تراجع تمثيل النساء ببرلمان لبنان

epa : epa01502463 A general view of the Lebanese parliament during a session, in Beirut, Lebanon, 27 September 2008. The Lebanese parliament began their
أربع نساء فقط وصلن إلى البرلمان اللبناني الجديد (الأوروبية-أرشيف)

نقولا طعمة-بيروت

 
يصف اللبنانيون حياتهم السياسية بالأكثر ديمقراطية وانفتاحا في العالم العربي، ورغم ذلك لم توصل المعركة الانتخابية إلى قبة البرلمان سوى أربع نساء، هن: بهية الحريري، ونائلة تويني، وستريدا جعجع (موالاة)، وجيلبرت زوين (التيار الوطني الحر المعارض)، وضمت لائحة المرشحين 702 منهم ثماني نساء فقط.
 
واللافت أن نسبة النساء تراجعت أيضا على مستوى الترشيح.
 
وقالت الباحثة الجامعية الدكتورة فهميّة شرف الدين -نائبة رئيسة اللجنة الأهلية لمتابعة قضايا المرأة- في تصريح للجزيرة نت إن "وضع المرأة يتراجع في لبنان، ويعبر عن ذلك ليس فقط تراجع عدد النساء اللواتي وصلن إلى البرلمان، وإنما عدد اللواتي ترشحن".
 
وعلّقت النائبة المنتخبة من التيار الوطني الحر المعارض جيلبرت زوين على تطورات وضع المرأة بقولها للجزيرة نت "كنا ستّ نساء في البرلمان السابق، واليوم تراجع عددنا إلى أربع نساء. هذا مؤشر سيئ لبلد متمدن كلبنان، في وقت نرى العالم يتقدم نحو تمثيل أفضل للنساء كما جرى في الكويت".
 
وتعلق شرف الدين على الموضوع بقولها "نحن لا نختلف عن العديد من دول الخليج والدول العربية التي ندعي أننا أفضل منها على صعيد الحياة السياسية والديمقراطية".
 
وأضافت "كثير من الشباب وصلوا إلى البرلمان، لكنهم لا يحملون تطلعات شبابية، بل يعيدون إنتاج البرامج القديمة والطائفية ويخدمون الطوائف والعائلات حتى بات شكل لبنان عائما على ألوان مختلفة، ولكل واحد لبنانه".
 
كما انتقد النائب المنتخب خالد ضاهر-رئيس تيار العدالة والتنمية الإسلامي المتحالف مع تيار المستقبل- ضعف التمثيل النسائي في البرلمان الجديد.
 
وقال للجزيرة نت "العدد الذي وصل إلى البرلمان هذا العام  قليل. النساء أكثر من نصف المجتمع، ويجب أن يشاركن في حمل همومه".
 
وأضاف "يمكن للمرأة أن تحسنّ الأداء في بعض القضايا أفضل من الرجال، فهن يمكن أن يتميزن في قضايا البيئة والأسرة وحقوق الإنسان والعمل وتطوير الحياة العائلية، وحتى العناية بالرجال".
 
كوتا النساء

 فهمية شرف الدين: وضع المرأة في لبنان يتراجع (الجزيرة نت) 
 فهمية شرف الدين: وضع المرأة في لبنان يتراجع (الجزيرة نت) 

وتتبنى معظم القوى فكرة "كوتا النساء"، وهي تعني تخصيص نسبة أو عدد من المقاعد للنساء في البرلمان.

 
وقد طالبت الجمعيات النسائية بذلك، ونظمت تحركات لهذه الغاية أدت إلى فتح حوارات دفعت إلى مناقشة الموضوع في البرلمان الذي رفض الفكرة.
 
وتقول شرف الدين إن "الكوتا أداة تمثيلية لا بأس بها، لكنها لا تكفي. فالقانون الانتخابي طائفي ومذهبي وعشائري يمثل التركيبة الاجتماعية التي لا تقبل أن تتمثل المرأة في ظل نظام وقيم ثقافية ذكورية".
  
وتوضح زوين "حاولنا وضع قانون انتخابي تحصل النساء فيه على كوتا 10%، أو إضافة 10% مقاعد جديدة للبرلمان تخصص للنساء. وللأسف لم يقبل المشروع".
 
ويتحدث ضاهر عن الكوتا النسائية في أدبيات تياره، ويقول "وضعنا المشاركة بما يعود بفائدة على البلد، واقترحنا أن تكون نسبة الكوتا 20%، ولا نعارض مطلب الجمعيات النسائية بـ30%، غير أننا طرحنا 20% لكي تكون بداية للتجربة".

 خالد ضاهر انتقد ضعف التمثيل النسائي في البرلمان الجديد (الجزيرة نت)  
 خالد ضاهر انتقد ضعف التمثيل النسائي في البرلمان الجديد (الجزيرة نت)  

حلول سريعة
وبديلا للتمثيل النسائي الضعيف في البرلمان الجديد، تحاول الهيئات النسائية التعويض في مجالات أخرى.

 
وتتحدث شرف الدين عن "اجتماعات تشاورية للهيئات من أجل البحث في مشاركة المرأة في السلطة التنفيذية، أي مجلس الوزراء المزمع تشكيله بعد انتهاء ولاية البرلمان الحالي في الـ20 من الشهر الجاري، خصوصا وأن الحكومة اللبنانية وافقت على إعلان بكين الداعي لمساواة المرأة في المؤتمر العالمي للمرأة عام 1995".
 
ورأت زوين ضرورة أن تتبنى التيارات السياسية ترشيح نساء من صفوفها "ونحن حاولنا ترشيح ثلاث نساء أخريات لكنهن لم يرغبن بالمهمة".
 
أما ضاهر فيقول إن تياره "طرح ما أسماه التمييز الإيجابي في طرح مواز للكوتا وقابل للتطوير والزيادة مع الوقت".  
المصدر : الجزيرة