مؤتمر لنصرة الأسرى والمفقودين بعمّان

عائلات الاسرى والمفقودين كانت ابرز الحضور - دعوة لتحرير الأسرى الأردنيين بطرق غير تقليدية - محمد النجار – عمان
حضر المؤتمر عدد كبير من أهالي الأسرى والمفقودين (الجزيرة نت)
 

محمد النجار-عمان

 

بلهجة غاضبة تحدث الأسير الأردني السابق في السجون الإسرائيلية وائل الأمير في "المؤتمر الوطني لنصرة الأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الصهيونية"، محذرا من "طرق غير تقليدية" لتحرير الأسرى الأردنيين من سجون إسرائيل.

 
وسرد الأمير في المؤتمر الذي أقيم في يوم الأسير الأردني الذي يصادف 20أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، أوجها من "التقصير الرسمي" بمتابعة قضية 29 أسيرا و28 مفقودا أردنيا في إسرائيل. غير أنه حذر من أن "الصبر بدأ ينفد"، وفضل عدم الإجابة على سؤال عن مغزى حديثه بقوله إن الجواب سيأتي مع الأيام.
 
ونفذ الأمير خلال العقد الأخير عمليتين على الحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة، سلم في الأولى للأردن الذي اعتقله لأشهر قبل إطلاق سراحه، في حين قضى أربع سنوات في السجون الإسرائيلية في المرة الثانية وعاني من تعطل يده اليمنى جراء إصابته في العملية.
 
غير أن عميد الأسرى الأردنيين الأسير السابق في السجون الإسرائيلية سلطان العجلوني قال للجزيرة نت إن "الطرق غير التقليدية" التي تحدث عنها الأمير لا تعني عمليات أسر لإسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى الأردنيين هنا في الأردن.
 
وأضاف أن "الجميع من أسرى ومناصرين لقضيتهم متفقون على أن العمل المسلح ضد العدو الصهيوني محصور بأرض فلسطين".
 
وتابع "المطلوب أن نخرج من قاعات المؤتمرات ومن الاعتصامات في العاصمة غلى الفعل الجماهيري الحاشد في كافة المدن الأردنية، وأن نحول قضية الأسرى والمفقودين إلى حالة وطنية عامة للضغط على الحكومة، مما قد يأتي بنتائج كما حدث في قضية الأسرى الأربعة الذين جرى تحريرهم بعد الضغوط الشعبية على الحكومة".
 
وفي كلمته ذكّر راعي المؤتمر رئيس الوزراء ومدير المخابرات الأسبق أحمد عبيدات الحكومة الأردنية بأن قضية الأسرى بأبعادها السياسية والقانونية والإنسانية، تشكل التزاما من الدولة تجاه هؤلاء الأسرى ضمن حقوقهم في المواطنة.
 
ودعا عبيدات إلى حالة إجماع وطني تجاه هذه القضية للدفاع عن الأسرى على كافة الصعد والمستويات.
 
وناقش المؤتمر أوراقا عدة تناولت عددا من الجوانب السياسية والقانونية وتعاطي مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام مع قضيتهم.
 
وفي كلمته بالمؤتمر، تحدث مقرر اللجنة الوطنية للأسرى عن "المعاناة المضاعفة" للأسرى الأردنيين في "المعتقلات الصهيونية" نتيجة عدم تمكن عائلاتهم من التواصل معهم وزيارتهم.
 
وانتقد بشدة ما اعتبره مساهمة الحكومة الحالية في زيادة عدد الأسرى من خلال تسليمها المواطن الأردني سامر البرق لإسرائيل في يوليو/تموز الماضي بعدما سحبت منه الجنسية الأردنية، مشيرا إلى أن اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين ما زالت على قرارها مقاطعة الحكومة.
 
وكانت الحكومة الأردنية قد نفت تسليم البرق لإسرائيل، وقالت إنها سلمته للسلطة الفلسطينية لتصحيح أوضاعه القانونية.

أهالي الأسرى

وحفل المؤتمر بحضور كبير من أهالي الأسرى والمفقودين، وتحدث والد الأسير عبد الله البرغوثي -صاحب أعلى حكم في تاريخ المعتقلات الإسرائيلية بـ67 مؤبدا- عن أمله الكبير بتحرر ابنه من الأسر على أيدي قوى المقاومة.
 
كما استمرت أمهات عدد من الأسرى في احتضان صور أبنائهن على أمل احتضان أجسادهم، وفق ما ذكرته والدة أحدهم للجزيرة نت.
 
غير أن قصص معاناة الأسرى والمفقودين لا تتوقف, فقد حضر المؤتمر أبناء بعض الأسرى الذين ولدوا بعد اعتقال آبائهم الذين لا يعرفونهم إلا من خلال الصور.
 
وعرض والد الأسير أحمد أبو اليقين معاناة من نوع آخر تمثلت في قرار السلطات الأردنية سحب الجنسية من عائلات عدد من الأسرى الذين لم يعودوا مصنفين كأسرى أردنيين في السجون الإسرائيلية.
 
ولا تقل معاناة عائلات المفقودين الأردنيين عن معاناة الأسرى، فبعض العائلات تنتظر معرفة مصير ابنها منذ عام 1967.
 
وعرض شقيق المفقود محمد داود المبيضين معاناته الطويلة مع الجهات الرسمية الأردنية لمعرفة مصير شقيقه، وقال إن هذه الجهات اتصلت به لمرة واحدة فقط للطلب منه حضور أحد أفراد العائلة حفل توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1994.
 
وقال وهو يضحك "طلبت من أحد أبنائي الذهاب وحضور حفل التوقيع وإبلاغ اليهود بإسقاط حقنا في معرفة مصير عمه الشهيد أو الأسير".
المصدر : الجزيرة