تتار القرم يعولون على زيارة أردوغان

مسلموفا قالت إن لتركيا ثقلا اقتصاديا على أوكرانيا قد يساهم بحلول لقضايا التتار
محمد صفوان جولاق-كييف
 
يعوّل تتار إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا، وهم أقلية مسلمة، على أن تساعد زيارة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان إلى كييف على تحقيق مطالبهم المتعلقة بحقوقهم الضائعة وتحسين مستواهم المعيشي السيئ، وبناء مسجد لهم بعدما حول النظام السوفياتي السابق المساجد إلى مؤسسات حكومية.
 
وقد تطرق أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش بالعاصمة كييف أمس إلى التتار ولكن باقتضاب، حيث قال إنهم يشكلون جسرا يربط بين تركيا وأوكرانيا، مؤكدا أنهم ينحدرون من أصول تركية.
 
وهدفت زيارة أردوغان إلى كييف -والتي دامت يومين- إلى تفعيل التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وقد وصف في المؤتمر الصحفي المشترك العلاقات بين بلاده وأوكرانيا بالإستراتيجية.
 
وقال الحاج أمير علي أبلاييف، وهو رئيس المجلس الاستشاري لمسلمي أوكرانيا ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي القرم، للجزيرة نت إن زيارة أردوغان تسعد التتار وتبشر ببداية الخير، مشيرا إلى أن تطوير العلاقات بين البلدين قد يساعد في إيجاد حلول لمشاكلهم كاستعادة الأراضي والممتلكات ورفع مستويات المعيشة.
 
أما المتحدثة باسم شعب تتار القرم ليليا مسلموفا، فأكدت للجزيرة نت أن تركيا قادرة على الضغط على أوكرانيا بخصوص مسلمي القرم بسبب ثقلها والشراكة الاقتصادية القوية التي تجمعها بكييف.    
 
وقالت إن السلطات التركية مهتمة بشؤون تتار القرم، مشيرة إلى أنهم ما يزالون يرون في أنقرة وطنا تربطهم به اللغة والدين والتاريخ، في حين تربطهم بأوكرانيا الجنسية واللغة والأرض والمصالح.
 
وكشفت ليليا أن نحو ثلاثة ملايين من تتار القرم يعيشون حاليا في تركيا، هاجروا إليها القرن الماضي هربا من النظام السوفياتي.
 
الحاج أمير علي أبلاييف رئيس المجلس الاستشاري لمسلمي أوكرانيا والإدارة الدينية لمسلمي القرم (الجزيرة نت)
الحاج أمير علي أبلاييف رئيس المجلس الاستشاري لمسلمي أوكرانيا والإدارة الدينية لمسلمي القرم (الجزيرة نت)

مسجد وبيوت

ويأمل تتار القرم أن تساعد زيارة أردوغان وتطوير العلاقات التركية الأوكرانية في بناء مسجد لهم وبيوت تؤوي آلاف الأسر منهم.
 
ويقول الحاج أبلاييف إن السلطات التركية أبدت استعدادا للمساعدة في بناء مسجد بمدينة سيمفروبل عاصمة إقليم شبه جزيرة القرم، بعد أن دمر وصادر النظام السوفياتي معظم المساجد وحولها إلى مؤسسات حكومية.
 
يُذكر أن الرئيس التركي عبد الله غل جدد قبل نحو أسبوع عقب لقائه في أنقرة رئيس البرلمان الأوكراني فلاديمير ليتفين ورئيس شعب تتار القرم مصطفى جميلوف، عزم بلاده واستعدادها لمساعدة أوكرانيا على حل القضايا المتعلقة بعودة التتار من المهجر.
 
وكانت أنقرة قد تعهدت قبل ذلك ببناء ألف بيت لتتار القرم سنويا، في إطار حل قضية استعادة الأراضي والبيوت التي صودرت منهم إبان التهجير القسري الذي تعرضوا له عام 1944م.
 
وقد طلب ليتفين من الرئيس التركي وقتها مساعدة بلاده لإيواء ستة آلاف عائلة تتارية تحتاج إلى سكن، و21 ألف عائلة تحتاج إلى حل مشاكل أخرى كتمديدات الكهرباء والماء والمستوصفات والمدارس بالقرى والمناطق التي تسكن فيها.
 
مظاهرة سابقة للتتار في القرم للمطالبة بحقوقهم (الجزيرة-أرشيف)
مظاهرة سابقة للتتار في القرم للمطالبة بحقوقهم (الجزيرة-أرشيف)

فقر

ويبلغ عدد التتار في إقليم شبه جزيرة القرم نحو خمسمائة ألف نسمة، بنسبة 18% من إجمالي عدد سكانه، وقد تعرضوا للتهجير قسرا عام 1944 إبان حكم الزعيم السوفياتي السابق ستالين بدعوى الخيانة.
 
وبعودتهم إلى بلادهم بعد الاستقلال، شرعوا في المطالبة باستعادة الحقوق والأراضي والممتلكات والمؤسسات والمساجد التي صودرت.
 
ويعيش معظمهم حياة الفقر بمناطق وقرى نائية ضعيفة الخدمات بسبب مصادرة أملاكهم ، في ظل ما يصفونه بمماطلة وعدم جدية النظم المتعاقبة إزاء إيجاد حلول لقضاياهم.
المصدر : الجزيرة