متضامنون بغزة يُضربون دعما للأسرى

المتضامنة فيرا ماخث (يسار) وإلى جانبها المتضامن الأمريكي جو كاثرن يتناولان الملح والماء في خيمة الإضراب عن الطعام بجوار مقر لجنة الصليب الأحمر بغزة

الألمانية فيرا ماخث وإلى جانبها الأميركي جو كاثرن مع فلسطينيين في خيمة الإضراب بغزة (الجزيرة نت)

أحمد فياض-غزة

لم تكفّ المتضامنة الألمانية فيرا ماخث عن التنقل بين صالة اعتصام أمهات الأسرى الفلسطينيين وخيمة عشرة فلسطينيين مضربين عن الطعام على مقربة من مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة تعبيرا عن تضامنها ودعمها للأسرى في إضرابهم المفتوح عن الطعام في السجون الإسرائيلية.

وتصر فيرا -التي انضمت مع اثنين من رفاقها إلى مجموعة المضربين عن الطعام منذ أربعة أيام- على مواصلة إضرابها عن الطعام حتى استجابة الاحتلال لمطالبهم, وتحرك العالم لنصرتهم, والعمل على إطلاقهم.

وتبدأ فيرا ورفاقها يومهم في الخيمة بتناول كوب حليب, ويمضون بقية يومهم على الماء والملح أسوة بباقي الفلسطينيين المضربين عن الطعام الذين مضى على إضرابهم سبعة أيام.

وتطمح فيرا لأن يقتدي بها كل رفاقها في الخارج لتحريك الرأي العام الدولي, والضغط على الحكومة الإسرائيلية كي تطلق الأسرى.

وقد لاقت فكرة انضمام متضامنين أجانب إلى الأنشطة الفلسطينية المناصرة لقضية الأسرى -التي انطلقت قبل أسبوع في الضفة الغربية وقطاع غزة- استجابة من حركة التضامن الدولية خارج الأراضي الفلسطينية حيث بدأ سبعة من هذه الحركة إضرابا عن الطعام أمام السفارتين الإسرائيليتين في إيرلندا وإيطاليا.

رسالة المتضامنين
وتقول المتضامنة الألمانية إن مشاركتها في الإضراب رسالة للشعب الألماني وكافة شعوب العالم كي تضغط على حكوماتها لتكف ّعن صمتها تجاه جرائم الاحتلال بحق الأسرى، وتجبره على الالتزام بقواعد القانون الدولي, واتفاقية جنيف.

المتضامنة الألمانية مع أمهات أسرى في مقر اعتصامهن قرب مقر الصليب الأحمر بغزة
المتضامنة الألمانية مع أمهات أسرى في مقر اعتصامهن قرب مقر الصليب الأحمر بغزة

وأضافت "لا يعقل أن يتحدث كل العالم عن أسير إسرائيلي واحد (جلعاد شاليط) معتقل لدى المقاومة الفلسطينية في غزة في حين أن أكثر من ستة آلاف أسير فلسطيني لا يذكرهم أحد رغم أن كثيرا منهم مضى على مكوثه في السجن أكثر من عقدين أو ثلاثة".

وتابعت في حديث للجزيرة نت، "أدهى من ذلك أن كافة أمهات وذوي الأسرى من قطاع غزة يُحرمون من لقاء أبنائهم في السجون الإسرائيلية منذ أكثر من خمس سنوات وهو ما يزيد معاناة الأسرى وذويهم. لذلك أنا هنا للمساعدة في تحريك ضمائر مناصري الحرية للوقوف إلى جانب الأسرى الفلسطينيين وذويهم".

من جانبه, قال المتضامن الأميركي جو كاثرن إنه يضرب عن الطعام لأن عزل الأسرى في غرف انفرادية, ومنعهم من التعليم, وحرمان ذويهم من لقائهم يتعارض والقانون الدولي والمبادئ الإنسانية التي يؤمن بها العالم.

وقال للجزيرة نت إن تناوله للماء والملح على مدى أيام أربعة أقنعه بأن الأسرى الفلسطينيين لم يخوضوا هذه التجربة القاسية إلا لأنهم يعانون ويخضعون لظروف لا إنسانية وقاهرة جدا.

دعوات للمناصرة
واعتبر المتضامن الأميركي مشاركته في الإضراب رسالة لشعبه وللعالم بأن هؤلاء الأسرى يجب أن ينالوا الحرية لأن الاحتلال اختطفهم من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا يحق له وفقا للقانون الدولي الاستمرار في اعتقالهم.

ودعا المتضامن جو كاثرن العالمين العربي والغربي إلى مناصرة الأسرى لفضح النظام العنصري الإسرائيلي والتصدي له، قائلا إن الواجب الإنساني يقتضي تجنّد الكل لهذه القضية.

من جهته, أكد ماهر منصور -أحد الفلسطينيين المشاركين في الإضراب عن الطعام- أن المتضامنين الأجانب يتمتعون بمعنويات عالية فاجأت كافة الفلسطينيين المضربين, وعززت صمودهم.

وطالب في حديث للجزيرة نت بتحرك فلسطيني شعبي أكثر نجاعة لتدويل قضية الأسرى, وحشد الرأي العام الدولي ليدفع الحكومات والهيئات الدولية إلى الضغط على تل أبيب كي توقف إجراءاتها القمعية ضد الأسرى.

المصدر : الجزيرة