ضحايا سيول اليمن بالجنوب يشتكون الإهمال

مياه الفيضان تحاصر المنازل والمزارع
مياه الفيضان تحاصر المنازل والمزارع (الجزيرة نت)

إبراهيم القديمي-عدن

 
رغم مرور نحو ثمانية شهور على السيول التي اجتاحت حضرموت والمهرة, لا تزال آثار الكارثة كما هي, حيث يعيش المتضررون في خيام الإيواء, وسط شكاوى متزايدة بشأن تأخر المساعدات وتعثر عمليات إعادة الإعمار.
 
وبحسب رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح وممثل الدائرة 153 عن مديرية القطن بمجلس النواب، فإن غالبية المتضررين ما زالوا في الخيام ومراكز الإيواء البالغ عددها 48 مركزا في حضرموت وحدها.
 
وقال عبد الرحمن بافضل للجزيرة نت إن تلك المراكز تتوزع على ست مديريات وتؤوي 4129 أسرة, موضحا أن المواد الغذائية والإغاثية والتعويضات لم تصل إلى كل المتضررين، ووصف الإجراءات الرسمية المتعلقة بإعادة الإعمار وبناء المساكن بالبطيئة.
 
وألقى بافضل باللائمة على مكتب أراضي الدولة بحضرموت الذي قال إنه سمح ببيع أراض سكنية للمواطنين في مجاري السيول، الأمر الذي ضاعف حجم المشكلة.
 
عبد الرحمن بافضل وصف الإجراءات الحكومية المتعلقة بالإعمار بالبطيئة (الجزيرة نت)
عبد الرحمن بافضل وصف الإجراءات الحكومية المتعلقة بالإعمار بالبطيئة (الجزيرة نت)

وقد صدر أخيرا تقرير برلماني أقر باستمرار الأزمة وتفاقم معاناة المناطق المنكوبة.

 
ورغم أن التقرير أوصى بسرعة الانتهاء من المخططات السكنية والبدء في عملية بناء منازل المتضررين وصرف البطاقة التموينية لكافة الأسر الذين تهدمت منازلهم وجرفت مزارعهم، فإن بافضل يؤكد أن توصيات اللجنة البرلمانية البالغة 25 بندا لم ينفذ منها إلا 10% فقط.
 
موقف الحكومة
في المقابل يقول عضو لجنة إعادة إعمار المناطق المتضررة من السيول بمحافظتي حضرموت والمهرة إن الدفعة الأولى من التعويضات والبالغة نحو 100 مليون ريال (خمسة ملايين دولار) تم توزيعها خلال الأيام القليلة الماضية.
 
وقال محمد العيدروس في حديثه للجزيرة نت إن هذه التعويضات خصصت للذين تضررت منازلهم بشكل جزئي وتحتاج إلى إصلاحات عاجلة قبل حلول موسم الأمطار الذي اقترب موعده.
 
ويقول إن الدفعة الثانية سيتم توزيعها قريبا على شكل دفعات, موضحا أن الأسر الذين تعرضت منازلها للهدم الكلي سوف تبنى لها وحدات سكنية بمساحات معينة.
 

منزل دمر كليا جراء السيول (الجزيرة نت)
منزل دمر كليا جراء السيول (الجزيرة نت)

المدينة السكنية

وكان رئيس الوزراء اليمني علي مجور قد وضع في وقت سابق حجر الأساس للمدينة السكنية التي تبرعت بها الإمارات للمتضررين وتشمل بناء ألف وحدة سكنية موزعة على مديريتي الساحل والوادي بمحافظة حضرموت.
 
وكما قال العيدروس فإن الحكومة اليمنية تكفلت ببناء 4500 منزل و15 مدرسة وعدد من المساجد، لافتا إلى أن السلطة المحلية بحضرموت قامت بتوزيع المواد الغذائية التي جاءت من الخارج على المتضررين وفقا للبطاقة التموينية وذلك بالتنسيق مع برنامج الغذاء العالمي.
 
وكان اليمن قد تعرض في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لمنخفض جوي استوائي قادم من المحيط الهندي والبحر العربي تطور إلى عاصفة استوائية عاتية أسفرت عن هطول أمطار غزيرة استمرت ثلاثين ساعة على محافظتي حضرموت والمهرة.
 
ووفقا لتقرير برلماني فإن إجمالي الخسائر المادية تجاوزت 155 مليارا و744 مليون ريال (نحو 778 مليون دولار) في المحافظتين.
 
ويشير التقرير إلى أن 73 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 3128 منزلا بأضرار كلية وجزئية فيما تصدعت 143 مدرسة جراء الفيضانات التي أدت إلى نفوق 57 ألفا و738 رأسا من الماشية وجرفت نحو 308 مناحل ودمرت ما يزيد على 527 ألف شجرة مثمرة.
المصدر : الجزيرة