جهود عراقية لاستعادة الأرشيف الوطني

آثار التخريب في دار الوثائق والكتب العراقية

دار الوثائق والكتب العراقية تعرضت للتخريب بعد الغزو الأميركي (الجزيرة نت-أرشيف)

عبد الستار العبيدي-بغداد

أعلن مسؤول عراقي عن مواصلة الجهود لاستعادة الأرشيف العراقي الذي تم نقله إلى الولايات المتحدة بعد الغزو الذي قامت به قواتها للعراق عام 2003.

وقال الناطق الإعلامي باسم وزارة السياحة والآثار عبد الزهرة الطالقاني، للجزيرة نت إن وفدا برئاسة وكيل وزير الثقافة وعضوية مدير دار الوثائق ومعاون مدير المتاحف العراقية، توجه إلى الولايات المتحدة بهدف الاطلاع على الأرشيف العراقي الموجود هناك، إضافةً إلى الأرشيف اليهودي، الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام كثيراً.

وسيقوم الوفد ببيان أعمال الصيانة التي أجريت للأرشيف العراقي ومدى حاجته إلى صيانة أخرى وتكلفة هذه الصيانة.

أما فيما يتعلق بالأرشيف اليهودي، فيوضح الطالقاني أن قوات أميركية عثرت عليه عام 2003 في قبو إحدى البنايات بالعاصمة بغداد، وقد تعرض للتلف نتيجة تسرب المياه إلى ذلك القبو، ونتيجة للظروف الأمنية في العراق آنذاك وعدم توفر الإمكانيات الفنية لصيانة هذا الارشيف فقد قرر المختصون نقله إلى الولايات المتحدة لغرض صيانته وهو ما حدث بالفعل في يوليو/تموز 2003.

عبد الزهرة الطالقاني (الجزيرة نت)
عبد الزهرة الطالقاني (الجزيرة نت)

تأخر الصيانة
ويضيف الطالقاني أنه كان من المقرر أن يعاد الأرشيف للعراق بعد سنتين، إلا أنه نتيجة الأضرار الكبيرة وعدم كفاية الأموال المخصصة لعمليات الصيانة تأخر إكمال أعمال الصيانة حتى الآن.

في الوقت نفسه يؤكد الطالقاني أنه لا صحة لما أشيع عن نقل جزء من هذا الأرشيف إلى إسرائيل.

من جهة أخرى تشير باحثة عراقية إلى أن الأرشيف العراقي تضرر كثيرا بعد تغيير النظام ودخول القوات الأميركية إلى العراق حيث تعرض للكثير من عمليات النهب والسرقة، فضلا عن قيام جهات متعددة منها القوات الأميركية بنقل جزء كبير من هذا الأرشيف إلى الولايات المتحدة، وتهريب أجزاء أخرى إلى دول مثل إسرائيل وفرنسا.

وتقول عالية طالب -وهي باحثة وإعلامية كانت تشرف على بيت الحكمة قبل الغزو الأميركي- إن بيت الحكمة الذي يقع على نهر دجلة كان قد اشترى الكثير من الوثائق والمخطوطات النادرة بمبالغ كبيرة خصصتها الحكومة قبل شهر من الغزو.

عالية طالب (الجزيرة نت-أرشيف)
عالية طالب (الجزيرة نت-أرشيف)

نهب وسرقة
وتضيف في تصريحات للجزيرة نت أن دار الكتب والوثائق العراقية ومبنى تابعا للمخابرات وبعض القصور الرئاسية تعرضت أيضاً للنهب والسرقة، وكانت تضم آلاف الوثائق والمخطوطات النادرة.

وتشير عالية إلى أن هذا الإرث الفكري الوطني العراقي يضم أيضاً تأريخا للجاليات ومنها الجالية اليهودية، وتؤكد على أهمية الأرشيف اليهودي الذي تم نقله للولايات المتحدة وتقول إنه يحوي تاريخ اليهود منذ 2500 عام.

وتتهم الباحثة شخصيات سياسية عراقية وشخصيات عسكرية أميركية بتهريب ذلك الأرشيف والمتاجرة به في دول العالم، وتضيف أن وزارة الثقافة الحالية لا تملك جرداً حقيقياً بمحتويات هذا الأرشيف، لهذا فهي لا تعرف عن ماذا تبحث وبماذا تطالب الدول التي تم تهريب الأرشيف الوطني العراقي إليها؟

المصدر : الجزيرة