مرصد لمناهضة التطبيع بالمغرب

صورة خاصة ،ل مظاهرة أحيت الذكرة 62 للنكبة في الرباط

التطبيع في المغرب يُواجه برفض شعبي واسع (الجزيرة نت) 

الجزيرة نت-الرباط

أعلن في العاصمة المغربية الرباط عن تأسيس المرصد الوطني لمناهضة التطبيع بهدف محاربة كل أنواع العلاقات السرية والعلنية مع إسرائيل في مختلف المجالات.

وسيعمل المرصد وفقا لمؤسسيه على فضح المؤسسات والشركات التي تتعامل مع إسرائيل، كما سيضغط من أجل دفع الجامعات المغربية إلى مقاطعة نظيراتها الإسرائيلية، أسوة بالعديد من الجامعات الغربية.

ويضم المرصد -الذي تأسس في ملتقى دعت إليه "مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين"- شخصيات سياسية وفعاليات حقوقية ومثقفين ورجال أعمال، ومن ضمنهم يهود مغاربة.

وأكد المشاركون في الملتقى رفضهم كل أشكال التطبيع مع إسرائيل في كل المجالات على اعتبار أن التطبيع يمثل "دعما للجرائم الصهيونية ولمخططات التهويد والتهجير وإبادة الشعب ومقدسات فلسطين".

وطالبوا مختلف الفئات الشعبية بالانخراط في معركة مناهضة التطبيع التي تشكل -حسب رأيهم- جزءا مفصليا في "معركة تحرير فلسطين" وحماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

أسيدون (يسار): أغلب المطبعين ليسوا بالضرورة من اليهود المغاربة(الجزيرة نت)
أسيدون (يسار): أغلب المطبعين ليسوا بالضرورة من اليهود المغاربة(الجزيرة نت)

مبادرة خلاقة
وحذر المشاركون من أن مخططات التطبيع يتم تغليفها في الغالب "بالاعتبار الإنساني والفني والروحي أو بحوار الأديان، أو بالادعاء بأن المسؤولين الإسرائيليين يزورون بعض الدول العربية لإعلان قرارات مهمة لفائدة الشعب الفلسطيني"، واصفين هذه التبريرات بأنها "فجة" وثبت "زيفها".

وشارك في الملتقى مثقفون مغاربة ينتمون للطائفة اليهودية كالكاتب والمفكر إدموند عمران المالح، ورجل الأعمال والحقوقي سيون أسيدون الذي وصف -في حديث للجزيرة نت- تأسيس المرصد بالمبادرة "المهمة والخلاقة".

واعتبر أسيدون أن أغلب المطبعين ليسوا بالضرورة من اليهود المغاربة، لأن الموضوع "تحرري وليس دينيا"، مضيفا أن الكثير من اليهود المغاربة يدافعون عن عدالة القضية الفلسطينية.

من جهته قال نائب رئيس المبادرة المغربية للدعم والنصرة عزيز هناوي إن حضور المكون اليهودي في الملتقى يؤكد "تهافت ادعاءات" من يريدون إلصاق تهمة معاداة السامية بفريق الممانعة في المغرب. واعتبر أن الأمر يوضح أن رفض إسرائيل هو رفض للجرائم الصهيونية واغتصاب فلسطين بغض النظر عن المنطق الإثني أو الديني.

فتح الله أرسلان طالب بوضع لائحة سوداء للمطبعين المغاربة (الجزيرة نت) 
فتح الله أرسلان طالب بوضع لائحة سوداء للمطبعين المغاربة (الجزيرة نت) 

عناصر مأجورة
أما منسق مجموعة العمل الوطنية لدعم العراق وفلسطين خالد السفياني فاعتبر، في تصريح للجزيرة نت، أن الوقت حان ليصبح التطبيع جريمة من الناحية القانونية، مشيرا إلى أن مجموعة من البرلمانيين المغاربة يستعدون لتقديم مقترح قانون لتجريم التطبيع.

وبشأن أسباب تأسيس المرصد قال السفياني إن القرار اتخذ بعد أن تحول التطبيع من مجرد مبادرات فردية إلى "خطط هجومية منظمة" تنفذها "عناصر مأجورة"، وفق تعبيره.

وأضاف أن صورة إسرائيل المهتزة في العالم بسبب ممارساتها غير الأخلاقية تجعلها تستعين بهؤلاء في محاولة لتحسين صورتها، مستعملة في ذلك أساليب مختلفة من بينها "معاداة السامية" و"الهولوكوست".

ومن ناحيته اعتبر الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان المحظورة رسميا فتح الله أرسلان في حديث للجزيرة نت أن مشاركة جماعته في هذا الملتقى تندرج في إطار الإيمان بأن القضية الفلسطينية هي "أم القضايا" التي لا يمكن تجاوزها.

وطالب بوضع "لائحة سوداء" للمطبعين حتى يعلم الشعب المغربي "من يخونه ومن يطعنه في الظهر".

حسن طارق: مشاركة الحزب في هذا الملتقى حد ثقافي وسياسي أدنى اتجاه القضية الفلسطينية (الجزيرة نت)
حسن طارق: مشاركة الحزب في هذا الملتقى حد ثقافي وسياسي أدنى اتجاه القضية الفلسطينية (الجزيرة نت)

الحد الأدنى
واعتبر عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حسن طارق، أن مشاركة الحزب في هذا الملتقى "حد أدنى" من الناحية الثقافية والسياسية اتجاه القضية الفلسطينية، معتبرا في حديث للجزيرة نت أن حزبه لا يتصور إمكانية حصول علاقات طبيعية مع إسرائيل دون تحقق السلام الشامل "على الأقل كما يطرحه النظام الإقليمي العربي".

وأشار طارق إلى أن حزبه كان سباقا إلى تأسيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، إضافة إلى التزام كتابه وصحفييه بترسيخ فكرة أن القضية الفلسطينية قضية وطنية.

وكان المغرب قد أغلق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 2000، والمكتب المغربي في تل أبيب بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

ورسميا تؤكد السلطات المغربية عدم وجود أي علاقات مع إسرائيل، لكن الكشف عن وجود صادرات إسرائيلية إلى المغرب واستقبال مسؤولين إسرائيليين في المغرب من قبل جمعيات مدنية أثار استياء كبيرا في أوساط مناهضي التطبيع.

وتوجد في المغرب أقلية صغيرة جدا -جلها ينتمي إلى التيار الأمازيغي الذي يوصف جزء منه بالمتطرف- تدعو إلى تطبيع كامل للعلاقات المغربية الإسرائيلية، لكن هذه الدعوات تُواجه برفض شعبي واسع.

المصدر : الجزيرة