معاداة الإسلام بانتخابات التشيك

ميلوش زيمان رئيس الوزراء الذي حكم عام 1998 وهو نفسه رئيس الحزب الاجتماعي الذي انشق عنه ليكون حزب حقوق المواطنين الجديد

 زيمان طالب باصطفاف القطب الأوروأميركي ضد الإسلام (الجزيرة نت)

أسامة عباس-براغ

اشتدت ضراوة الحملة الانتخابية النيابية التشيكية لتحديد من سيحكم البلاد, خلال الانتخابات التي ستجري يومي 28 و29 هذا الشهر، فبدأت الأحزاب المتنافسة تستخدم كافة الطرق الدعائية لكسب أصوات الناخبين ولم تخل من القدح والذم والتحقير المتبادل, ناهيك عن مهاجمة الإسلام خاصة من قبل رئيس الوزراء السابق ميلوش زيمان.

وزيمان الذي يرأس كذلك حزب حقوق المواطنين الجديد، هو نفسه الذي شبه خلال حكمه عام 1998 الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالزعيم النازي آدولف هتلر.

أما اليوم, فها هو في تصريحات له نشرت عبر شبكة الإنترنت يصف الصراع الأساسي في القرن الـ21 بأنه "صراع بين الحضارة الأوروأميركية والحضارة الإسلامية, بين دين المحبة ودين الكراهية".

وشدد على أن الاختيار بين هاتين الحضارتين واجب, وأن تجاهل هذا الأمر هو أسوأ الاختيارات.

وردا على تصريحات زيمان، قال لوكاش لهوتان نائب رئيس وكالة ليبرتاس إندبندنت، المعروفة بمتابعتها الإعلامية في البلاد لما يتم نشره ضد المسلمين، إنه رفع دعوى قضائية ضد زيمان لأن تصريحاته تعد خرقا واضحا لقانون البلاد, إذ تحض على الكراهية عبر بث معلومات كاذبة ومضللة تشيع الحقد وتحقر بالآخرين.

أما رئيس الوقف الإسلامي في برنو ثاني أكبر المدن التشيكية منيب الراوي فنبه إلى أن مواقف زيمان معروفة وليست جديدة, مشيرا إلى أنها تتسم بالعدوانية تجاه العرب والمسلمين.

ويبدو أن الغاية بالنسبة لزيمان تبرر الوسيلة, فهدفه من هذه التصريحات, حسب الراوي، هو كسب ود بعض اللوبيات, وهو يعلم علم اليقين أنه لن يتلقى دعم هذه الجهات التي لا يهدأ لها بال إلا بسماع مثل هذا الخطاب الطنان الذي يحرض على الكراهية, إذ أنه يخدم أجنداتها الخاصة.

وأضاف الراوي أنه في حال فوز زيمان أو عودته إلى الحكم، فإن الوقت سيكون مناسبا أكثر لتقديمه للعدالة عبر تقديم الأدلة القطعية ضده حتى يتسنى تنوير العالم الإسلامي بخلفية هذا الرجل الذي يسعى بكل الوسائل للعودة إلى الحكم.

"
انتشار الإسلام في أوربا يمثل خطرا جديا على عموم القارة
"
فيديم

ردود متباينة
وجاءت بعض ردود الفعل والتداعيات المحلية متباينة بشأن هذه التصريحات، فقد قال رئيس حزب الشعب المسيحي تسيريل سفوبودا وهو نفسه وزير الخارجية الأسبق "يجب ألا ننسى جذور المسيحية, وألا ننسى قيمنا وأن نضع نصب أعيننا قول الزعيم الإيراني محمود أحمدي نجاد إن أوروبا أضحت في الركام ولها أن تسلم".

أما رئيس لجنة الدفاع البرلمانية يان فيديم, فرأى أن انتشار الإسلام في أوروبا يمثل خطرا جديا على عموم القارة.

وحسب القيادي في الحزب الاجتماعي الديمقراطي المرشح لتسلم منصب وزارة الخارجية لوبومير زاؤرالك فإن مبدأ التسامح والاحترام لا بد أن يسود، ويمكن أن تبرز مخاوف من تأثير دين معين فقط في حالة توسعه بطريقة تتعارض مع قوانين البلاد المتعارف عليها.

يُذكر أن حزب زيمان الجديد بدأ مؤخرا بالظهور إعلاميا بشكل منظم، وارتفعت شعبيته عبر حملته الإعلامية الصاخبة ليحتل المركز الخامس بين الأحزاب المتنافسة وبنسبة 6% حسب وكالة ستيم التشيكية في آخر استطلاع رأي قبل إجراء الانتخابات المقررة يومي 28 و29 من مايو/ أيار الحالي, مقابل تقدم الحزب الاجتماعي المرشح الأقوى حتى الآن في الفوز بنسبة 27.5% يليه الحزب المدني اليميني 21.7% ثم الحزب الشيوعي 13.9%.

وحسب استطلاع آخر لوكالة فاكتوم التشيكية أجري ليلة أمس, فإن حزب زيمان قد لا يدخل البرلمان أصلا لعدم حصوله على النسبة المطلوبة وهي 5%.

المصدر : الجزيرة