نفق مرمراي مشروعٌ تركي يبعث طريق الحرير تحت البحر
نفق مرمراي حلم راود السلطان عبد المجيد الذي طمح في عام 1860 لإقامة خط حديد في قاع البوسفور يربط آسيا وأوروبا، وهو مشروع تظهره التصاميم القديمة أنبوبا مائيا عائما تسنده ركائز، لم تسمح التقنيات حينها بتحقيقه.
ووقعت الحكومة التركية اتفاقية قرض مع البنك الياباني للتعاون الدولي في 1999 لتمويل تحديث جزء من الخط الحديدي والجزء المار في قاع البوسفور, وقبل ذلك اتفاقية مع بنك الاستثمار الأوروبي لتمويل تطوير خطوط الحديد الواصلة إلى النفق وشراء المعدات والمواد اللازمة لمشروع كلفته الإجمالية ثلاثة مليارات دولار.
ويبلغ طول الخط 76.3 كلم منها 19.30 فوق الأرض في الجهة الأوروبية و43.40 فوق الأرض في الجهة الآسيوية و11.20 عبارة عن نفق يربط ضفتي مدينة إسطنبول علما بأن مسافة 1.40 كلم من النفق تمر تحت مياه البوسفور.
ويقع النفق الذي ترجع تسميته إلى بحر مرمرة، على عمق ستين مترا تحت الماء، بحفر خندق في القاع يمتد بين الضفتين، أنزلت فيه 11 كتلة خرسانة ضخمة، ارتفاع الواحدة 8.75 أمتار وعرضها 15.50 مترا.
وقد تم إنزال وربط آخر كتلة خرسانية في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2008 بحضور أردوغان الذي عبر البوسفور يومها مشيا، ليُسَوّى بعد ذلك سطح القاع ويعاد إلى حالته الأولى حفاظا على حركة مرور الأسماك المهاجرة عبر المضيق فوق خط المشروع.
طريق الحرير
ويختصر الدكتور خلوق إبراهيم أوزمان -وهو مهندس مدني يترأس المديرية الجهوية العامة التابعة لوزارة النقل، التي تشرف على تنفيذ المشروع- أهداف النفق بقوله "سيحل مشكلة حركة السير الخانقة التي تعاني منها إسطنبول، فسعة المشروع 150 ألف راكب كل ساعة مرشحة للازدياد.
كما سيوفر النفق الطاقة ويقلل من استعمال السيارات وبالتالي ستخف نسبة التلوث والضجة وسط المدينة.
وسيخضع المشروع عند اكتماله في 2012 لمرحلة تجريبية لستة أشهر بدون ركاب تختبر خلالها المقطورات والنفق.