فمنذ أن كشفت السلطات الصحية المختصة وجود علاقة وثيقة بين تلك الإصابات والأسلحة التي استخدمتها القوات الأميركية خلال عقدين من الزمن، اجتاحت سكان المنطقة موجات من الخوف دفعت بالكثيرين للبحث عن مستشفيات ومراكز متخصصة بالكشف المبكر عن السرطان.
ويقول المسؤولون في سلطة صحة الناصرية إن الكثير من العائلات والأفراد يذهبون مباشرة إلى العاصمة لإجراء الفحوص، ويؤكد رئيس السلطة الصحية في محافظة ذي قار الدكتور هادي الرياحي للجزيرة نت ظهور حالات كثيرة من الإصابات السرطانية وتحديدا في محافظتي البصرة وذي قار.
وطبقا لهذه الإحصائيات، تبين أنه في منطقة الفهود وقرية العمايرة القريبة منها توفي أكثر من 227 شخصا لغاية عام 2009، أما عن المصابين بحالات السرطان فلا توجد إحصائية دقيقة تشمل كامل محافظة ذي قار.
وأشار الرياحي إلى وجود 50 حالة مسجلة في ناحية الفهود فقط حيث يراجع المصابون المستشفيات المتخصصة في بغداد أو البصرة مؤكدا أن العمل جار بالتنسيق مع المراكز المتخصصة في البصرة وبغداد لتوثيق حالات الإصابة المسجلة لديهم من محافظة ذي قار للوصول إلى إحصائية دقيقة بعدد الإصابات في عموم المحافظة.
ويؤكد أن الإدارة المحلية في المحافظة طلبت من وزارة الصحة فتح مركز متخصص للأمراض السرطانية في مستشفى الحسين الرئيسي في محافظة الناصرية بسبب كثرة الإصابات وصعوبة المراجعة في بغداد والبصرة.
كما نبه إلى أنه خلال الحرب الأخيرة عام 2003 تركت الكثير من المعدات الأميركية المعطوبة في مناطق محافظة الناصرية، وهذه المعدات والآليات تحمل مواد مشعة، ولم تتم إزالة هذه المعدات إلا بعد مدة طويلة.
بدوره يقول المفتش العام لوزارة الصحة الدكتور عادل محسن للجزيرة نت إن المشكلة لا تشمل ناحية الفهود وحسب بل تتعداها إلى أنحاء متفرقة من العراق حيث شهدت عمليات تسجيل الإصابات بالسرطان منحنى تصاعديا بشكل غير مسبوق.
ولفت إلى أن المراكز الطبية المتخصصة تسجل سنويا ما بين 10 آلاف و15 ألف حالة إصابة بأنواع مختلفة من السرطان، مشيرا إلى أن الوزارة شكلت لجانا وفرقا لإعداد دراسات إحصائية في مختلف مناطق العراق وخصوصًا الجنوبية والوسطى لتحديد المناطق التي تنتشر بها الإصابات السرطانية أكثر.