مصير التعليم الإسلامي بجنوب السودان

1 طلاب مدرسة إسلامية ويظهر بينهم الأستاذ حمدين

 طلاب مدرسة إسلامية بجنوب السودان (الجزيرة نت)

إبراهيم العجب-واو

هل تستمر المدارس الإسلامية في جنوب السودان في حال انفصاله عن الشمال؟ ظل هذا السؤال يؤرق كل القائمين على أمر المدارس الإسلامية بالجنوب من منظمات وجامعات دينية ودعاة علم.

وفي الوقت الذي بدأ فيه جنوب السودان لملمة أوراقه باتجاه الانفصال صدرت قرارات محلية اعتبرها مراقبون محاولة لوضع العثرات أمام مسلمي الجنوب، خاصة فئة الطلاب منهم.

وازداد الجدل حول مصير المدارس الإسلامية والطلاب المسلمين في الدولة الجنوبية الوليدة بعد الانفصال، خاصة بعد ما ترددت الأنباء عن تبني الكنيسة لكافة التعليم والتدريس في الجنوب.

وتوجد في الجنوب أكثر من عشر مدارس إسلامية تشتمل على كافة المراحل الدراسية من رياض أطفال ومراحل أساسية فمراحل ثانوية, كما توجد معاهد علمية دينية وفرع لجامعة القرآن الكريم.

ورغم وقف نشاط الجامعة، فإنها ظلت تؤدي دورها عبر دور العبادة وإقامة الدورات المتخصصة للمجتمع في كافة أنحاء الجنوب، خاصة بعد أن تمت مصادرة مقرها وإلحاقه بجامعة بحر الغزال.

ويبلغ عدد الطلاب المسلمين أكثر من 1500 طالب وطالبة من أبناء الجنوب والشماليين المقيمين بمدينة واو.

وقال الأستاذ حمدين آدم أبكر وكيل مدرسة المصطفى الثانوية إن مدرسته -رغم طابعها الإسلامي- تفتح أبوابها للجميع، وتمثل فيها كل قبائل الجنوب، بل إن طلابا مسيحيين اختاروها، ومن بينهم أبناء قادة الحركة الشعبية.

وأشار آدم إلى عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بمستقبل جميع المدارس ذات المناهج العربية، "خاصة بعد أن حولت المباني التي كنا نشغلها إلى جامعة بحر الغزال".


مستقبل غامض
وقال للجزيرة نت إنه في حالة ضياع هذه المدارس سيضيع أبناء المسلمين الذين سينتقلون للدراسة في المدارس التبشيرية المنتشرة في هذه الولايات "التي تمنع تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية".

إبراهيم مصطفى: هناك غموض بشأن مستقبل المدارس الإسلامية (الجزيرة نت)
إبراهيم مصطفى: هناك غموض بشأن مستقبل المدارس الإسلامية (الجزيرة نت)

أما الأستاذ إبراهيم مصطفى يعقوب فقال إن هذه المدارس كانت تابعة لمعهد واو العلمي الذي أسس في منتصف عام 1960 ثم آلت تبعيتها إلى وزارة الأوقاف ثم انتقلت إلى إشراف وإدارة جامعة القرآن الكريم التي تم إغلاقها بقرار من حكومة الجنوب، مما حول الإشراف عليها إلى هيئة الإغاثة الإسلامية.

وأكد للجزيرة نت أن المدارس العاملة كانت قبل إغلاقها "نموذجية ومتفوقة على كافة المدارس في الولاية"، منبها إلى غموض مستقبل المدارس الإسلامية في ظل الصراعات القائمة بين الشمال والجنوب، وخاصة أن جامعة بحر الغزال ظلت تطالب بإخلاء المدرسة وفقا لقرار سابق.

وقال إن معالجة هذا الأمر متوقعة بعد اعتماد حكومة الجنوب هيئة للعمل الإسلامي بالجنوب تقوم -بالتعاون مع المؤسسات الإسلامية- بمتابعة قضايا المسلمين ورعاية ومتابعة المؤسسات الإسلامية من دور عبادة ومدارس بالتعاون مع المؤسسات الإسلامية.

وأشار إلى أن عودة المدارس الإسلامية ستكون "ضمن القرار الذي صدر بإعادة كل المؤسسات الإسلامية للمسلمين برعاية رئيس حكومة الجنوب سلفاكير".

المصدر : الجزيرة