إسرائيل تصعد بذكرى إقامتها

الجرافات الإسرائيلية خلال هدمها لمنزل من الصفيح في قرية طويل أبو جرور بالنقب
الجرافات الإسرائيلية تهدم منزلاً من الصفيح في قرية طويل أبو جرور بالنقب (الجزيرة نت)
 
محمد محسن وتد-اللد
 
في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل للاحتفال بالذكرى 62 لإقامتها (الذي يوافق 25 أبريل/نيسان حسب التقويم العبري، بينما هو حسب التقويم المدني يوم 15 مايو/أيار 1948، والذي هو تاريخ نكبة الفلسطينيين)، يواصل فلسطينيو 48 معركة البقاء والصمود للتصدي لمخططات التشريد والتهجير التي تستهدف سكان المدن الساحلية والمختلطة على وجه الخصوص.
 
وارتفعت في الآونة الأخيرة وتيرة هدم المنازل ونسف الخيام بالقرى غير المعترف بها في منطقة النقب، وبدت جلية ملامح نكبة جديدة في مدينة يافا التي يهدد شبح الإخلاء المئات من عائلاتها.
 
وتوافدت الجماهير العربية من شتى أقطار الداخل الفلسطيني للتضامن مع سكان يافا من خلال المشاركة في مهرجان الصمود والتحدي بهذه المناسبة.
 
وفي اللد تستمر السلطات الإسرائيلية بتنفيذ مخططات الهدم والتشريد من خلال تسليم الشرطة أوامر هدم 13 منزلا لأهالي حي دهمش خلال ثلاثين يومًا فقط، الأمر الذي سيلقي بعشرات السكان في العراء.
 
كما تواجه العشرات من المنازل في مدينتي اللد والرملة المختلطتين مصير الهدم بذريعة البناء غير المرخص.
 
وتستعد لجنة الدفاع عن الحريات في أراضي الـ48 للتوجه إلى جهات محلية ودولية تعنى بحقوق الإنسان لإطلاعها على ممارسات الاحتلال بحق المواطنين بالمدن المختلطة.
 
وقالت فريدة شعبان -وهي صاحبة أحد المنازل المهددة باللد- إن "اقتلاعنا وتشريدنا في ذكرى نكبة شعبنا هذه الأيام ما هو إلا استمرار لنكبة شعب بأسره منذ عام 1948، وتكريس لفاجعة التهجير لحملنا على الرحيل".

الشرطة الإسرائيلية تسلم إسماعيل (يسار) أوامر بهدم 13 منزلا بحي دهمش (الجزيرة نت)
الشرطة الإسرائيلية تسلم إسماعيل (يسار) أوامر بهدم 13 منزلا بحي دهمش (الجزيرة نت)

قرابين

وأكدت فريدة شعبان أن عرب اللد لن يتركوا المدينة وسيضحون بأرواحهم قبل أن يتركوا منازلهم، وقالت "أنا وزوجي علي دفعنا دماء قلوبنا لتشييد منزل يؤوي أبناءنا الخمسة ليعيشوا بعزة وكرامة على هذه الأرض".
 
ويقول رئيس لجنة حي دهمش، عرفات إسماعيل، "على ما يبدو قرر بعض قادة إسرائيل تقديمنا قرابين بمناسبة الأعياد اليهودية، من خلال هدم بيوتنا والتسبب لنا في الألم والمعاناة والتشريد والتغاضي عن وجودنا".
 
وتحولت خيام الاعتصام والمهرجانات إلى مشهد يرافق العرب في حياتهم اليومية، خيام يزورها ممثلو الأحزاب العربية وأعضاء اللجان الشعبية وأعضاء الكنيست العرب.
 
وطالب عضو بلدية تل أبيب يافا، عمر سكسك الجماهير العربية بتنظيم يوم غضب للتعبير عن الهجمة العنصرية التي يتعرض لها الفلسطينيون بالداخل، مؤكدا أن هذه الجماهير لم تعد تخاف الهري والملاحقة لأنها لا تقبل الظلم.
 

من ناحيته، قال رئيس لجنة المتابعة بالداخل محمد زيدان "يجب أن نتوحد لضرب المشروع الصهيوني الذي يتعامل مع الشعب كأفراد وطوائف وعائلات، الصراع هو على الأرض وإن ما يحدث بيافا ينطبق على جميع المدن العربية".
 
بدوره، قال رئيس لجنة الدفاع عن الحريات أمير مخول "إن علاقة شعبنا بأرضه والأمة الإسلامية التي ينتمي إليها فوق القانون الإسرائيلي، الذي لا بد وأن يداس بالأقدام في يوم 20 أبريل/نيسان القادم خلال إحياء ذكرى النكبة".
 

جانب من قيادات عرب الداخل أثناء جولتهم في أحياء يافا (الجزيرة نت)
جانب من قيادات عرب الداخل أثناء جولتهم في أحياء يافا (الجزيرة نت)

مشروع خاسر

وقال رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الشيخ رائد صلاح إن "الاحتلال يراهن على مشروع خاسر"، مشيرا إلى أن "عليهم ألا يخدعوا أنفسهم فقد يصادرون أرضا في يافا أو منزلا ولكن ضمير يافا سيبقى يتكلم العربية وتاريخ المدينة ومستقبلها سيبقى كذلك".
 
وقال رئيس حزب التجمع الوطني واصل طه "إن العلاقة مع يافا وعكا والقدس والأرض لا يمكن أن تحددها قوانين ولا جيوش ولا حتى الدبابات، فهي لنا ونحن منها وستكون لنا إلى أبد الآبدين".
 
وكانت الشرطة والجرافات الإسرائيلية دهمت قرية طويل أبو جرور بالنقب للمرة 37 خلال أشهر، حيث هدمت أكثر من خمسين خيمة ومنزلا يقيمها السكان لإيواء أطفالهم.
 
وهدمت الجرافات أيضا عدة منازل في قرية العراقيب، وألصقت أوامر هدم لتسعة منازل بالقرية ذاتها.
 
وأكد رئيس اللجنة المحلية في طويل أبو جرور عقيل الطلاقة أن "الممارسات الإسرائيلية لن تثني سكان النقب عن السير قدما نحو التمسك بالأرض، ولو هدموها مليون مرة".
 
وقال عضو الكنيست طلب الصانع "إن إسرائيل عنصرية تتعامل مع العرب بشكل عدائي، وبالتزامن مع الاحتفال بقيامها قامت المؤسسة الإسرائيلية بهدم عشرات المنازل وإصدار أوامر هدم بحق العشرات".
المصدر : الجزيرة