دوفيلبان يؤسس حزبا فرنسيا جديدا

عبد الله بن عالي-باريس

أعلن رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان إنشاء حزب سياسي جديد، مؤكدا بذلك انشقاقه عن أكبر تنظيمات اليمين الفرنسي الحاكم "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، في خطوة أولها مراقبون فرنسيون بأنها تمهيد لترشح هذا السياسي البارز للانتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة عام 2012.

وكشف دوفيلبان -أثناء تجمع خطابي نظم مساء السبت في باريس- عن أن الحركة الجديدة تسمى "الجمهورية المتضامنة"، وتعهد أمام أكثر من أربعة آلاف من أنصاره جاؤوا من مختلف أقاليم البلاد، بأن يعمل على تجسيد ما سماه "البديل الضروري" للرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي.

وانتقد دوفيلبان بشدة حصيلة ساركوزي، وأكد أن فرنسا شهدت منذ وصوله إلى سدة الرئاسة في 2007، تطبيق سياسات ضريبية محابية للأغنياء، كما عرفت تركيزا للسلطات في مؤسسة رئاسة الجمهورية، ومحاولات لإخضاع وسائل الإعلام لإرادة السلطة السياسية.

وشجب السياسي الفرنسي -في خطابه الذي استمر أكثر من ساعة- إقدام الحكومة الحالية، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على إطلاق نقاش عام بشأن الهوية الفرنسية، معتبرا أن ذلك أدى إلى التشهير بالمهاجرين.

نرفض الخوف من الآخر
وأردف دوفيلبان (56 عاما) قائلا "إننا نرفض أن تعمد الحكومة إلى ركوب موجة الخوف من الآخر، الخوف من الأجنبي، الخوف من الإسلام".

ونوه بأن "هذا الخوف هو الذي قاد إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إلى شن الحرب على العراق"، بعد سنتين من أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001. وذكر دوفيلبان بموقفه الرافض لتلك الحرب حينما كان وزيرا لخارجية بلاده.

وجدد زعيم حركة "الجمهورية المتضامنة" معارضته لقرار ساركوزي بإعادة فرنسا إلى القيادة العسكرية المشتركة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مارس/آذار 2009، مؤكدا أن ذلك القرار أضر باستقلال السياسة الدفاعية للبلاد.

واعتبر أن سياسات ساركوزي حولت فرنسا إلى "قوة دولية ثانوية"، منتقدا غياب روح المبادرة لدى الدبلوماسية الفرنسية.

وتساءل دوفيلبان -المولود في مدينة الرباط بالمغرب- "أين هي المقترحات الفرنسية بشأن الوضع في الشرق الأوسط، وفي العراق وفي إيران، أو في أي مكان آخر؟، ما هو التزامنا بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وبشأن هذه المأساة التي يعانيها شعب فلسطيني لم تعد لديه أرض ولا مستقبل؟".

بداية حملة
ويرى النائب جان-بيار لوغران أن الهدف الأساسي من تشكيل الحزب الجديد هو تمكين دوفيلبان من جمع تبرعات لتمويل حملته الانتخابية في 2012.

ويضيف البرلماني الفرنسي أن رئيس الوزراء السابق يتبنى خطابا يغوي الكثير من الفرنسيين.

وتؤكد آخر استطلاعات الرأي المحلية أن 49% من الفرنسيين لديهم نظرة إيجابية عن دوفيلبان، ويرى 18% منهم أنه قد يكون "رئيسا جيدا". إلا أن 8% فقط من المستجوبين أعلنوا عزمهم التصويت له في حال مشاركته في السباق الرئاسي المقبل.

ويرى مراقبون محليون أن هذه النسبة من الأصوات قد تعوق وصول الرئيس الحالي إلى الدورة الثانية من الاقتراع الرئاسي، بحكم أن الرجلين اليمينيين يعتمدان على قاعدة انتخابية واحدة.

وقد نجح ساركوزي في الأشهر الأخيرة في استقطاب أحد البرلمانيين الموالين لدوفيلبان، كما أن أنصار الأول يأملون أن تنقض محكمة الاستئناف بباريس حكما أصدرته إحدى المحاكم الابتدائية المحلية، في يناير/كانون الثاني الماضي، بتبرئة دوفيلبان من تهمة التآمر ضد ساركوزي والزج باسمه في فضيحة مالية لمنعه من الترشح لرئاسيات 2007.

غير أن مقربين من دوفيلبان يرجحون أن يؤكد قرار محكمة الاستئناف المتوقع صدوره الحكم الابتدائي، وهو ما قد يقوي حظوظ مرشحهم بدل إضعافها.