أسرى فلسطينيون يروون معاناة الاعتقال

الأسير المحرر إسماعيل مسالمة ترك أبناءه أطفالا ثم التحقو به إلى السجن - حرص على استغلال الأوقات - أسرى محررون يستذكرون قسوة السجن - عوض الرجوب-الخليل

الأسير المحرر إسماعيل مسالمة ترك أبناءه أطفالا ثم لحقوا به إلى السجن (الجزيرة)

عوض الرجوب-الخليل                                                                           

 

لم تمح حالة الفرح السائدة في صفوف الأسرى المحررين وذويهم بالأراضي الفلسطينية ذكريات الألم والعذاب التي عاشها الأسرى في معتقلات وسجون الاحتلال الإسرائيلي على مدى أعوام طويلة.

 

وتعد تجربة الأسرى المصابين أقسى من غيرها، إذ لم تشفع لهم جراحهم النازفة لدى السجان، بل استغل المحققون ذلك وسيلة للضغط، ولم يتلقوا العلاج اللازم، ولا تزال آثار الإصابات واضحة على اثنين منهم التقتهم الجزيرة نت.

 

إسماعيل مسالمة يستذكر أقسى اللحظات عندما اعتقل ثلاثة من أبنائه الذين تركهم أطفالا، اثنان منهم التقى بهما داخل الغرفة التي كان يقبع فيها في السجن

عائلة بالمعتقل

يقول الأسير المحرر إسماعيل مسالمة (52 عاما) إن حياة السجن القاسية بدأت لحظة اعتقاله مصابا في يده اليمنى بعد اشتباك مع قوات الاحتلال في منزله ببلدته بيت عوا، غرب الخليل، جنوب الضفة الغربية.

 

وأضاف أنه نقل إلى مستشفى إسرائيلي لتلقي العلاج وهناك تم إخضاعه للتحقيق وهو على سرير العلاج، وقبل اكتمال العلاج تم نقله إلى مركز التحقيق في سجن المسكوبية في القدس ومكث فيه أربعة أشهر.

 

وذكر مسالمة، الذي أمضى 12 عاما من حكمه البالغ 27 عاما، أن المحققين كانوا يستغلون جراحه من أجل ابتزازه والضغط عليه.

 

ويستذكر من المحطات القاسية أيضا اعتقال ثلاثة من أبنائه الذين تركهم أطفالا أثناء وجوده في السجن، اثنان منهم التقى بهما داخل غرفته في السجن، فكانت واحدة من أقسى اللحظات التي أبكته وأبكت زملاءه الأسرى.

 

ولخص مرحلة السجن بالقول "إن أول ست سنوات أمضاها دون عقل، والست الباقية عاشها على الأمل عند اختطاف شاليط في غزة منتصف 2006.

 

وفي معرض سرده لكيفية استغلاله الوقت في المعتقل، قال الأسير المحرر إن الأسرى يضعون لأنفسهم برامج ثقافية من خلال الدروس والمحاضرات والمتابعات.

 

وأشار إلى أنه التحق بالكلية التطبيقية في غزة وحصل على دبلوم في التربية الاجتماعية، ثم سجل في جامعة الأقصى لدراسة اللغة العربية والتربية الإسلامية، وأفرج عنه قبل إكمال دراسته.

 

وعبر مسالمة عن امتنانه لآسري الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذين ساهموا في الإفراج عنه، ويتابع القول "إن في القلب جرحا ينزف ولا يمكن أن يلتئم إلا بتحرير جميع الأسرى في سجون الاحتلال".

 

الأسير المحرر لطفي الدرابيع شعر بالغربة عندما خرج بعد 18 عاما من الاعتقال (الجزيرة) 
الأسير المحرر لطفي الدرابيع شعر بالغربة عندما خرج بعد 18 عاما من الاعتقال (الجزيرة) 

غربة

ويقول الأسير المحرر لطفي الدرابيع من جهته، إن أصعب محطات اعتقاله كانت لحظة اختطافه مصابا من سيارة الإسعاف في مدينة الخليل، موضحا أنه اعتقل وعمره سبعة عشر عاما، وأمضى في السجن 18 عاما.

 

وفي نظره كانت لحظات السجن الأولى أصعب محطاته، إذ كان صغير السن وشعر بالغربة عن الأهل والأشقاء والأقارب.

 

ويلفت إلى أن من بين الأحداث القاسية في سجنه وفاة والدته عام 2003، فقد كان يستأنس برؤيتها في الزيارات المتقطعة التي كانت تسمح بها سلطات الاحتلال.

 

وقال الدرابيع إنه شعر بغربة شديدة بعد الإفراج عنه فلم يجد والدته، وتغيرت معالم المنطقة والحي الذي يقطنه وتغير الناس، وأصبح الأطفال رجالا وتزوجوا وأصبح لديهم أطفال، ولم يتعرف سوى على من بقي حيا من كبار السن.

 

أما الأسير المحرر محمود سويطي فقال إنه فقد والديه، واستشهد شقيقه واعتقل شقيق آخر منذ اعتقاله عام 2000، موضحا أن إدارة السجون بدأت بعد أسر الجندي شاليط بالتضييق على الأسرى وحرمانهم من أهم حقوقهم.

المصدر : الجزيرة