انتقاد مراقبة الإنترنت واحتكار التقنية

رئيس منظمة البرمجيات الحرة السيد ريتشارد ستالمان ،والتعليق كالتالي : سالتمان توقع حرب عربية على الإنترنت ( الجزيرة نت).

رئيس منظمة البرمجيات الحرة ريتشارد ستالمان(الجزيرة نت)

خالد المهير-بنغازي

 

توقع ريتشارد ستالمان رئيس مؤسسة "البرمجيات الحرة" المعنية بمناهضة احتكار المعرفة، ما سماها حربا عربية شرسة على الإنترنت، بعد نشر موقع ويكيليكس تسريبات عن الأنظمة العربية الحاكمة. وجاء ذلك على هامش انعقاد مؤتمر دولي حول تقنية المعلومات بمدينة بنغازي شرقي ليبيا.
 
وقال ريتشارد ستالمان في حوار مع الجزيرة نت إن العرب كباقي شعوب العالم يستحقون الحرية، مشيرا إلى أن البرمجيات الحرة تحترم حرية الإنسان ويتحكم فيها المستخدم، بينما البرامج المحتكرة هي التي تتحكم في حرية المستخدم، واعتبر ذلك نوعا من الاستعمار الرقمي الظالم للجهة المالكة للبرنامج المغلق.
 
يشار إلى أن ستالمان أطلق عام 1984 برنامجا لكسر الاحتكار ولتوفير برامج الحاسوب للمشغلين دون مقابل، يسمى برنامج "جي أن يو"، وقد تم توفيره بالمجان لمن يريد تشغيله أو توزيعه دونما قيود مالية أو قانونية. وتمت إضافة برنامج ليونكس الشهير إلى نظام التشغيل ليتم استخدامهما معا في ملايين الحواسيب.

وأشار في كلمته أمام المؤتمر إلى أن هدف حركته هو "أن يتحرر الناس من الظلم والاحتكار الذي يطال مستخدمي الحاسوب"، مؤكدا أن البرنامج المحتكر يتحكم في المستخدمين ويصبح أداة ووسيلة من وسائل الهيمنة عليهم.

 

"
الحكومات العربية تعرف أن "من يتحكم في نظام تشغيل الحاسب الآلي يتحكم في المعلومات"
"
رتشارد ستالمان

حجب المعلومات

ورأى رئيس مؤسسة "البرمجيات الحرة" أن الكثير من الحكومات في العالم تتعمد حجب المعلومات ووضع الحواجز بين المواطنين وانسياب المعلومات، واصفا هذه الأفعال بأنها مقززة ومخالفة لحق المواطن في المعرفة، كما رفض فرض رقابة صارمة على المعلومات، ودعا إلى محاربة ومقاومة الرقابة بمختلف الوسائل.
 
واقترح على بائعي أجهزة الحاسوب عدم إلزام المشتري بشراء برنامج تشغيل ويندوز، وهو برنامج مغلق ومحتكر من قبل مايكروسوفت، ودعا إلى إتاحة خيارات متعددة لأي برنامج تشغيل يختاره المشتري، مشيرا إلى أن الحكومات العربية تعرف أن "من يتحكم في نظام تشغيل الحاسب الآلي يتحكم في المعلومات".
 
ودافع ستالمان عن استخدام البرمجيات الحرة المفتوحة التي "لا تقع تحت هيمنة الدولة"، موضحا أن البرامج المحتكرة كالشركة المالكة لبرنامج ويندوز لحماية معلومات الدولة وحماية أمنها وسيادتها، وأن على المؤسسات التعليمية ألا تعتمد على البرمجيات المقفلة المحتكرة.
 
ودعا أيضا المؤسسات التعليمية إلى الاعتماد على البرمجيات الحرة المفتوحة لكي تكون مستقلة ولتفسح المجال للإبداع وتطوير الطلاب، لكنه أبدى عدم تأييده اللحاق بالغرب المتقدم من باب التقليد الأعمى، قائلا "إنه على العرب تحديد احتياجاتهم في الحياة من تقنية المعلومات وماذا يريدون منها، ومن ثم وضع الخطط للوصول إلى أهدافهم".
 

شارك في المؤتمر 46 عميد كلية تقنية (الجزيرة)
شارك في المؤتمر 46 عميد كلية تقنية (الجزيرة)

انتقاد بوش

 
ومن جهة أخرى، هاجم ستالمان في محاضرة أمس الثلاثاء الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، وقال إنه رمز للسياسات الاستبدادية التي أدخلت العالم في دوامة تعصف بجميع الأشياء، حسب تعبيره.
 
وقال -بحضور ما يقارب 150 باحثا من مختلف بلدان العالم، إضافة إلى 46 عميد كلية متخصصة في تقنية المعلومات والحاسبات- إن قيمة البرمجيات الحرة تعطي المعرفة، عكس المحتكرة "التي تعطي باليمين وتأخذ باليسار بأضعاف مضاعفة".
 
واتهم الشركات العملاقة في هذا المجال بما سماه التغول، مؤكدا أنها تحولت من شركات صغيرة في بدايتها إلى شركات عملاقة تأكل الأخضر واليابس. كما اتهم شركات إنتاج برامج الحماية بالوقوف وراء صناعة البرامج التدميرية (الفيروسات).
 
المصدر : الجزيرة