جدل بليبيا لرفض "التبو" بالمدارس

قبائل التبو الليبية

التبو اعتبروا ما جرى"تمييزا عنصريا" ضدهم (الجزيرة-أرشيف)
 

خالد المهير-طرابلس
 
رفضت مؤسسات تعليمية حكومية في مدينة الكفرة جنوب ليبيا قبول أكثر من أربعمائة تلميذ من قبيلة "التبو" التي تعيش في شعبية (محافظة) الكفرة جنوب غرب الجماهيرية والبالغ عددهم نحو 3500 نسمة.
 
واشترطت السلطات تقديم أوراق ثبوتية حديثة لدخول التعليم، في حين رفضت مصلحة الأحوال المدنية أيضاً منح الشهادات لعائلات التبو التزاما بمنشور برلماني بشأن إلغاء منطقة "أوزو" عقب صدور قرار محكمة العدل الدولية بضمها إلى تشاد.
 
وأكد أولياء التلاميذ في احتجاج لجمعية حقوق الإنسان المقربة من سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أن حرمان أبنائهم هذا العام من التعليم جاء نتيجة لهيمنة قبيلة محددة على مقاليد الدولة بما فيها التعليم، مشيرين إلى أن معاملتهم بهذا الأسلوب تأتي في وقت أخذت فيه الجماهيرية على عاتقها مسؤولية تعليم أبناء البشر في جميع أنحاء العالم.
 
وتهرب مسؤولون بالتعليم في مدينة الكفرة والعاصمة طرابلس من الحديث للجزيرة نت بدون إبداء أسباب واضحة، كما اعتذرت مؤسسة القذافي عن التعليق.
 
وقال الأب سعد حامد بوزة للجزيرة نت إن مصالح التعليم طردت اثنين من أبنائه العام الماضي، وآخر لم يقبل هذا العام، مؤكداً أن هذه التصرفات "سياسة قبلية".
 
وطالب بحق أبنائه في التعليم أسوة بالمواطنين في كافة أنحاء البلاد، داعياً العقيد القذافي الذي افتتح مدارس في أوروبا وأفريقيا إلى حل مشكلة "تلاميذ التبو" معتبرا ما جرى"تمييزا عنصريا".

 

التباوي نفى فرضية تورط الدولة
التباوي نفى فرضية تورط الدولة

تداعيات خطيرة


بدوره أقر توكا التباوي في حديثه للجزيرة نت أنه تمكن من تغيير شهادات الميلاد لعدد من أطفاله في العاصمة طرابلس، نافياً دفع رشاوى عند حصوله على هذه الإجراءات.
 
وبحسب توكا ظلت المشكلة قائمة مع بقية أبنائه. وألقى أصابع الاتهام على ما أسماه "الطابور الخامس" الذي يقف ضد تعليم أطفال التبو، نافيا فرضية تورط الدولة في مثل هذه التصرفات اللامسؤولة حسب قوله.
 
من جانبه أشار عمر وشة آدم إلى أن ثلاثة من أبناء شقيقه تضرروا هذا العام بعد اشتراط شهادات ميلاد جديدة رغم أن أغلب الأطفال ولدوا بعد صدور منشور إلغاء منطقة أوزو عام 1994 وترسيم الحدود الليبية التشادية. وحذر من تداعيات خطيرة على حدود الجماهيرية الجنوبية في حال استمرار الانتهاكات لحقوقهم.
           
وانتقد آدم في حديثه للجزيرة نت ما تسوقه ليبيا عن حقوق الإنسان في كافة المحافل الدولية، مضيفاً أنها تتحدث عن الحريات وتعمل على مصادرة حقوق التبو.
 
مطالب بسيطة
أما إبراهيم سليمان محمد فقد قال للجزيرة نت إن دوائر الدولة رفضت تسجيل عدد من أطفاله وبالتالي حرمانهم من حق التعليم، مشيرا إلى أن مطالبهم بسيطة وليست مطالب تقسيم للسلطة أو الجغرافيا.
 
واعتبر الطالب في مدرسة القرضابية رمضان عيسى اللبدو (19 عاما) نفسه ضحية قضية أوزو الحدودية، في حين ناشدت الطالبة نجية عربي من مدرسة القادسية أيضا من أسمتهم "أصحاب الضمير" التدخل لإعادتها وزميلاتها إلى التعليم.
 
ليس لديه علم
في المقابل قال أمين مؤتمر الشعبية ممثل البرلمان فائز بوعمران إنه ليس لديه علم بمجريات القضية، نافيا انتهاك حقوق أي من المواطنين في الكفرة. وقال للجزيرة نت إنه على اتصال مباشر بفاعليات التبو بالمدينة، مشيرا إلى أن مجانية التعليم وفق القانون من حق المواطن الليبي دون غيره.
 
ولم يطعن المسؤول الشعبي في أصول التبو، وأكد أنهم جزء من نسيج الكفرة الاجتماعي ويتقلدون مناصب إدارية وقيادية في الدولة. وقد أبدى استعداده للنظر في إجراءات المتضررين قائلا إنه إذا كانت إجراءاتهم "غير صحيحة" فيمكنهم الدراسة بمقابل مادي.
 
ونفى بشدة طرد أو حرمان التلاميذ الليبيين من التعليم الحكومي، مضيفاً أنه على صلة يومية بكافة مؤسسات التعليم والرقابة، ولم تصل إليه شكاوى بالخصوص. ودعا أولياء الأمور إلى تقديم مطالبهم إلى الجهات المحلية، قائلاً إنهم أقرب من مؤسسة القذافي بالعاصمة.
المصدر : الجزيرة