معاناة عائلة عميد الأسرى الفلسطينيين داخل الخط الأخضر

تبدي زوجة عميد الأسرى الفلسطينيين سامي يونس (80 عاما) تفاؤلا حذرا من أن تعيد صفقة التبادل زوجها لها هذه المرة بعد انتظار طال فيما تتمنى ابنته استبداله بالأسر.

أم نادر تحلم بأن يتمكن زوجها من قضاء ما بقي من عمره بين أحفاده (الجزيرة نت)

تبدي زوجة عميد الأسرى الفلسطينيين سامي يونس (80 عاما) تفاؤلا حذرا في أن تعيد صفقة تبادل الأسرى زوجها لها هذه المرة بعد انتظار امتد 26 عاما.

وكان سامي يونس أبو نادر من عرعرة داخل أراضي 48، قد اعتقل عام 1983 مع الأسيرين كريم وماهر يونس بعد قيامهما بعملية عسكرية نجم عنها مقل جندي إسرائيلي.

وتستذكر الحاجة حليمة يونس ( 78 عاما) في حديثها للجزيرة نت أنها كانت في الثانية والخمسين يوم اعتقل زوجها فتولت إعالة عائلتها المكونة من خمسة أبناء لتبدأ السير في "طريق الآلام".

وقالت إنها وجدت نفسها فجأة مضطرة للعمل لتلبية احتياجات الأسرة وتتابع "صرت أعمل في تربية الدجاج، وبيع الجوافة والزيتون، وكانت أول سنة من اعتقاله في غاية الصعوبة علي من ناحية نفسية ومادية".

ولكن لم يكن مجال أمامها غير أن تتحمل مسؤولياتها، فواصلت العمل بالليل والنهار، متحملة كل الأعباء، في سبيل تربية أبنائها وتأمين الحياة الكريمة لهم.

لا لوم
ورغم المتاعب التي تحملتها إلا أن الحاجة حليمة لا تحمل زوجها أي مسؤولية، بل تبدي تعاطفا شديدا معه، وهو يمضي سنوات طويلة من حياته خلف القضبان "ولم يفرح بزواج أبنائه، أو رؤية أحفاده يكبرون أمام أعينه".

وتغالب أم نادر دمعتها وهي تستذكر معاناتها "الأمرين" أثناء فترة اعتقاله جراء سفرها لمسافات بعيدة لزيارته في الأسر فلم يبق سجن إلا دخله وتضيف "حينما استقر في سجن بئر السبع الصحراوي كنا نسافر قبل أذان الصبح، ونضطر للانتظار هناك لعدة ساعات دون وجود مقاعد للجلوس تحت أشعة الشمس الحارقة ودون وجود مراحيض".

تكافل الأهالي
ورغم عمليات التنكيل والانتقام منهم تقول أم نادر إن أهالي الأسرى واصلوا المشوار بثبات بفضل التكافل القوي بينهم باعتبارهم عائلة واحدة.

وبألم شديد تقول أم نادر إن إسرائيل كانت تستثني أسرى الداخل البالغ عددهم اليوم نحو 160 أسيرا من كل صفقات التبادل بحجة كونهم مواطنين إسرائيليين وقضيتهم داخلية وتتابع "هم فلسطينيون بالأسر والتعامل، وإسرائيليون بالتبادل".

"
إسرائيل كانت تستثني أسرى الداخل البالغ عددهم  نحو 160 أسيرا من كل صفقات التبادل بحجة كونهم مواطنين إسرائيليين وقضيتهم داخلية
"
أم نادر

غير أنه بالنسبة لأم نادر فإن الأمل بأن يتمكن زوجها من إمضاء ما بقي من عمره بين أحفاده جاء عبر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي طالبت بإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين.

أما كوثر الابنة الصغرى للأسير، التي كانت تبلغ 16 عاما عندما أسر والدها، فتحدثت عن معاناته في المعتقل قائلة، إنه تعرض لعمليات تعذيب وانتقام قاسية دون أن يشفع له عمره المتقدم، وتستذكر كيف اعتقل في فصل الشتاء في سجن الجلمة فكانوا يرشونه بالماء البارد، ويجبرونه على خلع ملابسه مربوطا بحبال دون تحريك يديه جراء الصقيع.

وتستذكر وصية والدها للعائلة في إحدى الزيارات، حينما طلب منهم "عند عودته جثة هامدة للبيت، أن يضعوا جثمانه لمدة ربع ساعة لتوديع البيت قبل أن يوارى الثرى".

وبغياب الوالد لم تكتمل فرحة الأبناء والبنات في مناسبات حياتهم الكبرى مثل النجاح أو الزواج، حيث كانت غصة الفراق والإحساس بالظلم تعكر فرحة المناسبة.

المصدر : الجزيرة