مقاومة بلعين في ندوة ألمانية

خالد شمت-برلين
حملت الندوة -التي دعت إليها أمس الاثنين صحيفة دير تاجستسايتونغ اليسارية واسعة الانتشار "تاتس" في مقهاها الثقافي ببرلين- عنوان "مستقبل المقاومة السلمية للجدار العازل في بلعين" بمناسبة ذكرى مرور خمس سنوات على انطلاق أول مظاهرة في هذه القرية الفلسطينية ضد جدار الفصل الإسرائيلي.
أدار الندوة مراسل الصحيفة السابق في الشرق الأوسط توماس هارتمان وتحدثت فيها الناشطة الحقوقية د. فاني رايسين من الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ود. مورييل أسبورغ رئيسة قسم الشرق الأوسط بمركز الدراسات السياسية والأمنية وهو أهم مركز ألماني للدراسات والبحوث ويمثل جهة استشارية للحكومة الألمانية في مجال السياسة الخارجية.
وتحدثت عن تأسيس مبادرة بلعين الشعبية المنظمة للاحتجاجات ضد الجدار عام 2004 بالتزامن مع تزايد استيلاء إسرائيل على أراضي القرية، وتسارع وتيرة بناء المستوطنات بجوارها، ومرور السور الفاصل في أراضيها.

وأوضحت أن المبادرة الشعبية وضعت لنفسها ثلاثة أهداف هي التظاهر السلمي، والتواصل مع الرأي العام الدولي ونشطاء حقوق الإنسان وحركات السلام والمنظمات غير الحقوقية في العالم، والمقاومة القانونية ضد الجدار أمام المحكمة الإسرائيلية العليا.
وقالت رايسين -وهي ناشطة يهودية متعاطفة مع الفلسطينيين- إن تركيز النشاط الفلسطيني في بلعين على النضال السلمي لاستعادة الأراضي التي اقتطعها الجدار أبعد عنه تهمة الأرهاب، وجعل الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان –الذي تمثله– يطالب بدعمه باعتباره نموذجا لصناعة سياسة المستقبل.
ونبهت إلى أن العنف والعدوانية المفرطة التي يواجه بها الجيش الإسرائيلي احتجاجات بلعين السلمية تحولت إلي سياسة منهجية منظمة منذ تولي بنيامين نتنياهو رئاسة وزراء إسرائيل.
من جانبها، أشارت الباحثة مورييل أسبورغ إلى أهمية الترسيم الصحيح لمسار الجدار الإسرائيلي، لأن بقاء الجدار على مساره الحالي سيمثل حدود إسرائيل المستقبلية حال قيام حل الدولتين.
" |
وذكرت "أن اعتماد بلعين على إستراتيجية تزاوج بين الاحتجاج الجماهيري البعيد عن العنف، واللجوء للقضاء الإسرائيلي والدولي والتعاون مع نشطاء السلام الإسرائيليين -الذين برزوا بقوة بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية- يكسب هذه الاحتجاجات زخما قويا ويجعلها تستقطب مجموعات متزايدة من الفلسطينيين".
ودارت بين المتحدثتين في الندوة والجمهور المشارك نقاشات تركزت على وسائل دعم نضال بلعين، وجدوى مقاطعة إسرائيل ومقاضاة الشركات التي تسهم في بناء الجدار العازل، ورفع دعوى لاعتقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي عند زيارته لألمانيا "باعتباره مسؤولا عن جرائم حرب أرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة".