الاحتلال يشتت أسرة مبعد فلسطيني

المبعد ناجي عبيات أثناء تدريس ابنه محمد في منزلهم بغزة

المبعد ناجي عبيات أثناء تدريس ابنه محمد في منزله بغزة (الجزيرة نت) 

أحمد فياض -غزة

تعيش عائلة المبعد ناجي عبيات وضعا مشتتا بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الذي رفض كل الدعوات والنداءات من أجل جمع شمل هذه الأسرة التي انشطرت بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتعود قصة أسرة المبعد عبيات مع التشتت إلى مطلع عام 2009 حين قررت زوجته ومعها أبناؤها الأربعة وابن زوجها زيارة مدينة بيت لحم لطمأنة الأهل على حالهم بعد انقشاع غبار الحرب عن غزة، بموجب تصريح رسمي من قبل سلطات الاحتلال التي سمحت للزوجة وأبنائها بمغادرة غزة صوب مدينة بيت لحم.

ويقول المبعد عبيات الذي أبعدته سلطات الاحتلال برفقة 26 آخرين إلى غزة عام 2002، "لم نكتشف أن تسهيل سلطات الاحتلال انتقال أسرتي إلى الضفة كان كمينًا محكمًا هدفه إبعاد أسرتي إلا عندما قطع على أسرتي طريق عودتها إلى غزة عبر معبر بيت حانون (إيريز) أو حتى عن طريق الأردن".

أفراد أسرة المبعد عبيات ينتظرون السماح لهم بالعودة إلى غزة (الجزيرة نت) 
أفراد أسرة المبعد عبيات ينتظرون السماح لهم بالعودة إلى غزة (الجزيرة نت) 

وتابع "منذ ذلك الحين باءت كل محاولات استرجاع أسرتي عبر اتصالاتي مع المنظمات الحقوقية والإنسانية بالفشل إلى أن نجحت في استعادة ابني البكر محمد قبل عام عن طريق الأردن ومصر برفقة زوجة أحد المبعدين المقيمين في غزة، ولا يزال باقي أفراد العائلة في بيت لحم".

وذكر عبيات للجزيرة نت، أنه في إحدى محاولات زوجته العودة إلى غزة عبر الأردن أوقفها رجال المخابرات الإسرائيلية وأجروا معها تحقيقا استمر نحو أربع ساعات عن أحوالي وأحوال المبعدين، وسألوها عن معنويات المبعدين وكيف يعيشون ثم أبلغوها رفضهم السماح لها بالعودة إلى غزة.

وأبدى عبيات شعوره بالإحباط جراء عدم اكتراث الاحتلال بطلبات المؤسسات الحقوقية والمسؤولين في السلطة الفلسطينية المتكررة للم شمل أسرته، متسائلاً عن ماهية الخطر الذي يهدد إسرائيل في حال عودة الأطفال وأمهم إلى غزة.

وعبر عن ندمه على السماح لزوجته وأبنائه بزيارة الأهل في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن ما حدث مع أسرته جعل باقي المبعدين يتخوفون من إرسال زوجاتهم وأبنائهم لزيارة ذويهم خشية أن تمنعهم سلطات الاحتلال من العودة إلى غزة.

حزن وضيق
من جانبه عبر الطفل محمد عبيات (13 عاما) الذي يعيش برفقة والده في مدينة غزة عن حزنه الشديد لبعده عن والدته وإخوانه الأربعة لأكثر من عام قائلاً "كنت بين أمي وإخوتي أشعر بالسعادة ولكن الوضع تغير فأنا الآن أقضي معظم الأوقات وحدي معزولاً أترقب عودة والدتي وإخوتي باشتياق شديد".

وأوضح للجزيرة نت أنه على رغم من صعوبة تدبير الكثير من أموره الحياتية فإنه استطاع بمساعدة والده التأقلم مع الظروف الجديدة القائمة وتدبير الأمور اليومية بأنفسهم.

من جانبه اكتفى وكيل مساعد هيئة الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية أيمن قنديل في تعقيبه على مشكلة المبعد عبيات بالقول،"إن الهيئة تلقت عدة طلبات من المبعد ومن أسرته في مدينة بيت لحم ومن قبل مسؤولين في السلطة الفلسطينية في رام الله من أجل العمل على عودة أسرته، غير أن الجانب الإسرائيلي يرفض التجاوب مع هذه القضية".

وعبر المسؤول في الهيئة التي تختص بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية لحل الإشكالات اليومية التي من بينها قضايا عبور ومغادرة المواطنين، في تصريح مقتضب للجزيرة نت عن أمله في أن تجد هذه القضية طريقها للحل قريبًا.

المصدر : الجزيرة