المحطة الثانية كانت عجز الفريق الفائز في الانتخابات النيابية الأخيرة وفي مقدمتهم تيار المستقبل عن تكريس فوزه في الحكومة المقبلة، حيث تصر المعارضة على مطالبها، الأمر الذي يعطل تشكيل الحكومة.
وثالث هذه المحطات التصريحات التي نسبت لرئيس الجمهورية ميشال سليمان التي طالب فيها بتعزيز صلاحياته الدستورية، الأمر الذي يعني حكماًَ الانتقاص من صلاحيات رئيس الحكومة (السني وفقا للدستور).
ومثلت تصريحات النائب ميشال عون آخر هذه المحطات حيث طالب بتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، واعتبر أن تسمية رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري بالرئيس المكلف خاطئة وأنه ينبغي تسميته بالنائب المكلف الأمر الذي اعتبره البعض محاولة من عون للنيل من الحريري.
واعتبر حوري أن حال الإحباط التي يتخوف منها البعض قد تصح حين تم اغتيال رفيق الحريري الذي شكل رمزاً كبيراً للسنة في لبنان، لكن هذه الحال الآن انتهت مع وصول النائب سعد الحريري إلى سدة الحكومة.
من جانبه اعتبر نائب الجماعة الإسلامية عماد الحوت أن السنة لم يصلوا إلى مرحلة الإحباط رغم أن البعض يحاول إضعافهم والنيل من صلاحيات مواقعهم في الدولة، وفي مقدم هؤلاء التيار الوطني الحر الذي اخترع للمسيحيين عدواً تحت شعار أن الطائفة السنية انتزعت صلاحيات المسيحييين من رئيس الجمهورية.
وخلص الحوت إلى أن استمرار الوضع على ما هو عليه يضع اللبنانيين أمام خيارين، الأول سلبي يقوم على المصادمة وتجاوز ما يجري وتشكيل الحكومة بغض النظر عن مطالبات بعض الأطراف السياسية، والثاني خيار يوصل البلد إلى واقع خطير، أو تجاهل بعض الصيحات والتأكيد على الالتزام بالدستور وتقديم خيارات تسهل تشكيل الحكومة.
" التوزع السكاني والطائفي في لبنان " |
وأشار إلى أن السنة في لبنان كانوا تاريخياً رأس الحربة في مشروع الأمة والعروبة والإسلام وفي طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية، إلا أن هذا الواقع تغير وباتت هناك نزعة طارئة تتحدث عن لبنان أولاً رغم تأكيدات تيار المستقبل بأن هذه النزعة لا تعني التخلي عن الشعارات القومية.
ولفت إلى أن هذه النزعة جاءت نتيجة الشحن المذهبي الذي رافق لبنان في السنوات الخمس الماضية، واستطاع أن يشق صفوف اللبنانيين إلى طوائف ومذاهب، موضحا أن أحد مخاوف السنة في لبنان هو شعورهم بأن الآخرين يريدون تعديل الدستور والحد من صلاحيات رئيس الحكومة.