المسلمون والأفارقة ضحايا العنصرية في سويسرا

مثال على الإعلانات التي استخدمها حزب الشعب اليمين أثناء حملته الإنتخابية 2007، وفيها إشارة إلى تحميل الأجانب مسؤولية زيادة العنف في البلاد بنسبة 185%. - الجزيرة نت

ملصقات استخدمها حزب الشعب اليميني أثناء حملته الانتخابية 2007 (الجزيرة نت)


تامر أبو العينين-برن

حذرت مؤسسة تدعى مناهضة العنصرية والعداء للسامية، من تزايد معدلات العنصرية والكراهية ضد الأجانب في سويسرا حيث سجل تقريرها السنوي ارتفاعا خلال 2007 بنسبة 30% مقارنة مع العام الذي سبقته.

وينصح التقرير الذي صدر الخميس، بضرورة تطبيق المعايير التي وضعتها الحكومة لمكافحة العنصرية وعدم التهاون فيها، لأن النتائج التي وصل إليها التقرير مؤشر خطير. كما يؤكد أهمية دعم القيم الديمقراطية واحترام الآخرين وتعميم ما وصفها "إجراءات وقائية لحماية الأجانب سيما حديثي الإقامة في البلاد".

المستهدفون
التقرير السنوي للمؤسسة غير الحكومية يؤكد أن أعمال العنصرية "زادت بشكل ملحوظ ضد المسلمين والأفارقة" ويعتقد أن هذا التوجه جاء "نتيجة لما صاحب حملات اليمين المتشدد أثناء الانتخابات البرلمانية من لهجة عنصرية" حيث شهدت البلاد العام الماضي نموا غير مسبوق في تيارات اليمين المتطرف التي أعلنت عن حضورها على الساحة السياسية "من خلال 22 مسيرة ومظاهرة خلال عام واحد.

 صورة أرشيفية لمظاهرة مناهضة للعنصرية ضد الأجانب في برن ( الجزيرة نت)
 صورة أرشيفية لمظاهرة مناهضة للعنصرية ضد الأجانب في برن ( الجزيرة نت)

ويرى أن ظهور تلك النسبة المرتفعة من حالات العنصرية دليل على "سهولة إيقاظ العداء الكامن في نفوس بعض طبقات المجتمع" سيما وأن من يدعمون تلك التوجهات العنصرية "يستخدمون مستوى متقدما من أساليب التحريض".

من ناحيتها رأت جمعية تسمى الأقليات في سويسرا أن تلك النتائج تدعو إلى "ضرورة القيام بالمزيد من الخطوات للتغلب على تلك الظواهر العنصرية لحماية الأقليات الدينية والعرقية من تلك الممارسات العنصرية إلى جانب القيام بحملات لتوعية الرأي العام".

وتتفق اللجنة الفدرالية لمكافحة العنصرية مع نتيجة التقرير، وقالت متحدثتها الإعلامية للجزيرة نت "إن التقرير يتفق تماما مع نتائج دراسة أعدتها جامعة زيورخ حول تأثير الحملات الانتخابية العام الماضي على انتشار العنصرية في البلاد".

وأشارت إلى أن الحكومة "تكافح تلك الظواهر بلا هوادة، وتعتمد سنويا قرابة تسعمائة ألف دولار لتمويل حملات لتوعية الرأي العام من خلال محاضرات وندوات ومعارض تلقى إقبالا من الجمهور".

وكان موقع المؤسسة الإلكتروني قد تلقى 113 شكوى من ممارسات عنصرية مختلفة خلال العام الماضي، يتهم أصحابها السلطات أو قطاع التعليم أو المؤسسات الاقتصادية بممارسة أنواع مختلفة من العنصرية بسبب الانتماء العرقي أو الديني، سيما المنحدرين من البلقان والأتراك والمسلمين من الشرق الأوسط والأفارقة.

"
موقع المؤسسة الإلكتروني تلقى 113 شكوى من ممارسات عنصرية مختلفة خلال العام الماضي، يتهم أصحابها السلطات أو قطاع التعليم أو المؤسسات الاقتصادية بممارسة أنواع مختلفة من العنصرية بسبب الانتماء العرقي أو الديني
"

كما لوحظ -وفقا للتقرير- أن الممارسات العنصرية تعتمد صورا نمطية سلبية مسبقة مثل "قمع المرأة والجهل وعدم الرغبة في العمل اعتمادا على الإعانات الاجتماعية من الدولة".

ويرى مراقبون لمؤشر العنصرية بسويسرا أن الحملة التي دشنها مجموعة من البرلمانيين لدعوة الناخبين للتصويت لصالح حظر بناء المآذن قد عززت من العداء ضد المسلمين، سيما وأن أحد أعضاء تلك الحملة قد وصف الإسلام بأنه "ليس دينا بل إعلان حرب" وطالب آخر بـ "محاربة المد الإسلامي للحفاظ على الثقافة الأوروبية المسيحية". 

اليمين ينفي
من ناحيته نفى المكتب الإعلامي لحزب الشعب (يميني متشدد) أية مسؤولية عن ارتفاع معدلات العنصرية في البلاد.

وقال ماركوس تسولينغر للجزيرة نت "لقد شرحنا أن حملاتنا كان تستهدف العناصر السلبية من الأجانب، ولسنا ضد المهاجرين الذين يحترمون قوانين البلاد، بل إننا نحميهم وندافع عن صورتهم".

كما أكد تسولينغر أن الحزب لم يتعرض لأية إدانة قانونية بسبب الملصقات التي وزعها أثناء حملاته، وأشار إلى أنه "لا يتسامح مع أي من أعضائه تثبت عليه العنصرية أو ميول نحو اليمين المتطرف ولا يتردد في فصله على الفور".

المصدر : الجزيرة