الرابح والخاسر في ديمقراطية العراق

Waving their national flag hundreds of Iraqis march calling for the formation of a government four months following national elections as they mark the 52nd anniversary of the July 14, 1958 Iraqi Revolution led by General Abdel Karim Qassem, on July 14, 2010, in Baghdad.

الشارع العراقي منقسم إزاء المرحلة السياسية التي دخلتها البلاد منذ ثماني سنوات (الفرنسية)

فاضل مشعل-بغداد

مرت أكثر من سبع سنوات على سقوط النظام العراقي السابق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، وما زال الجدل قائما بين من يرى أن البلاد دخلت عهد الديمقراطية ومن يعتبرها واقعة تحت الاحتلال وبين من يقف في المنزلة بين المنزلتين، ليبقى السؤال مطروحا: من استفاد ومن خسر من التجربة؟

ويختصر القاضي في محكمة البياع غربي بغداد، عادل عبد النبي تصوره للتجربة العراقية قائلا للجزيرة نت "نعم هناك تغيير كبير في العلاقة بين الحاكم والمحكوم في العراق. تخلصنا من حكم الفرد وانتقلنا لحكم الجماعة. ولكن هذه التعددية برغم ضرورتها النظرية إلا أنها في التطبيق العراقي أفضت إلى فقدان الثقة بين المواطن والأحزاب سواء كانت سياسية أو دينية".

عباس حميد: الديمقراطية تعني أن أحصل على عمل (الجزيرة نت)
عباس حميد: الديمقراطية تعني أن أحصل على عمل (الجزيرة نت)

تطرف ضد الديمقراطية
وينظر القيادي في الحزب الشيوعي العراقي نصير غانم إلى الموضوع من زاوية أخرى قائلا إن العراق "يمر بمرحلة مخاض عصيب، فالتطرف في الدين كما هو التطرف في السياسية يؤدي دائما إلى نتائج عكسية".

وأضاف غانم أن "هناك تطرفا خطيرا في العراق وهناك خللا كبيرا في طريقة ترسيخ الديمقراطية، الديمقراطية لا تعني أن تفرض جهة ما ثقافتها وفلسفتها بالقوة أو بإيهام الناس، وهذا هو المأخذ على الديمقراطية في بلادنا".

ويختلف طارق عبد الصاحب -من مؤيدي حزب الدعوة الحاكم- مع وجهة النظر السابقة كما يقول للجزيرة نت "العراق قدم آلافا من التضحيات لكي يبني هذه التجربة الديمقراطية، فلم تمر سوى أقل من ثماني سنوات حتى جربت البلاد انتخابات برلمانية ودستورية".

وأضاف عبد الصاحب أنه "وللمرة الأولى يستطيع السكان في هذه البلاد اختيار من يناسبهم في البرلمان وفي غيره من النشاطات السياسية والاجتماعية، وأظن أن هذه التجربة العراقية تفتقر إليها كل الدول المجاورة لبلادنا".

أثير أسطيفان: ما دام الأمن مفقودا في بلادنا فلا يجوز التحدث عن الديمقراطية (الجزيرة نت)
أثير أسطيفان: ما دام الأمن مفقودا في بلادنا فلا يجوز التحدث عن الديمقراطية (الجزيرة نت)

الديمقراطية والكراسي
وتختلف وجهات نظر الناس في بغداد عن وجهة نظر السياسيين، فيقول عباس حميد (أعمال حرة) للجزيرة نت "أنا عاطل عن العمل، والديمقراطية تعني أن أحصل على عمل، أنا عاطل في النظام السابق وعاطل في النظام الحالي، لا فرق عندي بين الاثنين، الفرق فقط أننا صرنا نرى الجنود الأميركيين يمرحون في شوارعنا".

ويرى الحلاق عماد علوان أن "الديمقراطية في العراق حققت مكاسب لفئات صغيرة من شعبنا وأجلست من لا يستحقون على الكراسي ووفرت لهم السيارات الفاخرة والرواتب الخيالية وأسكنتهم في المنطقة الخضراء، وتركت الناس خارج أسوار هذه المنطقة تحت رحمة القتل والانفجارات".

ويعتقد المواطن أثير أسطيفان أن "الديمقراطية تتحقق عندما تتمكن الجماعات الحاكمة من توفير الأمن وما دام الأمن مفقودا والقتل شريعة بين المتخاصمين في بلادنا فلا يجوز التحدث عن الديمقراطية. الخاسرون من التجربة الديمقراطية هم الأغلبية المطلقة والرابحون هم القلة المتنفذة التي أصبحت تملك المال والسلاح".

المصدر : الجزيرة