غليان في السودان بسبب مذكرة توقيف البشير

المشهد السعبي والتحركات الدبلوماسية في الخرطوم - أسامة سيد أحمد - الخرطوم

مئات الآلاف من السودانيين خرجوا إلى الشوارع تنديدا بمذكرة أوكامبو (الجزيرة) 

عماد عبد الهادي-الخرطوم

لم تشرق شمس العاصمة السودانية الخرطوم أمس إلا على قرع طبول الحرب وأصوات حوافر الخيل وهتافات المهللين والمكبرين، في مشهد أعاد للأذهان بدايات عهد حكومة الرئيس عمر حسن البشير ومواجهاتها المتعددة مع بعض الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة.

فرغم عدم توجيه الحكومة نداءاتها للمواطنين للتظاهر كما درجت العادة في مثل هذه المواقف من قبل، فإن تكتلات بشرية قدرت بمئات الآلاف ضاقت بها الشوارع المؤدية للقصر الجمهوري وسط الخرطوم، احتشدت منذ الصباح الباكر أمس مرددة ذات الهتافات المعادية للغرب والاستعمار وللمحكمة الجنائية الدولية ولمدعيها العام لويس مورينو أوكامبو ومن سمتهم بالمتخاذلين في الداخل، ومؤكدة في ذات الوقت دعمها للرئيس البشير في حملته ضد محكمة لاهاي.

وجدد الغاضبون من المواطنين السودانيين الذين تقدمتهم الطرق الصوفية بمريديها والنقابات والاتحادات الطلابية والعمالية مطالبتهم الحكومة بطرد من سموهم بالعملاء من المنظمات وبعض الدبلوماسيين الذين لا يحترمون السودان ويسعون إلى إحداث مزيد من المشكلات به، مشيدين بقرارها طرد عشر من المنظمات الإغاثية العاملة بالبلاد.

ودعا المتظاهرون الذين تسلق بعضهم الأشجار لضيق المكان الحكومة إلى عدم الالتفات لما سموها دعاوى أوكامبو أو المحكمة الجنائية الدولية التي تسيرها بعض القوى الاستعمارية، بحسب رأيهم.



undefinedمعركة مستمرة
لكن الرئيس البشير الذي بدا متحديا وواثقا من خطواته وموقفه تجاه المحكمة والقرارات الأخرى بحق البلاد، اعتبر أن السودان أصبح يمثل الصوت العالي الرافض لكل أشكال الاستعمار الحديث، وقال إن حكومته التي قاومت الحصار والضغوط مدة 20 عاما لن توقفها ادعات أوكامبو أو قرارات المحكمة الجنائية الدولية مهما فعلت.

وأكد أن حكومته لا تزال في معركة مستمرة مع الاستعمار الجديد الذي يمثله مجلس الأمن الدولي وصندوق النقد الدولي والمحكمة الجنائية الدولية، متوعدا في الوقت ذاته بالحسم مع من يتجاوز حدوده من الأجانب المقيمين بالسودان.

ودعا البشير إلى تكوين جبهة جديدة مما يسميها بالدول الحرة في العالم لإبطال مفعول الاستعمار الجديد، مبديا جاهزية حكومته لمقاومة الاستعمار وهزيمته كما هزمه السودان من قبل، في إشارة إلى ثورة المهدي.


مطية أميركية
في الأثناء عبر وزراء وبرلمانيون ومسؤولون حكوميون التقتهم الجزيرة نت عن رفضهم لقرار المحكمة الجنائية الدولية، مشيرين إلى أنه يمثل بداية نهاية للعدالة الدولية.

وقالوا إن القرار يؤكد أن "المحكمة الجنائية الدولية ما هي إلا مطية تسعي من خلالها أميركا للسيطرة على العالم الحر مهما كانت النتائج".

وأبدوا استعدادهم للقتال ضد ما سموه أخطبوط الشر الجديد، داعين في الوقت ذاته إلى خروج كافة فئات الشعب السوداني لرفض مذكرة التوقيف وما يمكن أن يليها من قرارات.

المصدر : الجزيرة