أمنستي تنتقد حقوق الإنسان بأوكرانيا

مهاجرون أفارقة تم احتجازهم على الحدود الأوكرانية الأوروبية - سبق إرسالها
مهاجرون أفارقة احتجزوا على الحدود الأوكرانية الأوروبية (الجزيرة نت)

محمد صفوان جولاق-كييف
انتقدت منظمة العفو الدولية بشدة تدهور أوضاع حقوق الإنسان في أوكرانيا، وعدت تلك الأوضاع واحدة من بين السوأى في العالم، وقالت المنظمة في تقرير إن "صور التمييز العنصري المنهجي وغياب الأمن" هي أبرز مسببات هذا التدهور، وأكبر عائق لتطبيق القانون.
 
وبين تقرير المنظمة أن من أبرز مظاهر تدهور حقوق الإنسان في أوكرانيا كثرة الاعتداءات العنصرية على الأجانب، من أعضاء أحزاب ومؤسسات وجماعات عنصرية منظمة، ما يفاقم يوما بعد يوم هذه الظاهرة، وسط غياب تحركات جادة من السلطات المعنية لمنع هذه الاعتداءات أو حتى الحد منها.
 
وحمل التقرير بشدة على كيفية تعامل السلطات الأوكرانية مع اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، وانتشار ظاهرة التعذيب في أوكرانيا، مشيرا إلى أنه في عام فقط تعرض نحو 100 شخص بين أوكراني وأجنبي إلى تعذيب من قوات الأمن لأسباب مختلفة، مثل تحصيل الاعترافات أو الإجبار على مغادرة البلاد.
 

ماكسيم بوتكيفيتش الناشط في مركز التأثير الاجتماعي ومدير مشروع بلا حدود (الجزيرة نت) 
ماكسيم بوتكيفيتش الناشط في مركز التأثير الاجتماعي ومدير مشروع بلا حدود (الجزيرة نت) 

وأشار التقرير إلى رفض السلطات منح أعداد كبيرة من الأجانب حق اللجوء وأجبرتهم على العودة إلى أوطانهم أو الدول التي جاؤوا منها، خارقة بذلك قواعد اللجوء العالمية.

غياب العقاب
وبينت المنظمة العالمية أيضا أن من أهم أسباب تدهور الحقوق في أوكرانيا عدم معاقبة معظم المذنبين فيما يتعلق بملفات حقوق الإنسان، حيث غالبا ما يتنصل المذنبون من العقاب بطرق وأساليب ملتوية تستند إلى مظاهر الفساد المنتشرة، كدفع الرشى والواسطة.

 
وقال ماكسيم بوتكيفيتش الناشط في مركز التأثير الاجتماعي ومدير مشروع "بلا حدود" لمكافحة العنصرية إن ملف حقوق الإنسان في أوكرانيا "يزداد سوءا يوما يعد يوم"، وأشار إلى أنه "لم يصل بعد إلى سوء ما وصل إليه في دول أخرى كروسيا مثلا"، لكنه يشهد تسارعا بسبب سوء الأحوال وتتابع الأزمات السياسية والاقتصادية.
 
وقال "في حال لم تتبن السلطات قررا جادا وحاسما بهذا الشأن فإنه سيسوء كثيرا، لأن أوكرانيا أرض خصبة لأي فتنة بحكم تعدد الأطياف السياسية والعرقية والدينية والقومية فيها".

شيء من القسوة
وأضاف بوتكيفيتش في حديث مع الجزيرة نت "نحن على تواصل دائم مع السلطات فيما يتعلق بملفات حقوق الإنسان المختلفة، لكننا وللأسف الشديد لا نلمس منها تفاعلا جادا معنا أو مع غيرنا من المؤسسات والمنظمات الحقوقية".

 

مهاجرون يحتجون ضد العنصرية والاعتداء على الأجانب في كييف (الجزيرة نت-أرشيف) 
مهاجرون يحتجون ضد العنصرية والاعتداء على الأجانب في كييف (الجزيرة نت-أرشيف) 

من جهة أخرى قال مصدر في قوى الأمن الداخلي رفض الكشف عن هويته إن لأوكرانيا خصوصية تتعلق بكونها جسرا لعبور المهاجرين غير الشرعيين إلى دول الاتحاد الأوروبي من روسيا وعدة دول عربية وآسيوية، وإن الاتحاد طلب من أوكرانيا الحد من عبور الأجانب إلى أراضيها عبر حدودها.

 
واعترف المصدر بأنه كثيرا ما تضطر قوات الأمن إلى "استخدام شيء من القسوة" مع المواطنين والأجانب لأسباب شخصية تتعلق بسوء أسلوب تعاملهم وعدم تعاونهم معها.
 
لكن المصدر نفسه أكد في حديث للجزيرة نت أن السلطات وقوى الأمن تعرف جيدا واجباتها وتحترم جميع الحقوق المتعلقة باللاجئين الأجانب على الأراضي الأوكرانية، حسب تعبيره.
المصدر : الجزيرة