المستوطنون يستهدفون المساجد

الشعارات التي خطها المستوطنون لبناء الكنيس وهدم مسجد سلمان الفارسي في بورين- الجزيرة نت
الشعارات التي خطها المستوطنون لبناء الكنيس وهدم مسجد سلمان الفارسي في بورين ( الجزيرة نت )

عاطف دغلس- نابلس

 
أطلق المستوطنون اليهود حملة جديدة لهدم مسجد سلمان الفارسي في قرية بورين جنوب مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية، وشارك المئات منهم عصر أمس في مسيرات بمحيط المسجد للمطالبة بهدمه.
 
وأعقبت هذه الدعوة  قرارا للحكومة الإسرائيلية يقضي بمنع المستوطنين من تشييد كنيس يهودي بمستوطنة يتسهار المقامة على أراضي القرية والقرى المجاورة.
 
ويعيد هذا التحرك من قبل المستوطنين  للواجهة قرار الاحتلال الإسرائيلي الصادر قبل ثمانية شهور بهدم المسجد باعتباره غير مرخص ويقع بمناطق "سي" الخاضعة أمنيا للسيطرة الإسرائيلية.
 
ونشر المستوطنون لافتات على طول الطريق الرئيسية بين مدينة نابلس وقراها الجنوبية تدعو المستوطنين بالمستوطنات المحيطة إلى الصلاة الجماعية والتظاهر، ووجهوا اللوم إلى حكومة "اليمين" الإسرائيلية التي "تتملق للفلسطينيين وتسمح ببناء المسجد وترفض بناء الكنيس".
 
واحتشد أهالي قرية بورين في محيط المسجد منذ ساعات صباح أمس لمواجهة أي اعتداء يقوم به المستوطنون، وقال المواطن بلال عيد إن أهالي القرية سيواصلون حراسة المسجد تحسبا لأي هجوم.
 
وأكد عيد أن جيش الاحتلال أغلق كافة مداخل ومخارج القرية بعدما تجمهر المستوطنون على مدخل مستوطنة يتسهار على بُعد 500 متر من القرية وقاموا بتقديم عرض فيديو للمستوطنين عن المسجد الذي يطالبون بهدمه.
 
مد استيطاني
أعمال الترميم قائمة في المسجد 
أعمال الترميم قائمة في المسجد 

من جانبه أكد مسؤول ملف الاستيطان بشمال الضفة الغربية غسان دغلس أن المستوطنين هم الذين فعّلوا قرار الهدم وأعادوه للساحة من جديد، خاصة بعد رفض حكومتهم تشييد كنيس يهودي، وهم يريدون العمل بمبدأ التعويض "فمقابل منع بناء الكنيس يهدم المسجد".

 
وأضاف أنهم يريدون الاستمرار في المد الاستيطاني وترخيص مبان استيطانية جديدة، وأوضح أن المسيرات وعمليات حرق المساجد بالضفة وآخرها مسجد بلدة بيت فجار بمدينة بيت لحم، جاءت "للضغط على حكومتهم الاستيطانية والسماح ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية ومصادرة المزيد من الأرض وبناء الكنس واستكمال خططهم".
 
ولفت إلى أن المستوطنين "يسعون لفرض الصبغة الدينية على المناطق الفلسطينية للاستيطان عليها، حيث تحول الكهوف والمقابر والبيوت القديمة وينابيع المياه إلى مقامات دينية لتسهل السيطرة عليها، ويريدون هدم مسجد بورين الذي تم تشييده بالكامل".
 
وقال إن المستوطنين "يعيشون الآن شهر عسل" لتنفيذ كافة اعتداءاتهم، التي ستتصاعد مستقبلا"، لافتا إلى أن الفلسطينيين ماضون في ترميم المسجد لإثبات الأمر الواقع، "حيث أوشكنا على الانتهاء من ترميميه وعُيّن إمام له".
 

أهالي بورين احتشدوا دفاعا عن المسجد
أهالي بورين احتشدوا دفاعا عن المسجد

اعتداءات

أما الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية للدفاع عن المقدسات الدكتور حسن خاطر فرأى أن ما يجري في حق المساجد على يد المستوطنين هو عمل منظم ومخطط له.
 
وذكر أن "تنظيما من المستوطنين يجتهد لتنفيذ عمليات خطيرة جدا تستهدف المساجد والرموز الدينية الإسلامية ولاحقا المسيحية بنفس الطريقة وذات الأدوات".
 
وأكد للجزيرة نت أن اعتداءات المستوطنين طالت عشرة مساجد بين حرق وتدمير ورمي نفايات وكتابة شعارات عنصرية مناوئه للمسلمين والفلسطينيين بكافة مناطق الضفة الغربية، مبينا أن المستوطنين وحكومة الاحتلال يريدون جر الشعب الفلسطيني "لمربع الصراع الديني".
 
وحذر من عواقب ذلك الصراع التي ستكون وخيمة على المستوطنين ودولتهم، قائلا "ستفلت على المنطقة بأكملها ولا تقف عند الحدود السياسية أو الجغرافية المصطنعة، لأن المساس بالمسجد يؤجج مشاعر المسلمين كلهم أينما وجدوا".
 
وناشد المجتمع الدولي التدخل بسرعة لوقف هذه الاعتداءات، كما حمل أميركا المسؤولية الكبرى نتيجة لاستمرار "مجاملاتها المكشوفة للمستوطنين ولدولة الاحتلال التي ترتكب مزيدا من الجرائم جراء ذلك".
المصدر : الجزيرة