الأمية تضرب ربع سكان العراق مجددا

2ــ حملة محو في العراق تشمل ربع السكان

الحملة تهدف للقضاء على 50% من الأمية بحلول العام 2015 (الجزيرة نت)

فاضل مشعل-بغداد

أظهرت إحصائيات دولية أن هناك سبعة ملايين ونصف المليون أمي في العراق تراوح أعمارهم بين 15 و55 سنة ثلثاهم من النساء ما دفع منظمات عراقية ودولية لبدء حملة للقضاء على 50% من الأمية بحلول العام 2015.

ويبدو هذا الطموح كأنه محاولة للعودة إلى الوراء بعد أن كان العراق قد احتفل بالقضاء على الأمية منذ سبعينيات القرن الماضي تتويجا لحملة حكومية جعلت من العراق حينها أول بلد عربي ينجح في القضاء على هذه الظاهرة.

وقال المشرف التربوي حسيب عبد الله مفتن إن "التقارير التي أعدتها منظمة اليونسكو كشفت أن نسبة الأمية في العراق بلغت 20% من عدد سكان العراق الثلاثين مليونا.

وأوضح في تصريح للجزيرة نت أن "أعمار النساء الأميات في الريف تنحصر بين 15 و22 سنة في حين تنحصر النسبة بين النساء في المدن بين أعمار عشرين و28 سنة علما أنه يوجد في بغداد وحدها مليونان ونصف المليون أمي من مختلف الأعمار".

وعن الجهود المبذولة لمواجهة هذه الأفة، قال مفتن إن "السلطات العراقية شرعت بتنفيذ برنامج يمتد لأربع سنوات للقضاء على الأمية بتمويل من مكتب الشيخة موزة بنت ناصر المسند عقيلة أمير دولة قطر المبعوثة الخاصة لمنظمة اليونسكو لشؤون التعليم بميزانية تصل إلى نحو ستة ملايين ونصف المليون دولار".

ضمن هذا السياق، كشف رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة بغداد فلاح محمود القيسي عن تدريب 32 مدرسا جامعيا "يشتركون في البرنامج العراقي لمحو الأمية تحت عنوان "اقرأ" جرى تدريبهم خارج العراق على أساليب إعداد المدرسين المتخصصين بمكافحة الأمية. ولدينا حاليا ألف وسبعمائة مدرس ومعلم تطوعوا في المشروع وتم تقسيمهم إلى مجاميع تحت إشراف المدرسين الـ32".

مشارك في برنامج محو الأمية (الجزيرة نت)
مشارك في برنامج محو الأمية (الجزيرة نت)

تعليم للجميع
ويتلقى المشاركون في برنامج مكافحة الأمية العراقي من الجنسين ومن كافة الأعمار وفقا للقيسي "دروسا لمدة 14 شهرا يتم بعدها منح المشارك شهادة الصف الرابع الابتدائي".

وأضاف "لقد وصلت استعداداتنا ذروتها للبدء بتنفيذ البرنامج إذ لم يتبق إلا نحو 5% من مستلزمات بدء العمل في البرنامج الذي يشمل 48 ألف أمي، النسبة الأكبر بينهم من النساء، حيث يلقن المشاركون لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع دروس القراءة والحساب والثقافة العامة".

في السياق ذاته، اعتبر أحمد مصطفى ذنون -مدير إحدى المدارس الثانوية شرقي بغداد- أن ظاهرة تفشي الأمية في العراق تؤدي إلى تردي الحالة المعرفية والثقافية، وإلى استمرار التخلف في المجتمع".

وأشار إلى أن الأمية بين الكبار تؤدي إلى إهمال تعليم الصغار بسبب عدم إيمان الآباء بأهمية التعليم وهكذا فإن ضرر الأمية لا يتوقف عند الأمي بل يتعداه إلى الأبناء، وربما إلى الأحفاد".

يذكر أن السلطات العراقية أطلقت حملة واسعة منذ بداية سبعينيات القرن الماضي ضمن خطة محكمة للقضاء على الأمية، وأصدرت قوانين صارمة تلزم جميع العراقيين من الكبار والصغار، الذين لم يدخلوا المدارس، بالانخراط في مدارس محو الأمية، وتم الإعلان عام 1990 عن خلو العراق من الأمية نهائياً.

المصدر : الجزيرة