جورج ميتشل .. شهادة إيرلندية رشحته للشرق الأوسط

f_File picture of investigator George J. Mitchell listening to a question as he announces results of his 20-month investigation into performance-enhancing drug use

ميتشل قال بعد تعيينه مبعوثا للشرق الأوسط: لا وجود لنزاع لا يمكن حله (الفرنسية)

قبل ثبوت تكليف الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما للسيناتور الديمقراطي السابق جورج ميتشل بمهمة مبعوث إدارته للسلام في الشرق الأوسط دخلت الصحافة الإسرائيلية على الخط.

فقد نشرت يديعوت أحرونوت أمس الأول خبرا يفيد بأن تعيين هذا المشرع السابق ذا الجذور اللبنانية لناحية الأم يقلق المسؤولين الإسرائيليين. وذكرت بأنه هو الذي رأس اللجنة التي فحصت أحداث انتفاضة سبتمبر/ أيلول 2000، وأعدت تقريرا "استقبلته حكومة شارون بغضب شديد".

وتشير مراجعة للتوصيات التي أصدرتها لجنة دولية ترأسها ميتشل للبحث في أسباب اندلاع انتفاضة الأقصى ورعاها الرئيس الأميركي الديمقراطي بيل كلينتون إلى أن الأخير أعد سلسلة اقتراحات عادية لإنهاء ما يعرف باندلاع العنف.

"
السفير مارتن إينديك معلقا على عن اختيار ميتشل مبعوثا أميركيا إلى الشرق الأوسط: إنه ليس مواليا لإسرائيل ولا للفلسطينيين إنه محايد بالفطرة
"

لكنه وضع في مقدم التوصيات تلك واحدة ترى أن شرط "وقف أعمال العنف الإسرائيلية الفلسطينية" يقتضي تجميدا كاملا للاستيطان، وهو سبب كاف لإغضاب أي حكومة إسرائيلية وليس حكومة شارون وحدها.

دوافع التعيين
غير أن دوافع إدارة الرئيس الجديد وضعت على الأرجح في حساباتها عند اختيار هذا السيناتور ميوله وفق المعيار الأميركي وإنجازاته الحقيقية في حقل الوساطات الدولية.

عن حيادية ميتشل المولود عام 1933 لأب من أصل إيرلندي وأم لبنانية تدعى ماري سعد علق مارتن إينديك السفير الأميركي بإسرائيل في عهد كلينتون وأحد الذين اتهموا بالولاء لإسرائيل نفسها أثناء عمله بوزارة الخارجية.

قال إينديك لصحيفة "نيويورك تايمز" عن اختيار ميتشل للمهمة إن الأخير" ليس مواليا لإسرائيل ولا للفلسطينيين، إنه محايد بالفطرة".

ويتلخص إنجاز ميتشل الذي عمل قاضيا فدراليا بعد تقاعده من الكونغرس عام 1994 في حل مشكلة استعصت على كثيرين هي وضع حد للحرب الأهلية في إيرلندا الشمالية.

فقد نجح عام 1998 بالتوصل إلى اتفاق الجمعة العظيمة بين الكاثوليك والبروتستانت في إيرلندا الشمالية. وحضر بعد ذلك بعام إلى البلد نفسه لرعاية مفاوضات بين الطرفين اللذين تحاربا طويلا لينجز اتفاقا لتقاسم السلطة بينهما.

حماس وإسرائيل
من المهام التي تنتظر السيناتور المخضرم الذي حصل على ميدالية رئاسية على إنجازه الإيرلندي التفاوض لتحقيق وقف إطلاق نار دائم بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

تبدو هذه المهمة مستحيلة لهذا المشرع المولود في ولاية مين الذي سيكون مطالبا بالعمل مع فريق رئاسي لم تتضح أولياته الشرق أوسطية, مع التزام الرئيس الأميركي جانب الصمت إزاء الحملة الدموية الإسرائيلية على قطاع غزة.

"
عند تطرقه لمهمته المقبلة قال ميتشل بثقة "ليس هنالك شيء اسمه نزاع لا يمكن إنهاؤه"، ما دام الحديث يدور بالنسبة له عن نزاع لم تتجاوز مدته الستين عاما
"

فوزيرة الخارجية الجديدة هيلاري كلينتون لم تقدم جديدا حول هذه الأولويات واكتفت بالتركيز على القيام بعمل متواصل للتوصل إلى حل الدولتين أي دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، وهو ما كان بدوره من أولويات إدارة الرئيس الجمهوري المنصرف جورج بوش.

تشير سيرة هذا المشرع الذي ترأس أيضا كتلة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إٍلى أنه أصدر عام 1980 كتابا بعنوان "صنع السلام" حول جهده التفاوضي لتحقيق السلام في إيرلندا الشمالية.

وقد ركز حديثه عند قبوله خطاب التعيين على فرادة صعوبة النزاع الإيرلندي عندما قال إنه يعود إلى 800 عام.

وعند تطرقه إلى مهمته المقبلة قال ميتشل بثقة "ليس هنالك شيء اسمه نزاع لا يمكن إنهاؤه" ما دام الحديث يدور بالنسبة له عن نزاع لم تتجاوز مدته الستين عاما وليس 800 عام على غرار النزاع الإيرلندي.

المصدر : الجزيرة + وكالات