إسرائيل تسعى لشل النضال الشعبي

ميرفت صادق-رام الله
وذهب الأمر -حسب زواهرة- إلى درجة تلقي القائمين على تنظيم المسيرات تهديدات هاتفية من ضباط المخابرات الإسرائيلية بأنهم لن يسمحوا باستمرار المظاهرات الأسبوعية خلال العام 2010 متوعدين برد عنيف من الجيش الإسرائيلي.
وإضافة إلى الغرامات المالية الباهظة، يمنع العشرات من نشطاء اللجان الشعبية بأوامر عسكرية من الاقتراب لمسافة 500م من أي مكان يوجد فيه الجيش الإسرائيلي، مما يعني عدم المقدرة على المشاركة في أية أنشطة جماهيرية، كما يقول زواهرة.

عام هدم الجدار
ويوضح أن هذا التصعيد يأتي بعد إعلان اللجان الشعبية عزمها تحويل العام 2010 إلى عام هدم الجدار وتنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية عام 2004 بعدم شرعية بناء الجدار وضرورة إزالته.
ويضيف "إذا عجزت السلطة الفلسطينية والمؤسسات الدولية عن تنفيذ هذا القرار فسننفذه على الأرض بدعم الأهالي والمتضامنين والحركات الدولية".
وإزاء المحاولات الإسرائيلية لوأد هذا النوع من النضال، يقول زواهرة "نشعر بأننا المنتصرون، لذلك فإن إيقاف هذه المقاومة بات مستحيلا خاصة بعدما تحولت إلى نهج وطني متسع ومتصاعد وغير مرتبط بأشخاص وإنما بقوى وإرادة شعبية واسعة".
ويكشف الناشط في المبادرة الوطنية الفلسطينية صلاح الخواجا للجزيرة نت أن الاحتلال اعتقل خلال الشهرين الأخيرين فقط 34 قياديا في لجان مقاومة الجدار والاستيطان.
ويوجه الاحتلال ضد قادة المقاومة الشعبية تهم التحريض على أمن إسرائيل وإلقاء الحجارة وفي بعض الأحيان "حمل السلاح"، رغم أن كافة أنشطة هذه اللجان سلمية.
ويوضح الخواجا أن المتظاهرين لا يحملون السلاح أبدا، وما يحدث هو جمع بعض مخلفات القنابل والرصاص المستخدم في قمع المسيرات الأسبوعية والتي توضع في متحف خاص بها في قرية بلعين على غرار المتحف الإسرائيلي الذي تعرض فيه صواريخ المقاومة الفلسطينية التي تسقط على مستعمرة سديروت شمال غزة.

إحراج دولي
ويعزو مسؤول العمل الجماهيري والناشط في حركات مقاطعة الاحتلال خالد منصور هذا التصعيد في استهداف المقاومة الشعبية الفلسطينية إلى الإحراج الذي بات يسببه النضال الشعبي لإسرائيل أمام الرأي العام العالمي.
ويقول منصور للجزيرة نت إن الذي يخيفهم هو اتباع المتظاهرين الفلسطينيين طرقا سلمية تجذب تعاطف العالم ودعمه، في حين يقف الجيش الإسرائيلي عاجزا وغير قادر على ردع هذه التحركات بأساليبه العسكرية التقليدية.
وتستثمر اللجان الشعبية هذا الظرف عبر إصدار تقارير دائمة بمساعدة المتضامنين الدوليين وحركات المناصرة العالمية، عن الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون بسبب بناء الجدار والاستيطان.
ولا يتوقف الأمر -حسب منصور- عند اهتزاز صورة إسرائيل عالميا، وإنما يساهم النضال الشعبي في عرقلة وإحباط دعم الاستثمارات والمشاريع الإسرائيلية التوسعية، وخاصة مصادرة الأراضي وبناء الوحدات الاستيطانية واستكمال إقامة الجدار.
وقد تصاعدت حركة المقاومة الشعبية الفلسطينية بعد شروع إسرائيل في بناء جدار الفصل على أراضي الضفة الغربية منذ أواسط العام 2002 بدعوى منع تسلل الفدائيين الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة عام 1948.
وحسب "الإغاثة الزراعية الفلسطينية" فإن الجدار وقبل استكماله بات يلتهم قلاابة 42% من أراضي الضفة، ويعزل أكثر من 30 تجمعا سكانيا يقطنها عشرات الآلاف من الفلسطينيين، إضافة إلى مصادرة 82% من مصادر المياه الفلسطينية.
وبفعل هذه الإجراءات، يرى فلسطينيون أنه أصبح من المستحيل إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيا على ما بات يعرف بالأراضي المحتلة عام 1967، خاصة بعدما عزل جدار الفصل والاستيطان مدينة القدس المحتلة بالكامل عن امتدادها الجغرافي في الضفة الغربية.