جدل بشأن مهرجانات السياحة بالسعودية

استمرار حظر المناشط الدعوية في أكبر مهرجانات السعودية الجزيرة نت

الأنشطة الدعوية لا تزال محظورة في مهرجان جدة (الجزيرة نت)

ياسر باعامر-جدة

للعام الثالث على التوالي، يحظر المخيم التوعوي الدعوي -أكبر نشاط دعوي إسلامي- من مهرجان "جدة غير"، الذي يعد من أهم المهرجانات السياحية في السعودية.

ويأتي الحظر، بعد يوم واحد من انطلاق فعاليات المهرجان برعاية الحاكم الإداري لمنطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في 7 يوليو/تموز، مما أثار استياء في صفوف من يطلق عليهم "التيار الإسلامي".

وقال أحد رموز الإسلاميين في تعليق للجزيرة نت -فضل عدم الكشف عن اسمه- إن السماح للحفلات الغنائية، بأن تكون ضمن فقرات مهرجان جدة السياحي، دون السماح للمناشط الدعوية والإسلامية، معيار مهم على توجه القائمين، لاستبعاد تلك المناشط، وإحلال الحفلات الغنائية مكانها.

وبحسب الموقع الرسمي للمهرجان سيشارك في فعاليات هذا العام عدد من مغني الخليج العربي المشهورين.

ووضع  المتحدث هذا الحظر ضمن "الصراع الليبرالي الإسلامي السعودي" مؤكدا أن ذلك الاستبعاد يقع في نطاق إرث من الجدل الفكري عمره أكثر من ثلاثة عقود بين الأمير خالد الفيصل ورموز التيار الإسلامي، منذ أن كان حاكماً إداريا لمنطقة عسير.

ووصف تلك المرحلة بأنها "من أشرس الصراعات بين الإسلاميين والليبراليين" معتبرا أن ذلك يضر بالاستحقاق الوطني.

"
يعزو بعض المراقبين إلغاء حاكم عسير (الأمير فيصل بن خالد) الحفلات الغنائية من مهرجان أبها السياحي التي استمرت نحو 15 عاماً إلى تدينه
"

التحول السياحي بأبها
وبخلاف ما كان دارجاً في الأعوام الماضية بمهرجان أبها السياحي-العاصمة الإدارية لمنطقة عسير جنوبي السعودية- الذي عرف بالحفلات الغنائية إبان حكم الأمير خالد الفيصل، شهد المهرجان تحولاً جذرياً منذ تولى إمارة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز عام 2007.

فقد ألغى حاكم عسير -الذي أكمل دراسته الجامعية في الاقتصاد والعلوم السياسية في الولايات المتحدة- الحفلات الغنائية التي استمرت لما يقارب 15 عاماً، بهدف "تنشيط الجانب السياحي".

وجاء قرار الاستبعاد النهائي للحفلات الغنائية -الذي أثار حفيظة من يطلق عليهم "الليبراليون"- في مؤتمر صحفي للأمير فيصل بن خالد في 27 يونيو/حزيران 2009.

ويعزو بعض المراقبين ذلك لتدين أمير المنطقة الجديد الذي أطلق مهرجان العام الماضي من أحد المساجد الكبيرة بأبها عبر محاضرة دينية.

وفسرت أوساط ليبرالية هذه الخطوة بأنها "سقوط أبها في أيدي الإسلاميين، الذين نجحوا في إلغاء مهرجان أبها الغنائي نهائيا، وهو الذي يعتبر أحد علامات المرحلة الفيصلية التنويرية، وانتهاء الحقبة الليبرالية بشكل صريح".

وتأتي فعاليات أبها لهذا العام التي انطلقت في 8 يوليو/تموز الجاري تحت شعار "مهرجان أبها يجمعنا" مستبعدة إقامة تلك الحفلات، ومتضمنة في المقابل، إقامة خيمة أبها السياحية والدعوية، التي حوت 13 نشاطا بين محاضرة وندوة وفعالية تستمر حتى منتصف شهر شعبان المقبل.

ويستمر الجدل محتدما بين الطرفين في ظل غياب جهة الاختصاص المسؤولة عن تنشيط السياحة في السعودية وهي الهيئة العامة للسياحة والآثار.

المصدر : الجزيرة