أسرى 48 رهائن صفقة شاليط

جانب من امهات وزوجات اسرى الداخل

الانفعال يبدو على وجوه عائلات أسرى 48 أثناء المهرجان (الجزيرة نت)

محمد محسن وتد-أم الفحم

رغم استمرار تعثر صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، فإن أفق حل هذه القضية ما زال قائما. ولكن مصير أسرى الداخل الفلسطيني ضمن هذه الصفقة ما زال مبهمًا وغامضا، خاصة وأن الصفقة المزمعة هي الأمل الوحيد لأسرى 48 الذين ترفض إسرائيل الإفراج عنهم.

في محاولة لإحياء قضيتهم، نظمت لجنة متابعة قضايا الأسرى بالداخل مهرجانًا فنيًا ملتزمًا في مدينة الناصرة، أقيمت فيه فعاليات منوعة للتضامن مع أسرى 48، وذلك تتويجا لسلسلة فعاليات بالداخل الفلسطيني استمرت على مدار شهر كامل.

واستنكر عريف الحفل الشيخ نضال أبو شيخة -من مؤسسة يوسف الصديق المعنية بشؤون أسرى الداخل- الحملة الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال على فلسطينيي 48 وأسراهم، وقيامها باعتقال الأسير المحرر فارس الشاعر والدكتور عمر سعيد.

وتعيش زوجة الأسير محمد جبارين من أم الفحم -الذي أسرته السلطات الإسرائيلية قبل 22 عامًا بشبهة قتل عميل- على الأمل بأن ينال زوجها الحرية.

وقالت زوجة الأسير في حديث للجزيرة نت "ابني ادهم ولد بالتزامن مع اعتقال والده"، مشيرة إلى أنه لم يره إلا من وراء القضبان فقط، حيث يسمح له بزيارته كل أسبوعين في سجن الجلبوع، لافتة إلى أن زوجات أسرى 48 يعانين جراء حياة قاسية وشح الدعم والميزانيات.

وناشدت حركة حماس بعدم التنازل عن أسرى الـ48، لافتة إلى أنها وابنها كانا يحلمان دائمًا أن يشمل زوجها في صفقة التبادل المزمعة، "ولكننا فقدنا الأمل الآن، فلا نعلم شيئا عن الصفقة وتطوراتها وعن احتمالية الإفراج عن زوجي من ضمن الأسرى".

وعرضت في الحفل معطيات هامة عن أسرى الداخل والقدس، حيث أكدت لجان دعم الأسرى أن أسرى الداخل والقدس محرومون من الامتيازات التي يتمتع بها غيرهم من أسرى غزة والضفة الغربية.

ولم توافق إسرائيل على الإفراج عن أسرى 48 في صفقات التبادل مع فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، عدا صفقة النورس عام 1985، حيث ترفض الإفراج عنهم بزعم أن القضية شأن داخلي كونهم من حملة الجنسية الإسرائيلية.

جانب من مشاهد مسرحية تسرد واقع الأسرى في سجون الاحتلال (الجزيرة نت)
جانب من مشاهد مسرحية تسرد واقع الأسرى في سجون الاحتلال (الجزيرة نت)

شمولية القضية
وبلغ عدد أسرى 48 في سجون الاحتلال 110 أسرى وعميدهم سامي يونس، فيما بلغ عدد الأسرى المقدسيين 235 وعميدهم فؤاد الرازي الذي اعتقل عام 1981، وهم الذين لا يتمتعون أيضًا بالامتيازات التي يتمتع بها الأسرى الإسرائيليون.

وقال عضو بلدية الناصرة محمد عوايسي "إن موضوع أسرى الداخل لم يأخذ حتى اليوم الحيز المطلوب على الصعيد الشعبي والجماهيري، على الرغم من أنه دلالة على الصمود وإشارة إلى التحدي وشمولية القضية".

وأشار إلى أن المهرجان يعتبر صرخة مدوية تصم آذان الجلاد، مضيفا "على الرغم من أن هذا الحدث خصص لمن هم خلف القضبان إلا أنهم حاضرون فينا، وهم الأسرى البواسل حاضرون بوجداننا".

وأوضح عوايسي أنه لا بد أن نرتقي بقضية الأسرى لتوازي بأهميتها قضايا الهدم والتهجير وعودة اللاجئين".

وعلى الرغم من أن والدها ليس أسيرًا فإن الطفلة ملك عفيف، التي تبلغ من العمر ثمانية أعوام، ألقت قصيدة بعنوان "أين أبي؟" تتحدث فيها عن طفلة صغيرة يوجد والدها خلف القضبان، مما أثار مشاعر الحضور الذين أجهشوا بالبكاء.

وإلى جانب الأناشيد الوطنية التي تمحورت حول الأسرى وقضيتهم والتي قدمتها فرقة الفجر المقدسية، قُدمت أيضًا مسرحية فنية تحدثت عن واقع أسرى الداخل في سجون الاحتلال.

المصدر : الجزيرة