إعاقة وصول المساعدات الإنسانية لغزة تهدد بفناء أسر

الفلسطينيون في غزة مطاردون في أمنهم وغذائهم (الجزيرة نت)

أحمد فياض-خان يونس

في الوقت الذي تتزايد فيه الحاجة الملحة لسكان قطاع غزة المشردين للمواد الأساسية لتعينهم على البقاء قيد الحياة، تشهد حركة وصول وتوزيع المساعدات الغذائية والإنسانية إلى القطاع المنكوب معيقات وتعقيدات جمة.

وتتمثل تلك المعيقات في التباطؤ المصري بنقل قوافل المعونات الغذائية العربية عبر معبر رفح، وصعوبة إيصال ما هو متوفر منها إلى مناطق شمال القطاع بسبب فصل الإسرائيليين شمال القطاع عن جنوبه فضلاً عن تعرض سيارات الإغاثة التابعة للمؤسسات الدولية للقصف الأمر الذي جعل مسألة وصول المساعدات لمئات الآلاف ممن هم في حاجة ماسة لها مسألة شبه مستحيلة.

كما أن عجز تنقل المواطنين بسبب كثافة عمليات القصف وإطلاق النار بالمناطق التي تتعرض لاجتياح بري، ترك آلاف العائلات المحاصرة تتضور جوعاً منذ أكثر من خمسة أيام.

آلاف الأطفال والنساء أجبروا على ترك منازلهم (الجزيرة نت)
آلاف الأطفال والنساء أجبروا على ترك منازلهم (الجزيرة نت)

حصار وعدوان
ويقول المتحدث باسم اللجنة الحكومية لفك الحصار علاء الدين البطة، إن السبب الرئيسي في عدم وصول المساعدات للمحتاجين هو أن السلطات المصرية لا تسمح بمرور المواد الغذائية عبر معبر رفح، وأبقت الباب مفتوحاً لحركة بطيئة للمساعدات الطبية فقط.

وأضاف للجزيرة نت أن السبب الثاني الذي لا يقل أهمية هو القصف المستمر على السيارات وكل ما هو متحرك، الأمر الذي لم يمكن الحكومة من الوصول للكثير من المحاصرين والمتضررين.

وأكد البطة أن الفلسطينيين يتعرضون لإبادة جماعية على يد الاحتلال، مشيرا إلى زيارة أحد طواقم الصليب الأحمر الذي عثر على عشرات الشهداء في بيوت وشوارع وحقول بعض المناطق المجتاحة التي أتيح لهم الوصول إليها جنوب حي الزيتون بمدينة غزة، وأضاف "الأحياء هناك ممنوعون من التحرك ونفد كل ما بحوزتهم من طعام وشراب".

وما يزيد الأمر تعقيداً وتردياً، بحسب أقارب بعض المحاصرين الذين نجحوا في التواصل معهم، هو أن جنود الاحتلال يعملون على تجميع عشرات العائلات في مكان واحد، الأمر الذي حرم الكبار والصغار منهم من الحصول على ما يبقيهم على قيد الحياة.

كما يأتي قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تعليق كافة عملياتها بالقطاع بعد تصاعد استهداف طواقمها من قبل جيش الاحتلال، ليزيد الطين بلة، في وقت تزداد فيه حدة الأزمة الإنسانية جراء نزوح مئات الآلاف عن منازلهم، ومحاصرة مئات آلاف آخرين، وسط مخاوف بأن يتسبب البرد والجوع في موت أسر أكملها.

إعاقة وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح زاد الوضع صعوبة بغزة (الجزيرة نت)
إعاقة وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح زاد الوضع صعوبة بغزة (الجزيرة نت)

بدوره انتقد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم قرار وكالة الأونروا، واعتبره غير منطقي وليس مبرراً لأن "من واجبها حماية ضحايا الحرب وليس التخلي عنهم" ودعا المنظمة لاستخدام أوراق الضغط التي لديها لوقف العدوان وحماية الضحايا.

لكن المستشار الإعلامي للوكالة قال إن هناك خطرا مميتا يتعرض له كافة موظفي الأونروا بلا استثناء بسبب الهجمات على مواقع الوكالة والعاملين فيها والتي تكررت في عدة حوادث الفترة الأخيرة، رغم التنسيق الأمني المسبق مع تل أبيب ومعرفة الجيش بتحركات الأونروا أثناء تقديم خدماتها للمشردين والمنكوبين.

وذكر عدنان أبو حسنة للجزيرة نت أن الهدف من وراء قرار التعليق هو الضغط على تل أبيب من أجل تحمل مسؤولياتها، وتوفير الحماية لأطقم الوكالة وشاحناتها ومراكز إيوائها التي تخدم أكثر من ستمائة ألف لاجئ في غزة.

المصدر : الجزيرة