حوار عربي إسرائيلي روسي بالأردن

من المؤتمر - حوار عربي إسرائيلي روسي ساخن بالأردن
المؤتمر خصص لبحث مستقبل الشرق الأوسط حتى عام 2020 (الجزيرة نت)

محمد النجار-البحر الميت

 
رفع مشاركون روس وإسرائيليون وفلسطينيون من درجة حرارة مؤتمر أقامته وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" على شاطئ البحر الميت بالأردن الاثنين، وفيما حضر مندوبون عرب المؤتمر، غاب عنه المدعو الوحيد من إيران.
 
وبينما كرر الفلسطينيون شكواهم من التعنت الإسرائيلي، ظهرت وجهة النظر الروسية متعاطفة معهم، وهو ما أغضب الإسرائيليين الذين وجهوا انتقادات لاذعة لموسكو.
 
وهذه المرة الأولى التي يعقد فيها المؤتمر الذي يحمل اسم "فالداي" خارج الأراضي الروسية، وخصص مؤتمر هذا العام للبحث في مستقبل الشرق الأوسط حتى العام 2020.
 
وكان أبرز ضيوف المؤتمر رئيس الوزراء الروسي الأسبق يفغيني بريماكوف، ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق أحمد قريع، ومستشار رئيس السلطة الفلسطينية نمر حماد، إضافة إلى دبلوماسيين روس، ومشاركين من الأردن ومصر وسوريا والعراق والسعودية والبحرين وبريطانيا وتركيا وفرنسا وفلسطين وإسرائيل.
 

قريع: مفاوضات ما بعد أوسلو أسوأ من المفاوضات قبله (الجزيرة نت)
قريع: مفاوضات ما بعد أوسلو أسوأ من المفاوضات قبله (الجزيرة نت)

آراء

وتحدث بريماكوف عن التعقيد الذي يشهده مسار السلام في الشرق الأوسط، ولفت إلى الأوضاع غير المستقرة في عدد من دول المنطقة، وتطرق إلى الملف النووي الإيراني وأزمة طهران مع الغرب.
 
من جهته دعا مدير إدارة العلاقات الدولية بمجلس الفدرالية الروسية أندريه باكلانوف إسرائيل للجلوس مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقال "إذا كان من الصعب الجلوس على طاولة واحدة مع حماس، فيمكن ترتيب أي صيغة لتفاوض الطرفين".
 
بينما رسم أحمد قريع صورة قاتمة لمستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط، وكرر كلمة "خيبات الأمل" عدة مرات، غير أنه كرر أيضا أنه ورغم كل ذلك فإن السلام هو "الخيار النهائي للفلسطينيين".
 
واعترف قريع بأن المفاوضات التي أجريت بعد اتفاق أوسلو عام 1993 كانت أسوأ من المفاوضات قبله، وقال "ربما لأننا قدمنا كل شيء ويبدو أن هذا كان خطأ".
 
واتهم تل أبيب بأنها تعمدت "إضاعة الوقت لتحقيق مكاسب على الأرض وتهويد مدينة القدس وإقامة جدار الفصل"، وتابع "المعروض على الفلسطينيين اليوم هو إملاءات لاتفاق سلام هو في الحقيقة صك استسلام".
 
وكان لافتا اعتبار نمر حماد أن الانتفاضة الثانية "أدت لبروز متطرفين من الجانبين"، واعتبر أن الفرق أن المتطرفين يحكمون اليوم في إسرائيل، فيما يقود المعتدلون الشعب الفلسطيني، وأكد أن السلطة الفلسطينية لا تسعى لبناء جيش فلسطيني قد تعده إسرائيل تهديدا لها.

أميدرور انتقد بشدة الموقف الروسي من إسرائيل (الجزيرة نت)
أميدرور انتقد بشدة الموقف الروسي من إسرائيل (الجزيرة نت)

تهنئة وانتقاد

الردود الإسرائيلية بدأت بحديث غيرشون باسكين مدير مركز إسرائيل –فلسطين للبحوث والمعلومات الذي هنأ الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض بتطبيقها التزامتها بخطة خريطة الطريق مقابل عدم التزام إسرائيل بها.
 
وأشاد باسكين بـ"تجفيف منابع الارهاب الذي تمثله حماس، وإغلاق مؤسساتها واعتقال نشطائها في الضفة الغربية"، واعتبر أنه لا فرصة للوحدة بين حماس وفتح "لأنهما على طرفي نقيض".
 
بدوره انتقد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد يعقوب أميدرور موقف روسيا واتهمها بعدم الحياد في الصراع العربي الإسرائيلي، وقال إنه عرف لماذا يرفض الإسرائيليون المشاركة في مؤتمرات تعقد في موسكو، واعتبر أن كل ما جاء على لسان المتحدثين الروس منحاز للفلسطينيين.
 
وبنوع من الاستخفاف قال إنه لم يفهم كثيرا ما جاء على لسان المتحدثين الفلسطينيين "لأنهم يتحدثون دوما بنفس اللهجة القديمة والشكوى من إسرائيل".
 
وامتدح الجنرال الإسرائيلي الانتخابات في فلسطين والعراق، وقال إنهما كانتا نزيهتين لسبب واحد فقط هو "أنهما نظمتا تحت الاحتلالين الإسرائيلي والأميركي"، على حد وصفه.
 

بريماكوف:
بريماكوف: "ما يحدث في غزة جريمة"

رفض روسي


من جهته رفض بريماكوف الانتقادات الإسرائيلية للموقف الروسي، وقال في حديث للجزيرة نت على هامش المؤتمر إن الانتقادات الإسرائيلية لا تزحزح من موقفه باعتبار ما جرى ويجري في قطاع غزة بأنه "جريمة"، وأكد أن ما يهم موسكو حل القضية الفلسطينية وإقامة دولة مستقلة للشعب الفلسطيني إلى جانب إسرائيل.
 
وحذر بريماكوف من "اللامبالاة" التي يبديها المجتمع الدولي للمأساة في قطاع غزة، ودعا لتحريك مسار السلام الإسرائيلي الفلسطيني من جديد، كما حذر من الانتقام من الشعب الفلسطيني في القطاع "لأنه اختار حركة حماس في انتخابات حرة ونزيهة".
 
وشدد الدبلوماسي الروسي بأن تطور الصراع في الشرق الأوسط قد يتحول إلى صراع نووي عام 2020 إذا ما استمر تعثر مسار السلام واستمرت الأزمات في المنطقة.
المصدر : الجزيرة