نافع يدعو لتجاوز القطرية العربية

الباحث الدكتور بشير نافع في لقاء مفتوح مع الجزيرة نت
نافع أكد على تزايد قوة الشعور العربي الجماعي (الجزيرة نت)

أكد الدكتور بشير نافع أن تجاوز الدولة القُطرية على المستوى العربي والإسلامي خطوة ضرورية "لا مفر منها" لبناء دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
 
وقال نافع في لقاء مفتوح مع الجزيرة نت تطرق فيه إلى تطورات قضايا المنطقة الراهنة، إن التغير المتسارع الذي تشهده العلاقات بين المنطقة العربية ومحيطها يجعل مطلب الوحدة أساسيا رغم الانتكاسة التي سجلها البعد السياسي للحركة القومية العربية في الأعوام الأخيرة.
 
وتطرق في هذا الإطار إلى الأدوار الجديدة التي أصبح يلعبها العديد من الفاعلين الإقليميين لرسم الخريطة السياسية لمنطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي خصوصا إيران وتركيا وإثيوبيا.
 
وقال إن هذه البلدان تحكمها مصالح سياسية واعتبارات جيوإستراتيجية بالمنطقة جعلتها تدخل في علاقات متشابكة مع بلدان عربية تجعلها خياراتها القطرية الضيقة في موقف ضعيف.
 
ولاحظ نافع في المقابل تزايد قوة الشعور الجماعي العربي بسبب الثورة الإعلامية وتجسدها في مواقف متنوعة كالمظاهرات التضامنية مع قضايا قومية (فلسطين والعراق) ومشاركة شبان عرب في القتال في العراق.
 
قوة شعبية
وتوقع في هذا الإطار تزايد تلك القوة الشعبية والترابط فيما بينها بأشكال مختلفة مقابل تفاقم الهوة مع الأنظمة الرسمية.
 
وأشار نافع إلى أن هناك وعيا لدى القوى الإسلامية بدأ يتلمس طريقه في تأكيده على فكرة "الشعور العربي الموحد" لكنه يظل في نظره "غير ناضج لعدم اعتماده على برنامج سياسي واضح".
 
وقال إن برنامج هذه القوى ما زال يقتصر حاليا على ما وصفه بأسلمة المجتمع مقدما في هذا الإطار نماذج من تجارب في بلدان عربية فشلت -حسب رأيه- ليس بسبب خيارات وقناعات روادها ولكن بسبب عدم استطاعتها (التجارب) مجاراة تحديات "الواقع الميداني" بمشاكله وتعقداته الداخلية والخارجية.
 
وعلى المستوى الفلسطيني اعتبر نافع أن المصالحة الفلسطينية ما زالت تسير في نفق غير واضح المعالم قائلا إن الصيغة المعروضة حاليا للاتفاق بين الأطراف الفلسطينية في القاهرة "سيئة".
 
وأوضح أن تلك الصيغة ستؤدي إلى تحكم فئة قليلة في القرار السياسي دون مراقبة، ملاحظا في الوقت نفسه أن الاتفاقية غير قابلة للتطبيق بسبب آلياتها.
المصدر : الجزيرة