العربية تزدهر بالصومال

هل ولّى عصر تهميش العربية في الصومال؟ - الصومال يشهد حركة تعريب نشطة الإسلامي للتنمية يدعم تعريب الصوماليين - عبد الرحمن سهل يوسف كيسمايو

جامعة كيسمايو تتكون من عدة كليات وتقدم دورات بالعربية للجميع (الجزيرة نت)

عبد الرحمن سهل-كيسمايو

ينفذ البنك الإسلامي للتنمية، بالتنسيق مع جمعية التوفيق الخيرية، مشاريع إنمائية بالقطاع التعليمي بجميع مراحله بمناطق جوبا الواقعة أقصى جنوب الصومال, مع أن البلاد ككل تشهد حركة تعريب نشطة.

ويقول رئيس جامعة كيسمايو إنه قد "تم إنشاء أربع مدارس أهلية في كيسمايو، وأفمدو، وبؤآلي، وطوبلي، بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية" مشيرا إلى بناء أربع مدارس أخرى بالمرحلة الثانية بتمويل من البنك نفسه، كما ساهم البنك بالجزء الأكبر من مقر جامعة كيسمايو الجديد.

وتحدث د. محمد عبده آدم الذي يرأس كذلك مجلس إدارة جمعية التوفيق الخيرية بتصريح للجزيرة نت عن الجمعية قائلا إنها تشرف على مؤسسات تعليمية أبرزها جامعة كيسمايو، ومدارس أساسية بعدد من المدن الواقعة بمناطق جوبا.

وتتكون الجامعة المذكورة من أربع كليات هي الشريعة والتربية، والاقتصاد والعلوم الإدارية، والعلوم الصحية، إضافة إلى معهد التنمية البشرية الذي يقدم الدورات لكافة شرائح المجتمع.

ويُعد مشروع الجامعة أهم مشروع أنشأته الجمعية بكيسمايو نهاية 2005، وهي أول جامعة تؤسس في مناطق جوبا بتاريخ الصومال المعاصر.

ويقدر عدد الطلاب المسجلين بمختلف المؤسسات التعليمية التابعة للجمعية نحو أربعة آلاف طالب وطالبة يتلقون تعليمهم بلغة الضاد.

المدارس الأهلية ساهمت في تعريب قطاعات واسعة من الشعب الصومالي
"
حاشي

انتهى عصر التهميش
وقال د. محمد عبده إن مؤسسات التعليم للجمعية تقوم بدور مهم في تعريب الشعب الصومالي، حيث أصبحت العربية لغة الثقافة والأنشطة المختلفة بعد أن كانت مهمشة بالحكومات المتعاقبة "غير أن ذلك العهد قد ولى".

وثمّن دور رابطة التعليم الأهلي بالصومال -ومقرها العاصمة مقديشو- لطباعتها المنهج الدراسي بالعربية بدعم من البنك الإسلامي للتنمية، وندوة العالم للشباب الإسلامي حيث تقوم الرابطة بدور وزارة التربية والتعليم إثر سقوط الحكومة المركزية 1991.

وذكر أن البنك الإسلامي يقدم منحا بتخصصات علمية كالطب والهندسة للطلاب الصوماليين سنويا فيلتحقون بجامعات العالم الإسلامي بالأردن واليمن وتركيا، ويتخرج هؤلاء الطلاب من المدارس الأهلية المنتشرة بالصومال.

مدرسة أفمدو الأساسية والثانوية (الجزيرة نت)
مدرسة أفمدو الأساسية والثانوية (الجزيرة نت)

عقبات
ويرى الدكتور محمد عبده أن العقبات أمام المؤسسات الأهلية العاملة بالمجال التعليمي الأهلي تتمثل في شح الإمكانات المادية المحلية، حيث لا تدعم الحكومات العربية التعليم الأهلي بالصومال، والدعم القليل الذي قد يأتي أحيانا من محسني هذه الدول والهيئات الخيرية لا يزال يتعرض لمضايقات.

وأضاف مدير مدرسة جوبا محمد بلي حاشي عاملين آخرين هما هجرة الكادر الصومالي إلى الخارج بحثا عن الأمن، والحروب المتواصلة التي طغت على المشهد الصومالي برمته.

وتحدث عما وصفه بالثورة العربية في مجال التعليم بجنوب الصومال عموما بفضل تكاتف المثقفين رغم الظروف الصعبة، مشيرا إلى أن المدارس الأهلية ساهمت في تعريب قطاعات واسعة من الشعب الصومالي.

تراجع الزخم
من جانبه نبه مدير مدرسة أحمد بن حنبل الأساسية والثانوية الأستاذ بدر الدين شكري إلى تراجع الزخم الكبير الذي صاحب مسألة التعريب عقب انهيار الدولة 1991 نتيجة تحويل المقررات الدراسية بالمرحلة الثانوية بمناطق جوبا، وغيرها من العربية إلى الإنجليزية بدايات 2010 استجابة لطلبات سوق العمل.

وفي هذا السياق حذر د. محمد عبده مما وصفه بحملة دولية تهدف إلى إقصاء العربية من الساحة الصومالية، عبر عقد مؤتمرات وورش عمل تنظم هنا وهناك بغية محاربة الحضارة الإسلامية ولغة الضاد وتهميشها مرة أخرى وإعادتها إلى المربع الأول.

التعريب خلال عقد
بدروه أكد الناشط بالحقل التعليمي الأهلي حمزة عبده بري إمكانية تعريب الشعب الصومالي خلال عقد واحد فقط إذا توفرت الوسائل اللازمة لذلك.

توقعات بتعريب كامل الصومال خلال عقد إذا توفرت الموارد (الجزيرة نت)
توقعات بتعريب كامل الصومال خلال عقد إذا توفرت الموارد (الجزيرة نت)

وأشار إلى أن الثقافة العربية انتشرت بصورة واسعة النطاق وسط المجتمع عبر الكتاتيب القرآنية والمدارس الأهلية ومراكز تعليم العربية وحلقات العلم الشرعي، إضافة إلى مشاهدة الصوماليين القنوات الفضائية الناطقة بالعربية.

وشدد حمزة على ضرورة وضع إستراتيجية تعليمية جديدة تقوم على تعريب الشعب الصومالي كله، كما دعا الدول العربية ومؤسساتها المعنية بخدمة لغة الضاد إلى المساهمة في توفير الدعم اللازم لدعم المشاريع التعليمية الهادفة لتعريب الصوماليين أجمعين.

وتحدث عن أهمية فتح محطات إذاعية على الموجة الترددية (أف أم) تكون برامجها بالعربية، إضافة إلى العمل على إصدار صحافة مكتوبة لتعزيز الثقافة العربية والإسلامية.

اللهجات الصومالية
أما الباحث بالأدب الصومالي عبد الرزاق إسماعيل فذكر أن الصومالية تنتمي إلى مجموعة اللغات الكوشية المنتشرة بشرق أفريقيا كلغة قبائل عفر وأورمو.

يُذكر أن البنك الإسلامي للتنمية موّل بناء مشاريع تعليمية أخرى بجنوب الصومال، وهو ما يعزز مستقبل العربية وفق آراء المختصين الصوماليين.

المصدر : الجزيرة