تدشين مؤسسة الحرية لمتابعة الأسرى بسجون إسرائيل

الجزيرة / من حفل اطلاق مؤسسة الحرية من اليمين / بسام قنطار سفير فلسطين بلبنان وعباس زكي نقيب الصحفيين اللبنانيين ومحمد بعلبكي وأحمد ملي من جزب الله رشيدة مغربي وجمال سكاف


نقولا طعمة-بيروت
 
بمناسبة مرور الذكرى الـ31 لعملية كمال عدوان التي نفذتها مجموعة من 11 فلسطينيا ولبنانيا في مارس/آذار 1978 بقيادة الشهيدة دلال المغربي داخل الأرض المحتلة، تأسست "مؤسسة الحرية" لمتابعة قضية المفقودين والأسرى في السجون الإسرائيلية. 
 
وتشكلت الهيئة التأسيسية من ناشطين وأقارب للشهداء والأسرى المعتقلين في السجون الإسرائيلية، بينهم العميدة في جيش فلسطين رشيدة شقيقة دلال المغربي، وجمال شقيق الأسير يحيي سكاف الذي اعتقل خلال عملية كمال عدوان، والناشطان هادي بكداش وبسام شقيق سمير القنطار الأسير المحرر في عملية الرضوان العام الماضي.
 
وتمثلت أولى مبادرات المؤسسة في تخصيص موقع إلكتروني لمتابعة حيثيات قضية المعتقلين والشهداء الأسرى، حيث تم الإعلان عن جائزة قدرها خمسة ملايين دولار لكل من يرشد بالأدلة القاطعة إلى معتقل أو شهيد.
 
فكرة المؤسسة
undefined
رشيدة المغربي تحدثت للجزيرة نت فطالبت القوى والهيئات المحلية والدولية والاجتماعية والسياسية والإنسانية بـ"مناصرة المؤسسة ذات الطابع الإنساني والبحث في سبل إحقاق العدالة التي كفلتها الأعراف والمواثيق الدولية".
 
وعن أبعاد تأسيس المؤسسة قالت رشيدة المغربي إن فكرتها ولدت "بعد التأكد عبر فحوص الحمض النووي من أن شهداء مجموعة كمال عدوان لم يكونوا ضمن الشهداء الـ185 الذين نجحت المقاومة في استعادتهم خلال عملية الرضوان"، وكذلك "انطلاقا من خبراتنا الطويلة في حملات المدافعة عن قضية الأسرى، وتنظيم الحملات المطالبة بتحريرهم، وكشف مصير المفقودين، واستعادة جثث الشهداء".
 
ونوهت إلى "القبول الواسع من قبل كل من طرحت عليهم فكرة إنشاء مؤسستنا خلال المرحلة التحضيرية"، معلنة "أن الباب مفتوح على مصراعيه للمساهمة من خلال التبرع والدعم لتأمين بقية المبلغ اللازم للجائزة، ولتمويل  أنشطة المؤسسة على المستوى الدولي".
 
تقنيات العمل
بدوره قال جمال سكاف إن الهدف من الموقع الإلكتروني هو "إيصال الرسائل بالبريد والفاكس والبريد الإلكتروني إضافة إلى رسائل نصية بالهاتف المحمول تشير إلى الجائزة وسبل الاتصال، على أن تعطى الأولوية لتوجيه الرسائل إلى الجنود والضباط في الجيش الإسرائيلي، وفي مديرية السجون الإسرائيلية، المتقاعدين والمسرحين منهم، وإلى السكان المقيمين بالقرب من مقابر الأرقام".
 
والد المفقود جمال معروف يحمل صورا لابنه (الجزيرة نت)
والد المفقود جمال معروف يحمل صورا لابنه (الجزيرة نت)

وأضاف للجزيرة نت أن "الموقع أطلق باللغة الإنجليزية وستضاف إليه اللغات العبرية والفرنسية والإسبانية والألمانية مع معلومات عن المفقودين، والجائزة، وسبل الاتصال بالمؤسسة".

 
وأكد سكاف سعي المؤسسة والموقع للتسجيل في إحدى الدول الأوروبية، لتسهيل التواصل مع المدنيين الإسرائيليين، وهو أشبه برد على الموقع الذي أطلقته إسرائيل بحثا عن الطيار رون أراد المفقود في لبنان في اجتياح 1982.
 
كما تحدّث سكاف عن إنجاز أقراص مدمجة موثقة مع مقابلات فيها معلومات متطابقة تثبت أن شقيقه يحيي لا يزال حيا، وأنه موجود في سجن عسكري إسرائيلي لم تشمله مفاوضات تبادل الأسرى.
 
عقوبات
من جانبه، علّق بسام القنطار على الخطوة قائلا "ربما تكون إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي تفرض عقوبات على الجثث، حيث إنها تحتجز أعدادا غير معروفة من جثث الشهداء الفلسطينيين والعرب،  فضلا عن احتفاظها بما يزيد عن 11 ألف أسير ومعتقل، وتكتمها على مصير مئات المفقودين".
 
وفي تصريحات للجزيرة نت أكد القنطار أن إسرائيل أقامت سجونا ومقابر سرية عرفت باسم مقابر الأرقام، وكشف النقاب عن أربع منها، فضلا عن احتجاز جثث أخرى في ثلاجات.
 
واستطرد القنطار قائلا "ما يثير المشاعر كون هذه المقابر عبارة عن مدافن رملية قليلة العمق، مما يعرضها للانجراف، فتظهر الجثث منها، لتصبح عرضة لنهش الكلاب الضالة والوحوش الضارية".
المصدر : الجزيرة