تحديات تواجه المرأة بجنوب السودان

هيثم أويت
 
تعيش المرأة في جنوب السودان أوضاعا صعبة أفرزتها أكثر من عشرين عاما من الحرب الأهلية.
 
ورغم تخصيص حكومة الجنوب نسبة 25% من الوظائف للمرأة في مؤسساتها المختلفة، فإن هناك من يرى أن المرأة تستحق أكثر من ذلك لتضطلع بدور أكبر، كما يسجل مراسل الجزيرة من جوبا هيثم أويت.
 
أنجلينا اتخذت طريقها نحو السياسة في وقت لم تكن فيه المرأة الجنوبية تولي اهتماما بها، فعادات وتقاليد القبيلة في جنوب السودان تكرّس دور وجهد المرأة في نطاق الأسرة.
 
لكن واقع الحرب الأهلية آنذاك فرض على المرأة، كما تقول أنجلينا، الخروج من بيتها والمساهمة في الحياة السياسية والعامة.
 
ومع التسليم بأن نسبة 25% التي أقرتها حكومة الجنوب لتمثيل المرأة في مؤسساتها التشريعية والتنفيذية، أتاحت للمرأة فرصا عديدة لتقلد العديد من المناصب والمواقع القيادية، غير أن مراقبين يطالبون حكومة الجنوب بزيادة تلك النسبة لتمكين المرأة من الاضطلاع بدور أكبر خاصة في مرحلة ما بعد الاستفتاء.
 
وبعيدا عن المشاركة السياسية يعكس الواقع على الأرض حجم المعاناة التي تعانيها المرأة التي تكابد من أجل تأمين الحد الأدنى من متطلبات المعيشة لها ولأسرتها.
 
ولا يحمل هذا الواقع كثيرا من الأمل بالنسبة لهؤلاء للاضطلاع بدور أكبر من المتاح للمرأة حاليا، ومع ذلك تظل المرأة في الجنوب تطمح للمزيد.
 
تقول رحاب حيدر -وهي ضابطة شرطة في جنوب السودان- إن المرأة حاليا لا تتساوى مع الرجل فقط وإنما تتفوق عليه، فالمرأة تقوم بعملها داخل البيت وخارجه وتستطيع التنسيق بين كل ذلك.
 
وعلى كل تظل السياسة والحرب والأمومة مثلثا ساهمت المرأة الجنوبية في صنعه لتحقق ما تصبو إليه في الريادة والعيش الكريم، ليبقى الهامش المتاح لها حاليا ضئيلا جدا مع إشكالات الحياة ومتطلبات الأمومة.
المصدر : الجزيرة