جدل حول مصير معتقلين عراقيين

Prisoners are seen at Camp Cropper, a U.S. detention centre near Baghdad airport
حقوقيون طالبوا واشنطن بالتزام القوانين الدولية في سجون العراق الخاضعة لها(رويترز-أرشيف)

علاء يوسف-بغداد



أزاح حقوقيون وعائلات عراقية الستار عن مخاوف بشأن مصير ذويهم المعتقلين لدى الجيش الأميركي في سجن "كروبر" قرب مطار بغداد, وتحدثوا عن مخاوف من تسليمهم إلى الحكومة العراقية. وتنتمي هذه العائلات إلى من يوصفون بأنهم من رموز عهد الرئيس الراحل صدام حسين.
 
ورغم نفي القوات الأميركية تسليم هؤلاء المسؤولين السابقين إلى السلطات العراقية، تقول إحدى العائلات إن أحد أبنائها سلم للحكومة "ويواجه محاكمة غير نزيهة".
 
وفي هذا الصدد يقول عدي نجل عضو القيادة في البعث قبل الغزو عبد الغني عبد الغفور للجزيرة نت "لقد تم تسليم والدي، وهو معتقل الآن في سجن الاستخبارات العسكرية السابقة في الكاظمية "حيث يتعرض لمحاكمة غير نزيهة وغير عادلة".
 
ويرى عدي أن القوات الأميركية خالفت قوانين الأمم المتحدة بتسليمها أسير حرب إلى الحكومة العراقية، ويقول "تعلم قوات الاحتلال أن القضاء في العراق الآن غير نزيه وخاضع لسلطة وضغوط الحكومة التي نصبها الاحتلال الأميركي".
 
ويتحدث نجل القيادي السابق عن تعرض المعتقلين لما يسميها انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، معتبرا أن الإدارة الأميركية تتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عنها.
 

عارف: المعتقلون سيضربون عن الطعام حتى الموت في حال تسليمهم إلى الحكومة العراقية 
عارف: المعتقلون سيضربون عن الطعام حتى الموت في حال تسليمهم إلى الحكومة العراقية 

إضراب حتى الموت

ومن جهته قال محامي الدفاع عن بعض القياديين السابقين بديع عارف عزت إن هؤلاء المعتقلين قرروا الإضراب عن الطعام حتى الموت في حال تسليمهم إلى الحكومة. 
 
وشدد عزت في حديث للجزيرة نت على أن تسليم المعتقلين "يخالف القانون ويعد عملا إجراميا من قبل الحكومة الأميركية، ومخالفة لميثاق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف التي تنص على أنه لا يجوز للدولة المحتلة تسليم أي أسير لديها في الدولة التي احتلتها إلى جهة ثالثة".
 
وأشار في هذا السياق إلى أن تسليم الرئيس الراحل صدام حسين وتنفيذ حكم الإعدام بحقه كان "جريمة تتحمل مسؤوليتها الإدارة الأميركية والحكومة العراقية"، وذلك لمخالفتها أبسط الحقوق الإنسانية ولقانون أصول المحاكمات العراقي النافذ لحد الآن والذي "يمنع تنفيذ حكم الإعدام في أيام الأعياد الدينية والرسمية".
 
ورأى المحامي عزت أن تسليم بقية المعتقلين من أعضاء القيادة السابقة بعهد الرئيس الراحل يعتبر جريمة أخرى يحاسب عليها القانون الدولي، "لأن تسليمهم معناه القتل من قبل الحكومة العراقية".
 
وفيما يتعلق بعدد المعتقلين لدى القوات الأميركية، يقول عزت إنه يقارب حاليا 60 معتقلا، مشيرا إلى أن القوات الأميركية سلمت في السابق إلى الحكومة العراقية 25 معتقلاً هم الآن في سجن الكاظمية (مقر مديرية الاستخبارات السابقة).
 

"
ديبة فخر:
ليس من مهام الصليب الأحمر التدخل لدى القوات الأميركية لمنعها من تسليم المعتقلين إلى الحكومة العراقية من عدمه
"

الصليب الأحمر

على جانب آخر ينفي الصليب الأحمر الدولي مسؤوليته عما يجري, وتقول الناطقة باسم بعثته في العراق ديبة فخر إنه ليس من مهام الصليب الأحمر التدخل لدى القوات الأميركية لمنعها من تسليم المعتقلين إلى الحكومة من عدمه.
 
وتضيف في حديث للجزيرة نت أن عمل المنظمة الدولية "ينحصر في متابعة شؤون المعتقلين بكافة السجون الحكومية والأميركية على حد سواء، ولا تتدخل بالشؤون السياسية".
 
وتشير ديبة إلى أن عملية نقل المعتقلين من سجن إلى آخر تحظى باهتمام الصليب الأحمر، مشيرة إلى زيارة المعتقلين في السجون التي نقلوا إليها للإشراف على ظروف معاملتهم وإقامتهم، مع التأكيد على الضمانات القضائية. كما تثبت المنظمة ذلك في تقاريرها المرفوعة إلى الحكومة العراقية.
 
وعن دور منظمات حقوق الإنسان في هذه القضية، يقول مدير منظمة دار السلام لحقوق الإنسان بالعراق الدكتور سامي شاتي للجزيرة نت إن المنظمات الحقوقية بالعراق لم يكن لديها نشاط ملموس قبل الغزو الأميركي, حيث بدأت ممارسة نشاطها بشكل ملحوظ بعد الغزو.
 
لكن شاتي اعتبر أن دور المنظمات مقيد ويعتمد على الناحية النظرية والقانونية فقط، حيث لا يسمح بزيارة المعتقلين سواء في المعتقلات الأميركية أو الحكومية. كما يطالب السلطات الأميركية باحترام القوانين والأعراف الدولية التي تمنع تسليم أسرى الحرب.
المصدر : الجزيرة