صحفيون صوماليون يضربون

مجموعة من الصحفيين وضعو ايديهم على افواههم تعبيرا عن عن أنهم اجبرو السكوت والا مواجهة الموت
صحفيون يضعون أيديهم على أفواههم تعبيرا عن إجبارهم على الصمت (الجزيرة نت)

جبريل يوسف علي – مقديشو

 
يعيش الصحفي في الصومال واقعا مليئا بالحساسية الشديدة نتيجة ما يوصف بالاحتقان السياسي للأطراف المحركة للعجلة السياسية في البلاد, إضافة إلى رغبة هذه الفصائل في استخدام الصحافة وسيلة لنشر مبادئها وأفكارها.
 
وفي مؤشر على المخاطر المتزايدة التي تعترض عمل الصحفيين في الصومال, أعلن أكثر من 14 صحفيا توقفهم عن العمل بسبب التهديدات والاغتيالات التي أدت لمقتل العشرات من الإعلاميين خلال الأعوام الستة الماضية.
 
ولا يدري الصحفيون شيئا عن الجهة التي تستهدفهم ولا الأسباب الكامنة وراء قتلهم, ويشتكون من غياب ضمانات أمنية تشجعهم على الاستمرار في مهنتهم.
 
مجموعة الـ14
وفي مؤتمر صحفي بمقديشو عرض الصحفيون الـ14 أشكال التهديدات والاغتيالات التي تستهدفهم.
 
وأشار عبد الرحمن يوسف العدالة المتحدث باسم هؤلاء الصحفيين إلى أن القوى السياسية تكتفي بتقديم التعازي وتبرئة نفسها من الاغتيالات.
 
عبد الرحمن العدالة محرر بإذاعة شبيلي المحلية تحدث عن تهديدات بتصفية عدد آخر من الصحفيين (الجزيرة نت) 
عبد الرحمن العدالة محرر بإذاعة شبيلي المحلية تحدث عن تهديدات بتصفية عدد آخر من الصحفيين (الجزيرة نت) 

وتحدث العدالة عن ضغوط من قبل أسر الصحفيين وغياب قانون يحمي الصحفيين في الصومال, مشيرا إلى استمرار التهديدات بتصفية عدد آخر من الصحفيين.

 
وبينما أعلن هؤلاء الصحفيون الـ14 التوقف عن أعمالهم, أصدرت مجموعة أخرى من الصحفيين بيانا أكدوا فيه تمسكهم بأعمالهم الصحفية, وطالب البيان الذي تلقت الجزيرة نت نسخة منه الجهات التي تنفذ الاغتيالات بوقف مثل هذه الأعمال وأكد ضرورة احترام حرية الصحفي وسلامته.
 
من جهتها عبرت الحكومة الصومالية عن أسفها الشديد لقرار بعض الصحفيين ترك مهنتهم. وأشار عمر محمد عمر طلحة نائب رئيس برلمان الصومال في تصريحات لإذاعة سيمبا المحلية إلى أن القرار ليس واقعيا, معتبرا أن على الصحفيين خدمة الأمة تحت أية ظروف, لكنه أقر بصعوبة المخاطر.
 
رئيس مجلس قبائل الهوية أحمد حسن حاد والرئيس الصومالي الأسبق عبد قاسم صلاد, عبرا أيضا عن أسفهما الشديد للمخاطر التي تواجه الصحفيين. وندد عبد قاسم في تصريح للجزيرة نت بالهجمات التي قال إنها تدعي الإسلام.
 
أما رئيس الهوية أحمد حاد فقال للجزيرة نت إنه يستبعد أن تكون جبهة أو فصيل يدعي أنه يسعى لتأسيس دولة إسلامية, يرتكب مثل هذه الجرام.
 
وردا على سؤال للجزيرة نت بشأن إمكانية قيام المجلس بعرض المشكلة على جميع الجهات في الصومال والمطالبة بتوفير حماية وضمانات للصحفيين في المواقع التي تخضع لسيطرته, أشار حاد إلى أنه لا توجد جهة تقر بأنها وراء هذه الأعمال ليطلب منها التوقف.
 
مخاطر مستمرة
ويأتي قرار ترك الصحفيين لعملهم في وقت اختطفت فيه مجموعة مسلحة مدير قناة يونفيرسال الناطقة باللغة الصومالية إبراهيم حسين جيكي واقتادوه إلى مكان مجهول واحتجزوه يومين ثم أطلقوا سراحه.
 
كما تعرض رئيس غرفة الأخبار في إذاعة صوت السلام عبد عزيز أفريكا لتهديد بالقتل الأسبوع الماضي حسبما أكده بنفسه للجزيرة نت.
المصدر : الجزيرة