جدل بشأن "تمكين المرأة" بالسعودية

ملف تمكين المرأة يثير إشكالات كبيرة الجزيرة.نتا

الأميرة عادلة طالبت بأن تتولى المرأة مناصب قيادية عليا في السعودية (الجزيرة-أرشيف)

الجزيرة نت-خاص

تباينت مواقف الأوساط الدينية والفكرية في السعودية بين مؤيد ومعارض لمطالبة الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز "بتمكين المرأة السعودية من المناصب القيادية العليا" في البلاد.

ودعت الأميرة في تصريحاتها الصحافية المختلفة مؤخرا إلى منح المرأة مناصب أكبر وعدم الاكتفاء فقط بمنصب نائبة وزير التربية والتعليم الذي أسند للسعودية نورة الفايز في منتصف فبراير/شباط 2009.

ففي الموقف الأول، انتقد عدد من قيادات التيار الديني المحافظ في السعودية تصريحات الأميرة عادلة حيث لم تتوقف الانتقادات عند مستوى تصريحات الأميرة بل تعدته لتوجّه "نقدا شديدا" لمواقفها المتعلقة بملف المرأة ككل.

وقالت قيادات هذا التيار، ومن بينها الشيخ سليمان بن أحمد الدويش والدكتور عصام العويد والشيخ عبد العزيز الطريفي أحد أبرز رموز السلفية في العاصمة السعودية الرياض، إن مواقف الأميرة تعتبر امتدادا "لحركة التغريب الحاصلة بالسعودية".

وأشار هؤلاء إلى رئاسة الأميرة مركز السيدة خديجة بنت خويلد النسوي وأدواره التي تتعارض مع القيم الإسلامية، وفق قول المذكورة أسماؤهم.

الدخيل قال إن التحولات التي يعيشها المجتع لن تنقلب على ثوابت الدولة (الجزيرة-أرشيف)
الدخيل قال إن التحولات التي يعيشها المجتع لن تنقلب على ثوابت الدولة (الجزيرة-أرشيف)

تغيرات طبيعية
في المقابل، قال المفكر الليبرالي البارز خالد الدخيل إن "تصريحات الأميرة عادلة كريمة الملك عبد الله بن عبد العزيز توحي بأن الجيل الثالث من أبناء الأسرة الحاكمة يدرك جيدا أن هناك تغيرات اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية تترتب عليها حقوق وواجبات وأولويات مهمة تضمن سير المجتمع".

وأضاف الدخيل -وهو أيضا أستاذ علم الاجتماع السياسي- في تصريحات خاصة للجزيرة نت "التغير الاجتماعي الذي يحصل في السعودية هو حالة إنسانية تسير في السياق الطبيعي للمجتمعات".

وفي تعليقه على الانتقادات الموجهة للأميرة السعودية في ملف المرأة، قال المفكر الليبرالي "الوهابيون والصحويون لا يدركون -للأسف الشديد- أن هناك تغيرات حصلت في داخل المجتمع السعودي، والمرأة جزء من هذه التغيرات".

وأضاف "الحكومة السعودية خطت خططا للتنمية الشاملة على جميع الصعد حتى في ملف المرأة"، مؤكدا أن التغيرات التي تحدث في السعودية -والتي تؤيدها فئة من الجيل الثالث الجديد من الأسرة الحاكمة- "لن تنقلب على ثوابت الدولة وعروبتها وإسلاميتها وهويتها".

"
التيار الليبرالي في السعودية يسعى جاهدا لترسيخ ما يطلق عليه ثقافة تمكين المرأة السعودية بشكل غير تقليدي على مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية
"

ثقافة التمكين
في المقابل، قال مراقب –فضل عدم ذكر اسمه- في حديث خاص للجزيرة نت إن "التيار الليبرالي في السعودية يسعى جاهدا لترسيخ ما يطلق عليه ثقافة تمكين المرأة السعودية بشكل غير تقليدي على مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية".

وأضاف "أن الأميرة عادلة شخصيا وخلال تصريحاتها دعت الجهات الرسمية والأهلية للقيام بحملات إعلامية لزيادة التقبل الاجتماعي لعمل المرأة، وتكثيف توعية المجتمع بأهمية دور المرأة في التنمية الوطنية".

أجنحة سياسية
بيد أن هذه القضية لا تتوقف عند مستواها الحقوقي، فحسب نفس المصدر "هناك أجنحة سياسية في الدولة (دون أن يسميها) مناهضة للتيار الإسلامي في البلاد تحاول استصدار قرار سياسي من خلال إعطاء الضوء الأخضر عبر ملف المرأة".

وشدد على حساسية الموضوع وقدرة كل طرف على إحراز نقاط لصالحه، وقال "من يمسك بزمام ملف المرأة فإنه يمسك بكل شيء".

وأشار المراقب إلى أن "لهجة الانتقاد الشديدة بحق تصريحات الأميرة عادلة جاءت بشكل مختلف، ومن علماء نجد خاصة وهي مركز ثقل السياسة السعودية"، معتبرا أن "جدلية المجتمع المحلي والسياسي قد دخلت في مرحلة تصادم حقيقية".

المصدر : الجزيرة