الصوفية تحمل السلاح في الصومال

مقاتلي جماعة اهلة السنة والجماعة في الأقاليم الوسطي تلقيت الصورة من المكتب الإعلام للجماعة السنية

 

مقاتلو جماعة أهل السنة والجماعة اشتبكوا بصراع طويل مع مقاتلي حركة الشباب المجاهدين (الجزيرة نت-أرشيف)

عبد الرحمن سهل-نيروبي

 

لم يعهد عن المتصوفة القتال في تنظيمات عسكرية تنتمي لأحزاب لها مشروع سياسي، بيد أن جماعة أهل السنة والجماعة الصوفية في الصومال خرجت على المألوف عن أهل التصوف وانخرطت في قتال شرس ضد حركة الشباب المجاهدين متحالفة مع الحكومة هناك.

 

فقد ظهرت الجماعة قوة مسلحة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2008 وقاتلت ضد حركة الشباب المجاهدين في المناطق الوسطى من الصومال وكونت إدارة تابعة لها بعد طرد عناصر الشباب والحزب الإسلامي من أهم المدن الرئيسة بمحافظة جلجدود.

 

وتخوض الجماعة منذ نشأتها صراعا مسلحا ضد حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي، تارة بدعوى أن هذه الجماعات "تكفر الحكومات وتغتال المثقفين والضباط البارزين وتفجر المدنيين وتفشل دور المجتمع الدولي في تحقيق المصالحة وعودة الاستقرار للبلد"، وتارة أخرى بدعوى الدفاع عن الدين والنفس والمال، فهذه الجماعات "تقتل مشايخ الصوفية وتنبش الأضرحة".

 

شيخ محمود شيخ حسن فارح
شيخ محمود شيخ حسن فارح

ويتزعم الجماعة شيخ محمود شيخ حسن فارح (70 عاما) الذي خص الجزيرة نت بحديث كشف فيه عن تعميم الكفاح المسلح ضد حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي في جميع مناطق جنوب الصومال لوجود خلايا مسلحة جاهزة تنتظر إشارة البدء.

 

الأهداف والمشروع السياسي

يقول شيخ محمود إن أهداف الجماعة تتلخص في الأمن والتنمية، وطاعة ولاة أمور المسلمين، وترسيخ قواعد الأخوة الإيمانية، ومحاربة التطرف والإرهاب بجميع صورهما لكونهما مشكلة عالمية تشوه صورة الإسلام.

 

ومشروعها السياسي يكمن في "إنقاذ الأمة الصومالية من المأزق الذي تعيشه" والوصول بها لبناء دولة قوية سياسيا واقتصاديا تحتل مكانتها في المجتمع الدولي بسياسة معتدلة تنتهج حسن الجوار ولا تتدخل بشؤون جيرانها، ودعوة الناس للتحاكم إلى الشريعة الإسلامية.

 

الحكومة والمصالحة

يعتب شيخ محمود على الحكومة الانتقالية فشلها في تحقيق مصالحة وطنية منذ إنشائها عام 2009، وقال إنها لم تفز بثقة أي جهة تقف إلى جانبها، لكنه رغم ذلك أكد اعترافه بالحكومة وطبيعة العلاقة معها.

 

وذكر أن اتفاقيات عدة وقعت مع الحكومة التي تضم المحاكم الإسلامية لكنها لم تنفذ ورجع بالأمر لعدم جدية الحكومة في تنفيذ الاتفاقيات وآخرها التي وقعت في أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي في 15 مارس/آذار 2010 التي بموجبها كانت الجماعة ستحصل على خمس حقائب وزارية سيادية وثلاثة سفراء، ويدمج مقاتلوها بالجيش الصومالي.

 

ومع أن شيخ محمود أكد التزام جماعته بالاتفاقية إلا أنه كشف عن استخدام الحكومة وسائل تجهض الاتفاقية كاستخدام المال وأمراء الحرب، وطالب الجهات المشرفة بالتدخل السريع لإنقاذ الاتفاق من الانهيار.

 

"
شيخ محمود أعلن عن وجود خلايا مسلحة تنتظر إشارة البدء للقتال في جنوب الصومال
"

ولم يؤكد زعيم الجماعة دعم ترشيح الرئيس الصومالي الحالي شيخ شريف شيخ أحمد في الانتخابات المزمع إجراؤها نهاية العام الجاري وقال إن الانتخابات الرئاسية القادمة مفتوحة لمن يتمتع بشخصية قوية ووطنية حقيقية يكتسب بها ثقة الشعب، ومن وصل لهذه الدرجة فهو الذي سيحوز ثقة أهل السنة والجماعة في ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة.

 

الجوار والعالم العربي

وعن علاقتهم بدول الجوار قال شيخ محمود إن الجماعة لها علاقات وطيدة مع دولة أرض الصومال وبونت لاند على المستويين الرسمي والشعبي، وبينهم تعاون وثيق ضد حركة الشباب المجاهدين، التي توعد باستئصال جذورها هي والحزب الاسلامي، ما لم يلقيا السلاح ويتراجعا عن أفكارهما التكفيرية حسب قوله.

 

وكذّب في حديثه التقارير التي تتحدث عن حصول الجماعة على الدعم والسلاح من إثيوبيا وقال إنهم يحصلون على السلاح من السوق الصومالية المحلية مضيفا أن "علاقتنا مع دول الجوار لا تتجاوز عدم التدخل في شؤوننا الداخلية".

 

ووجه شيخ محمود رجاء للأشقاء العرب بأن ينتبهوا لقضية الصومال الدينية والقومية، وطالبهم بتقديم الدعم المادي والمعنوي، فالصومال "تربطه علاقة نسب وتاريخ مع العالم العربي".

المصدر : الجزيرة