي للبلاد, "حيث أخذ الماليزيون من اللغة العربية ما لا يوجد في لغاتهم من مفردات ومصطلحات تتعلق بالإسلام وتعاليمه, وأن تلك المفردات والألفاظ انصهرت في اللغة الملايوية فصارت جزءا منها".


وأشار بن شيك إلى أن كثيرا من السياسيين الملايو اهتموا باستخدام الألفاظ العربية في خطاباتهم وعلى رأسهم الدكتور مهاتير محمد, وعلل ذلك برغبة الشعب في سماع الآيات والأحاديث النبوية في خطابات هؤلاء السياسيين.


ويشكل إتقان اللغة العربية مصدر افتخار للماليزيين، على اعتبار أنها تمثل ظل الإسلام, الذي يعد القالب والحاضن للهوية القومية لعرق الملايو.

المصدر : الجزيرة