ناشطون: أوروبا مشاركة بالحصار

مانوال و لورا من إسبانيا

مانويل (يمين) اعتبر أن حكومات أوروبا تعاني من ازدواجية في المعايير الأخلاقية (الجزيرة نت)

وسيمة بن صالح-أسطول الحرية

رغم اختلاف لغاتهم وجنسياتهم فإنهم اجتمعوا على الدفاع عن المحاصرين في قطاع غزة والمشاركة في أسطول "الحرية" المتجه إلى هناك، والتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان ورفض الظلم الذي تشارك فيه حكوماتهم الأوروبية سواء بالدعم أو التملق أو العجز عن فعل شيء.

فقد قرر العديد من الناشطين الغربيين القدوم إلى تركيا للمشاركة في أسطول المساعدات المنطلق من إسطنبول إلى غزة والمتوقع له الوصول إلى هناك يوم الجمعة.

الجزيرة نت التقت مع بعض هؤلاء ليسردوا رحلتهم إلى إسطنبول وأسباب مشاركتهم في هذا الأسطول.

فالبريطانية أليكس فيليبس وأحد زملائها من إحدى مجموعات الدفاع عن القضية الفلسطينية قادا لمدة خمسة أيام شاحنة محملة بالأدوية والمعدات الطبية من لندن إلى تركيا لشحنها مع سفن الأسطول المغادر إلى غزة.

ورأت أن الشعوب في الغرب تعاني من جهل كبير فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

تناقض ضخم
وقالت أليكس إن "الغربيين لا يتخيلون أن الممارسات اليومية التي يعتبرونها تحصيل حاصل، كزيارة الأقارب والسفر للدراسة أو العمل في الخارج وغيرها من الممارسات الإنسانية البسيطة، محرمة على الفلسطينيين، وأن المؤسسات الحيوية للحياة البشرية شبه منعدمة على أراضيهم التي تدمر وتسلب، ولا يملكون حتى الحق في إعادة بنائها".

وأكدت أن حكومة بلادها تعاني من تناقض ضخم في مواقفها، فبينما يتم إقناع الشعب البريطاني بأن بلاده شاركت في حرب العراق لأن هذا الأخير خرق 40 قرارا دوليا، تدعم هي إسرائيل التي خرقت أكثر من 65 قرارا دوليا.

أما فنانة الجاز البلجيكية جولي جاغوزيسكي -وهي بولندية الأصل- فتتهم الإعلام والسياسيين الأوروبيين بعدم القيام بعملهم كما ينبغي، وهو ما دفع الأفراد إلى أخذ زمام المبادرة لمواجهة الوضع الإنساني المتدهور.

وقالت جولي "هناك نقص كبير في المعلومات التي يقدمها الإعلام الأوروبي عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما أن القانون الدولي أفلس وفشل فشلا ذريعا.. لهذا فقد أصبح القرار بيد المدنيين للتدخل وتغيير ما يحدث في الشرق الأوسط.. لقد أصبحنا كمدنيين مسؤولين عن كشف الحقيقة وكشف الغطاء عن الوضع الإنساني المأساوي الذي يحدث هناك".

جولي وأليكس قالتا إن الشعوب الغربية تعاني من جهل كبير بشأن قضية فلسطين (الجزيرة نت)
جولي وأليكس قالتا إن الشعوب الغربية تعاني من جهل كبير بشأن قضية فلسطين (الجزيرة نت)

أكذوبة الشعور بالعار
واعتبرت أن أوروبا "تعيش أكذوبة الشعور بالعار لما حدث لليهود على أرضها"، وتقول إن حكوماتهم منذ أيام الصغر تحاول غرس تلك القصة في أذهانهم ليشبوا محملين بشعور الذنب، وليتحول كل من تسول له نفسه التعاطف مع الفلسطينيين إلى مجرم ومعاد للسامية.

وأكدت جولي أن أوروبا تختبئ وراء شعارات حقوق الإنسان لتنفيذ أهداف سياسية واقتصادية، قائلة إن "أوروبا تسمح لإسرائيل بالقتل والتدمير، وبعد ذلك تذهب لتبني من ورائها، وهذه هي سياسة اقتصاد الحرب، فأوروبا لم تتمكن يوما ما من اتخاذ قرار سياسي".

شركاء في الحصار
الناشط الإسباني مانويل تابيال رأى أن الحكومات الأوروبية شريكة إسرائيل في الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، وأنها تعاني من ازدواجية في المعايير الأخلاقية والعدالة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.

وقال إن "أوروبا تواجه شياطينها عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان، فالسياسيون الأوروبيون يصيبهم الخرس عندما تتعلق المسألة بأوضاع حقوق الإنسان في فلسطين، وينظرون إلى ما يحدث هناك من خرق للقانون الدولي وانتهاكات على أنه أمر مشروع وعادي، وهذا لا يفقد فقط الاتحاد الأوروبي مصداقيته، بل يؤكد عدم احترامه لباقي شركائه في المجتمع الدولي".

ودلل تابيال على ذلك بأن إسرائيل لديها اتفاقيات تجارية مع الاتحاد الأوروبي على أساسها يشارك سفراؤها في نشاطات أوروبا الثقافية والرياضية بشكل طبيعي، في حين يمنع الإسرائيليون الطلاب الفلسطينيين من السفر والحصول على منح دراسة من إسبانيا وبلجيكا وفرنسا، ويدمرون المنشآت الرياضية في فلسطين، ويمنعون الفنانين الفلسطينيين من القيام بنشاطاتهم الفنية.

وخلص الناشط الإسباني إلى القول بأنه "بعد 62 عاما من الاحتلال والإخفاقات الذريعة للتوصل إلى حل في الشرق الأوسط، حان الوقت لكي نملأ كناشطين الفراغ الهائل الذي تركه حكامنا".

المصدر : الجزيرة